حول زيارة هيرتسوغ لعزيز صهيون أردوغان؟!\ محمد النوباني
مقالات
حول زيارة هيرتسوغ لعزيز صهيون أردوغان؟!\ محمد النوباني
محمد النوباني
10 آذار 2022 , 17:19 م

محمد النوباني


على طريقة الهرم المقلوب في الصحافة فإن خلاصة ما يمكن قوله على ضوء زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتسوغ لتركيا والحفاوة البالغة التي إستقبل بها هناك من قبل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي ما فتأ البعض يعتبرونه خليفة المسلمين ومحرر القدس المنتظر، هي انه يجب الكف عن إعطاء التأييد لهذا الزعيم او ذاك بناء على،او استناداً إلى، موقف ديني. فالاساس الذي يجب ان تمنح بموجبه الثقة لأي زعيم او قائد هو موقفه من ألامبربالية والصهيونية والرجعية العربية،أي الموقف الوطني.

فألمسيحي الوطني والبوذي الوطني والهندوسي الوطني والسيخي الوطني واليهودي المتحرر من الصهيونية والرافض للإحتلال وحتى الملحد الوطني هو اقرب لي من رجب طيب اردوغان ومن كل الزعماء العرب المرتبطين بمعاهدات سلام مع إسرائيل ومن كل الذين يستخدمون الدين كوسيلة للخداع والتضليل وكسب التأييد وجني الارباح.

وبما أن المصالح الطبقية وليس الإنتماء الديني هي التي تحدد موقف الزعماء والناس العاديين من هذه القضية او تلك فإنه يمكننا القول بأن اردوغان الذي لم يكن صادقاً يوماً لا من ناحية دينية ولا من ناحية تأييده للقضية الفلسطينية قرر التخلي عن مواقفه المواربة وعن تجارته بورقة الإسلام السياسي لأن هناك من وضعه امام خيارين لا ثالث لهما إما التأييد الواضح للمشروع الصهيو-إمبريالي او الرحيل .

فاختار بدون تردد الطريق الموصل إلى واشنطن عبر تل ابيب ويهود الدونما في تركيا وآل روتشيلد وروكفلر ومورغان في امريكا وآوروبا.

بناء على ما تقدم فإن إستقبال اردوغان لهيرتسوغ في انقرة وإعرابه له عن إستعداد تركيا لجعل اراضيها ممراً للغاز الإسرائيلي المتجه إلى اوروبا، وقبل ذلك إغلاقه لمضيقي الدردنيل والبوسفور في وجه السفن الحربية الروسية ليس خطأ ولا خطيئة بقدر ما هو إعلان حرب على روسيا من ناحية وتخل عن مناصرته اللفظية للقضية الفلسطينية لا سيما وان الغاز الذي يجري الحديث عنه هو غاز فلسطيني منهوب من حهة اخرى. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري