محمد النوباني,,
لي إنتقادات كثيرة على مواقف روسيا من الإعتداءات الجوية التي تشنها إسرائيل على سوريا، وقد عبرت عن ذلك في العديد من المقالات التي نشرتها في العديد من الصحف والمواقع الاخبارية العربية في السنوات الماضية.
ولكنني اعتبر بأن تلك المواقف الروسية ،والتي قد تكون لها اسبابها ومبرراتها، يجب ان لا تتعارض مع تأييدنا كوطنيين فلسطينيين وعرب للحملة العسكرية التي يقوم بها الجيش الروسي منذ عدة ايام ضد العصابات النازية المسلحة المغتصبة للسلطة في جمهورية اوكرانيا.
فتلك الحملة التي لها أهداف معلنة مثل نزع سلاح النازيين الجدد وإحباط محاولة ضم اوكرانيا إلى حلف الناتو العدواني ومنع توسع هذا الحلف شرقاً هي جزء من عملية اوسع تهدف إلى إضعاف نفوذ امريكا على المستوى الكوني وتعزيز قوة روسيا كقوة عظمى صاعدة.
بكلمات أخرى فإن ما يجري في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة ليس عدواناً على دولة مسالمة وذات سيادة،كما يحلو للبعض ان يصفه بقدر ما هو عملية موضوعية لتصحيح مسار تاريخي خاطئ من جهة ولإنهاء عملية السرقة الكبيرة التي تقوم بها الولايات المتحدة الامريكية لشعوب ألعالم بواسطة الدولار من جهة اخرى.
وبما أن بناء عالم ثنائي او متعدد الاقطاب على انقاض عالم القطب الامريكي الواحد سيكون بمثابة ضربة موجعة لكل حلفاء وعملاء امريكا في هذا الكون وتحديداً لإسرائيل التي لا تستطيع البقاء ليوم واحد بدون الدعم الامريكي، وسيقوى بالضرورة حركات التحرر الوطني والإجتماعي للشعوب المقهورة والمظلومة في هذا العالم وفي مقدمها الشعب العربي الفلسطيني فإن تأييد ما تقوم به روسيا في أوكرانيا هو مصلحة فلسطينية عليا.
وصدق من قال ذات يوم بأن إضعاف نفوذ امريكا في العالم وطردها من غرب اسيا ربما سيؤديان إلى تحرير الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة دونما حاجة لحرب كبرى.