كَتَبَ د. إسماعيل النجار: التَحَوُّلات الجيوسياسية العالمية نهايتها قد تكون حرباً عالميةً ثالثة.
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: التَحَوُّلات الجيوسياسية العالمية نهايتها قد تكون حرباً عالميةً ثالثة.
د. إسماعيل النجار
3 آذار 2022 , 16:41 م


لَن تبقىَ الولايات المتحدة الأمريكية القابعة خلف البحار آمنة، تراقب الأحداث وتُحركها من على رأس التلَّة،

والأمر لن يطول كثيراً، طالما أنّ الدولة الأمريكية العميقة أوصلت الأمور إلى حيثُ لا عودَة إلى الوراء، وبعدما بلغَ السيل الزُبىَ لدىَ شعوب العالم أجمع، من سياساتها الِاستعلائية الفتنوية المجرمة.

أمريكا اللئيمة هذه، فتكَت باليابان وقصفتها بالسلاح الذرِّي، وفتكَت بألمانيا وإيطاليا وفيتنام وأفغانستان والعراق، وبنما وفنزويلا وكوريا الشمالية وغواتيمالا وفلسطين وسوريا واليمن ولبنان واللائحة تطول؛ أمريكا هذه ورَّطَت أوكرانيا في حرب مع روسيا لا قِبَلَ لها بها، ولن تنتهي إلّا بتدمير البلاد من الباب للمحراب، واليوم خرج علينا رئيسها جو بايدن، ليقول للرئيس الأوكراني "فلوديمير زيلينسكي: "لك حرية البقاء في البلاد أو المغادرة! في تأكيد ضمني،أنّ الإدارة الأمريكية سلّمت بسقوط البلاد في قبضةالقيصر بوتين، وأصبحت مُتيَقِنَةبأن الأمرشارفَ على النهاية.

بكل الأحوال، الولايات المتحدة الأمريكية التي تهاوَت هيبتها عالمياً تُدرك تماماً، أن أُحاديّة القطب انتهت، وأنّ العالم يتغيَر نحو أقطاب عدَّة، وأنّ خريطة العالم الجيوسياسية ستتغير لا محال، وأنّ كافة البؤَر المصطنعة ستُمسَح عن خارطة الوجود، أمثال تايوان، وإسرائيل، وكوريا الجنوبية، وممالك وإمارات الخليج العربي،

وغيرها، وأنّ الصّمْتَ الروسي الصيني الإيراني، ومَن يقف خلفهم، لَن يطول حيال العربدة الأمريكية في العالم.

أمريكا، بدورها، لا تُبدي مرونة سياسية مع دُوَل العالم على الإطلاق، وهيَ مُصِرَة على الِاستمرار بغَيِّها وفرض إرادتها ومحاصرتها للشعوب المسكينة والفقيرة التي تستضعفها أمريكا، لأنّها ترفض سياساتها وهيمنتها.

آخر فصول العقوبات الأمريكيةالصارمة كانت على روسيا، وقد تفاقمت لدرجة الخنق الكامل، من دون الأخذ بعين الِاعتبار أن روسيا دولة نوويَة عُظمَىَ، وتمتلك من المساحة الجغرافية الشاسعة، والعديد السكاني الكبير والِاكتفاء الغذائي الذاتي،وهيَ واحدة من الدوَل الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ولها نفوذ سياسي وعسكري خارج جغرافيا بلادها في العديد من البلدان في العالم.

إن سياسة الضغوط الأمريكية الأوروبية القصوى على موسكو، ستجعل وضع الكثير من بلدان العالم أكثر سخونة لأنّ موسكو، وبكل تأكيد، ستتّبع هذه المرَّة سياسة دعم حلفائها بشكل كبير وكاسرٍ للتوازن، الأمر الذي سيخلق جواً جديداً من السيطرة والهيمنة.

هذا التَفَلُت الأمريكيّ الأوروبي الكبير، في الإفراط بتخريب الدوَل ونهب مقدراتها، يضع العالم على شفير حرب عالمية قد لا تُبقي ولا تَذَر، وطبولها تُقرعُ الآن،وهي أصبَحت قابَ قوسين أو أدنى، بفعل السياسة الأمريكية الصهيونية الاستعمارية.

بيروت في...3/3/2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري