انتصار الاتحاد الروسي على حلف الناتو, دعم قوى النازية واليمين المتطرف
مقالات
انتصار الاتحاد الروسي على حلف الناتو, دعم قوى النازية واليمين المتطرف
جورج حدادين
6 آذار 2022 , 20:22 م

المبادرة الوطنية الأردنية

جورج حدادين

· بعد الحرب العالمية الأولى، دأبت مراكز الدراسات والأبحاث، في الولايات المتحدة، العمل على صياغة استراتيجيات: قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى، لعالم ما بعد الحرب، ومن ضمن الاستنتاجات التي خرجت بها، انتهاء عالم الاستعمار المباشر، ووجوب انهيار حامله ( بريطانيا وفرنسا) واستلام الولايات المتحدة دفة قيادة العالم، من خلال مشروع الهيمنة ( بديل الاستعمار المباشر )

ارتكز مشروع الهيمنة على أربعة قواعد أساسية:

1. منع قيام قطب منافس لهيمنة الولايات المتحدة، في حقبة صراع البرجوازيات القومية، ( الصراع مع روسيا والصين يأتي في سياق هذا الهدف)

2. السيطرة على مصادر الطاقة ( وفي هذا السياق يأتي الانقلاب على مصدق في إيران عام 1953 كونه تجرأ على تأميم النفط، وكذلك الحرب العراق وليبيا وحالياً تأتي محاولة منع الاتحاد الروسي من تسويق الغاز في السوق الأوروبية)

3. السيطرة على خطوط نقل الطاقة ( الحرب على سوريا يأتي في هذا السياق)

4. صناعة القبول وثقافة القطيع ( الحرب الناعمة) الأداة الأخطر، توظف من أجل توجيه وصناعة الرأي العام العالمي ، بما يخدم مصالح المنظومة الرأسمالية وقيمها وثقافتها.

· نشؤ النازية، دعمت شركات عملاقة ( فورد ومرسيدس وبيرن ) بعد الحرب العالمية الأولى، في ألمانيا والفاشية في كل من إيطاليا واسبانيا، من أجل إذكاء الحروب في القارة الأوروبية، فكانت الحرب العالمية الثانية، والتي راح ضحيتها حوالي 57 مليون إنسان، نصفهم من الاتحاد السوفيتي الذي حقق بدماء أبناءه هزيمة النازية وخلاص البشرية منها، كما وأدت إلى دمار أوروبا والإتحاد السوفيتي واليابان، وفسحت المجال أمام هيمنة الولايات المتحدة على أوروبا واليابان.

· إعادة إنتاج النازية في أوكرانيا والدعم المعلن من قبل الناتو للقوى النازية والقومية باسلحة فتاكة ، بما يخدم هدف تفشي النازية في القارة الأوروبية لقطع الطريق أمام بوادر ثورة اجتماعية آخذة بالتشكل رداً على طغيان الطغمة المالية العالمية، التي رفعت شعار " أولوية ربح رأسالمال وثانوية قيمة البشر" ورداً على هيمنة منظومة الرأسمالية المضاربة ألتي " تجزي أصحاب رؤوس الأموال بلا حساب وتعاقب الكادحين والمنتجين بلا رحمة"

· هزيمة النازية في أوكرانيا تشكل السد المنيع لحجز انتشارها في القارة الأوروبية، ومنع وقوع حرب عالمية ثالثة، وهزيمة مخططات الطغمة المالية العالمية، تؤمن طريق ثورة اجتماعية عالمية تحرر مجتمعات العالم من طغيان المنظومة الرأسمالية، تشكل قاعدة انطلاق لحركات التحرر الوطني، دعم محور روسيا الصين، ودعم محور المقاومة في الصراع مع المركز، واجب على مجتمعات دول المحيط، وهذا الدعم يتمثل في إنجاز مهمات مرحلة التحرر.

" كلكم للوطن والوطن لكم "