في جلسة مسائية هادئة على شاطئ السعديات في أبوظبي الضخمة، حيث يقيم الرئيس سعد الحريري، وأمام عدد من أصدقائه، يبق كل البحص العالق عنده، فيقول:
انتظروا شهر رمضان، حيث ستشهدون تطورات كبيرة، فمحمد بن سلمان لن يكمل هذه السنة في ولاية العهد، وأُشارطكم بأنّ الأمريكي سيتخلص منه قبل نهايةالسنة، عندها سنرتاح، سأعود إلى لبنان، وسأحاسب كل الذين تآمروا عليّ .
في الدرجة الاولى الخائن الكبير سمير جعجع، الذي كان يخطط لقتلي، بينما كنت معتقلاً في السعودية، وكان يحرض على التخلص مني، فيما كان ميشال عون يسعى بكل قوته لِإطلاق سراحي.
وجبران باسيل، الذي لا أُحبه، زار سبعة عواصم أوروبية خلال 48 ساعة ضاغطاً لِإطلاق سراحي.
فيما كان المجرم سمير جعجع، الذي أطلقت سراحه بعفو خاص، وانا نادم على ذلك، يحرِّض القيادة السعودية على التخلص مني.
ويأتي في الدرجة الثانية، في طليعة الخائنين، وليد جنبلاط، الذي يتباكى اليوم على رحيلي، وهو لا يتباكى عليّ بل على الأصوات التي سيخسرها، في إقليم الخروب والبقاع الغربي، لصالح مخبره الصغير وائل أبوفاعور، الذي يرسل التقارير اليومية لخالد حميدان إلى الرياض، ويبخ فيها سمومه عليّ.
سأحاسبهم عند عودتي، وكل من ينتخب لوائحهم سأعتبره خائناً، وسأحاسبه على هذا الأساس .. انتخبوا الشيطان ولاتنخبوا هؤلاء، الذين غدروا بنا.
أنا دفعت ثروتي، وسمير ووليد جمعوا عشرات الملايين على دم ابي وتعبي وتضحياتي.
نعم أنا لاأُحب حزب الله، لكنّ حزب الله لم يخنّي يوماً.
وأنا لا أُحِبُّ ميشال عون، لكنه تصرف معي كأب، خلال فترة اعتقالي ولاأعرف لماذا يحقد عليّ محمد بن سلمان، إلّا اذا كان يريد بيع لبنان لإيران، ولا يستطيع فعل ذلك طالما أنا في لبنان، لذا يصر على تهجيري .
الشيخ محمد بن زايد كان شهماً معي، وحضنني، وهذا الأمر لن أنساه.
وعندما سأله أحد الموجودين عن شقيقه بهاء قال له:
بهاء صغير وحاقد، لكن لاقيمة له؛ فهو بخيل أصلاً ولا يعطي شيئا، ويعتقد بأنه قادر على خوض غمار السياسة في لبنان بتصريحاته السخيفة .
أنا ضمير السنة في لبنان، ولن يستطيع أحدٌ إنهائي، لا محمد بن سلمان ولا غيره. اصبروا عليّ سنة وسأعود اقوى مما كنت.
راقبوا خط ابوظبي _ دمشق وسيكون للامارات دور كبير في لبنان وسوريا، ونحن سنكون جزءاً من هذا الدور، هومن الآن وصاعداً أطلب منكم ان لا يتحدث احد منكم بالسوء عن سوريا.
الانتخابات ستثبت ان السنة معي في لبنان وانتظروا بان لا تنال لوائح جعجع وجنبلاط والسنيورة شيئا في الساحة السنية لأن الناس ستحاسبهم على ما ارتكبوه بحقي.
وحتى لو كان جبران باسيل كاذباً، فانه احترم قراري، ولم يتحدث بكلمة سيئة عني، بعدمااتخذت قرار المغادرة، بينما شغّل جعجع كل أبواقه ضدي.
كان أبي يحب إيلي حبيقةأكثر من سمير جعجع،وسألته مرة:لماذاتحب حبيقة؟ قال لي: لأنه صادق وجريء، ويواجه؛ لكنَّ جعجع، وكان يومها في السجن، كذّابٌ وغدارٌ ومجرم.
وقال لي: سعد أنا أعرف الإثنين.
لكن، بعد استشهاد والدي، أقنعني البعض بالسير بإطلاق سراح جعجع والتحالف معه، ولم أرَ منه إلّا الغدرَ والنكران.
لذامن يعطي أصواته لهؤلاء الناس، فهو يصوِّت ضِدّ رفيق الحريري وضِدّ سعد الحريري.
ثم تنتهي الجلسة بوعد يطلقه سعد الحريري،لمن حوله: سأعود إلى لبنان على حصان أبيض، وستكون الأمور جيدة، وخلال سنتين سنبدأ بالنهوض الِاقتصادي والمالي، وسننفتح على السوق السوري والعراقي، وستعود العلاقات مع الخليج أفضل مما كانت.



