كتب الأستاذ ابراهيم سكيكي: درع الخيانة ..
مقالات
كتب الأستاذ ابراهيم سكيكي: درع الخيانة ..
ابراهيم سكيكي
26 شباط 2022 , 18:29 م


بيان الإدانة للتدخُّل الروسي في أوكرانيا، الذي أصدره وزير الخارجية اللبنانية، كيف حصل؟ ومن الذي صاغه؟ ومن وافق عليه؟ من الرئاسة الأولى للثانية للثالثة وانتهاءً بالحكومة؟.

رغم فداحة خطأ إصدار هذا البيان،لم نسمع نفياً للعلم بهذا البيان، سوى من الرئاسة الثانية، أما الباقون فهم حتى الآن يلتزِمون الخرس والطّرَش!!!

هل هذا يعني أنّ كلام وزير الخارجية بو حبيب:"قوّصوا عَلَيّ، أنا لابس درع"، أنّه يصدُّ كل السِّهام بدرعه؟

إذا كن كذلك، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو:

هل درع الوزير من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، أم من السفيرة شيا, التي قيل: إنّها اتّصلت بهِ، وأمرته بِهذه الإدانة؟!

إنّ هذا العمل المُتسرّع والأحمق، الذي لم تُراعَِ به مصلحة لبنان، وغالبية شعبه بخصوص العلاقة مع روسيا،التي تمدّ يد العون لبلدنا في مشاريع نحن بأمسّ الحاجة لها، و بخصوص الضرر على الجالية اللبنانية ومُتعلقاتها هناك.

مقابل هذا، ماذا تقدم السفيرة التي قلّدتك درعها، ودولتها،سوى التخريب والتشويه، ومنع مساعدة لبنان من دول أُخرى؟.

ثمّ ماذا ُتقدمون خاصة للطلاب بأوكرانيا؟ لم نسمع شيئًا ولو تذكرة طائرة.

والعلقةمع الرئيس بوتين ليست نزهة … فأسيادكم الأمريكان يهابونه.

ولا بُدّ من لفت نظر رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة إلى التالي:

أقلتم وزير الخارجية السابق"وهبي" لأنه عندما استُفِزَّ بسؤال أجاب بنفس الِاستفزاز ... وأقلتم وزير الإعلام قرداحي لأنه عبَّر عن رأيه بالحرب على اليمن، قبل شهرين من تكليفه.

فكيف تسكتان عن وزيرٍ فعل ما يخرّب علاقة لبنان بدولةٍ عُظمى هو بأمسّ الحاجة إليها، ضارباً عُرض الحائط بآراء الوزراء الذين يُفترض، دستورياً، أنّهم شركاء في القرارات المصيرية، وهو يجلس معهم على طاولة مجلس الوزراء، كما ضرب عُرض الحائط، بما قد تتعرّض له الجالية اللبنانيةُ في روسيا، وهي ليست بقليلة؟!!!

الخلاصة: لماذا لم يتم إعفاء هذا الوزير من منصبه، لأنّه لا يليق بلبنان العزة والكرامة أن يمثله من يلبس درع خيانة .

فخامة الرّئيس، ودولة رئيس مجلس الوزراء:

إن كان عندكما علم، وبقيتما ساكتين، ولم تتّخذا ما يلزم من إجراءات بحق هذا الوزير، وكنتما راضيين عن بيانه، فنذكِّرُكما بأنّ مناصرة الباطل وخذلان الحق، بدعوى الحياد، تُمثل خيانة لغالبية الشعب اللبناني، والخيانة لا تكون في مواقع رئاسية.

26/2/2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري