.من يخطئ في التكتيك، قد لا يصل ابدا إلى الاستراتيجيا...
على الاقل، سوف يضل السبيل ويضيع وقتا ثمينا من حياة الاوطان، قبل أن يعود إلى السراط المستقيم...
الصيت لحزب الله، والفعل لأميركا...
من يحكم لبنان فعلاً...؟
رؤساء الجمهورية منذ أربعة عقود وحتى هذا اليوم، باستثناء إميل لحود، هم تابعين بهذا المقدار أو ذاك لهذا البلد الغربي أو ذاك، وفي النهاية تصب هذه التبعية في جيب الإمبريالية الأمريكية...
رؤساء الحكومة، في العقود الأربعة الأخيرة وحتى هذا اليوم هم تابعين لهذا البلد العربي أو ذاك، وكل التبعية تصب في النهاية في جيب الإمبريالية الأمريكية...
رؤساء المجلس ما قبل الرئيس بري لا يختلفون في تلك التبعية عن أقرانهم من الرؤساء...
الرئيس بري نفسه يستطيع التصريح بما يشاء لكنه في النهاية لا يستطيع لفظ كلمة لا في وجه الامبريالية الأميركية لألف سبب وسبب ليس أقلها انتماؤه للطبقة السياسية التي ارتكبت في حق هذا البلد من الموبقات ما نعرف وما لا نعرف...
الوزراء والنواب، باستثناء قلة لا تزيد على عدد أصابع اليدين إلا قليلاً، هم تابعون أو خاضعون أو تبتزهم الإمبريالية الأمريكية...
المصرف المركزي تابع مئة في المئة لإرادة الإمبريالية الأمريكية...
كل الجهاز المصرفي اللبناني، تابع للإمبريالية الأميركية ومستعد أن يبيع الشرف والكرامة والوطن كي يُرضي الإمبريالية الأمريكية...
القضاة الذي يمسكون مفاتيح السلطة الثالثة، تابعون بالكامل للإمبريالية الأميركية، وبعضهم كما بعض كل المذكورين أعلاه يخدمون في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية...
اركان السلطة الرابعة في الإعلام، معظمهم من أزلام رياض سلامة أو الزعامات الطائفية والكل معاََ، في النهاية، مصبه عند الإمبريالية الأمريكية...
كبار التجار الذين يمسكون مفاتيح كل الاقتصاد اللبناني، إما يتبعون عن رضى للسيد الأميركي الأبيض، أو في أرحم الحالات، لا يستطيعون قول كلمة لا للإمبريالية الأميركية...
على الأقل، ثلث الشعب اللبناني تابع ويسبًح باسم اميركا ليلا نهاراً، حتى وهي تفعل به والذين "بزّروه"... ما لا تفعله الإمبريالية إلا باحط الناس قدراََ...
الأحزاب اللبنانية، والحركات والتيارات ومنظمات المجتمع المدني والتجمعات تنقسم إلى:
1- حزب واحد فقط هو حزب الله لا يتبع بأي شكل من الأشكال للإمبريالية الأميركية...
2- بعض اليسار، لا يتبع مباشرة للإمبريالية الأميركية، لكنه خاضع لمشيئتها عبر خدمة النظام السياسي الاقتصادي اللبناني التابع عن بكرة أبيه وأمه والذين "خلفوه" للإمبريالية الأميركية...
٣- كل باقي الأحزاب والحركات والتيارات والتجمعات التي يزيد عددها وعديدها على اكثر من تسعين في المئة من هذا المجموع... هم خاضعون إما عن رضى وإرادة حرة للإمبريالية الأميركية أو على الأقل يخضعون لابتزازها فيما اقترفوه من نهب وسرقة وسمسرة وتخريب واستغلال نفوذ الخ من الموبقات التي لا تتسع لاحصائها مجلدات دائرة معارف الفساد والسرقة...
هؤلاء، يتحالف جزء منهم مع حزب الله رغماً عن إرادة أحرار حزب الله وأحرار الأمة...
ثم يخرج علينا حزب الله يقول إن السلطة، كل السلطة ليست في بعبدا، ولا في السراي، ولا في عين التينة...
بل في عوكر...
ثم يخرج السيد نصرالله يقول إن حزب الله لا يمسك بزمام الأمور في لبنان...
السيد لا يذيع سراََ...
هذا هو منطق الأمور...
طالما أن اميركا تسيطر على كل شيء مما ذكر اعلاه، فمن الطبيعي أن تجتمع في حضرة عوكر كل سلطات البلد...
كل الأحرار يعرفون هذه الحقيقة...
يتملكهم الغضب بسبب انخراط حزب الله في هذه التركيبة العجيبة... واستبساله في دعم من يستحقون المشانق لأكثر من سبب ليس أقلها الانتماء إلى حلف النهب والسرقة والتهريب الذي جرى والذي لا يزال يجري... وافظعها ما يُرتكب بحق حقوق لبنان البرية والبحرية هذه الأيام...
من قال لميشال عون إن لا وقت لدينا، لذلك هو يتنازل عن النقطة ٢٩...
فليبقى الغاز والنفط في قعر البحر...
لن تخرج نقطة في بحر فلسطين
إذا استمر منعنا أو محاولة الاستيلاء على حقوقنا...
أليس هذا موقف المقاومة المعلن على الملأ...؟
لماذا نسمح لبعضهم بالالتفاف على موقف المقاومة المستند إلى قوة الحق...؟
يقول بعض التبريريين إن ليس أمام حزب الله من خيار...
يقول بعض التبريريين إن الحزب ملزم بهذا حفاظا على العيش المشترك...
يقول بعض التبريريين إن الحزب إنما يتفادى الفتنة والحرب الأهلية...
عندما كنا صغارا وكان أستاذ التاريخ الميستر بغدادي في المدرسة الإنجيلية، يحدثنا خارج المنهج، عن تاريخ الاسلام والحضارة الإسلامية والعربية، فوجئنا بأن الامام علي بن ابي طالب رفض أن يساوم المدعو معاوية بن أبي سفيان والي الشام والمسيطر على خزائنها، وأصر على عزله لما كان عليه من فساد وإفساد...
كنا نتساءل عند الاستاذ بغدادي؛
نسأله لماذا لم يراع الإمام دقة الوضع وينتظر حتى يتمكن، ثم يقوم بعزل ذلك الفاسد ابن الذي ما اسلم إلا احتيالا، وأبو الفاسق، قاتل حفيد النبي وسيد شباب الجنة...
كانت إجابة الميستر بغدادي بسيطة جداً...
لو فعلها علي لما كان ذلك الامام العظيم...
لا يمكن لعظيم كعلي أن يخرج على مبدأ هو سيرة حياة...
من المؤكد أن كل خصوم حزب الله، هم أسوأ باشواط من معاوية...
لكن المؤكد أن معاوية ذاك هو افضل بكثير من الكثيرين من حلفاء المقاومة...
على الاقل، هو لم يتعامل مع الروم ضد بني قومه...
أما عن الخيارات أمام المقاومة...
فقد فرغت اقلام، وتعبت ألسن، بأنه يجب بناء جبهة وطنية عريضة تكون أسسها الوطنية واضحة وضوح الشمس، ويكون معيار نظافة الكف هو السائد فيها، وتكون الشفافية أمام جمهور المقاومة هي الحاكم على المصير...
حتى لو كنا أقلية...
حتى لو ظللنا أقلية...
ما نفع الكثرة إذا كانت من شاكلة أولئك الذين "تترتح" بهم المقاومة هذه الأيام...
هؤلاء هم عالة على الوطن...
هؤلاء هم عالة الحزب...
ألم يئن الأوان لنفض الطفيليات عن جلدنا...