نحتفل اليوم في هذه المناسبة في ظل متغيرات كبيرة تجري على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وعلى المستوى الفلسطيني لا زال الانقسام سائدا وتتحمل السلطة المتنفذة المسؤولية الأولى والأساسية عنه، بسبب تمسكها باتفاقيات اوسلو والتنسيق الأمني ورفضها لتطبيق القرارات الوطنية، وإصرارها على الهيمنة والتفرد والرهان على الحلول والتسويات الاستسلامية ورفض خيار المقاومة، دون ان يعني ذلك ان الأطراف الأخرى في الساحة خالية المسؤولية وهي بالتأكيد تتحمل جزءا منها، ورغم ذلك، هناك صفحات مشرقة يجب أن نراها، كانتفاضة القدس والشيخ جراح وتزايد اعمال المقاومة الشعبية المسلحة في كافة انحاء فلسطين.
في ظل حالة التراجع المعنوي عند العدو فهو يعيش عوامل تفككه من الداخل، ويسير نحو هزيمته المحتومة، وها هو اليمن ينتصر وصواريخه تدك عمق دول الاعداء، وايران تفرض شروطها في مباحثات الملف النووي وترد الصاع صاعين للمعتدين كما حصل في عين الأسد واربيل، وسوريا تتقدم وتحقق الإنجازات ، ومن بوابتها يعاد الان رسم خرائط المنطقة، بل وخرائط العالم الجيوسياسية، وتفك عزلتها والفشل في حصارها.ولبنان الصامد بمقاومته وجيشه وشعبه الذي يفرض معادلات التوازن والردع مع العدو.
ولا شك ان الحدث الأبرز والأهم على المستوي العالمي هو مايجري الان من معركة تدور في اوكرانيا، هي بما يشبه الحرب العالمية الثالثة بكل المقاييس وان اختلفت أساليبها، يخوضها الأطلسي والغرب بقيادة امريكا ضد روسيا وحلفائها.، لتضع العالم على ابواب متغيرات كبرى ، ومن البوابة الاوكرانية سيعاد رسم خرائط العالم الجيوسياسية من جديد، وسينتهي عهد الهيمنة والتفرد والأحادية القطبية وهيمنة الدولار .
لقد شكل يوم الأرض يوما فاصلا في تاريخ وحياة الشعب الفلسطيني عموما والداخل خصوصا، واستحق عن جدارة هذا الإسم كونه كتب بالدم، فهذا اليوم
لم يحرر قرية او مدينة، لكنّه افشل مخططات العدو، وحرر الوعي الفلسطيني وساهم في فرض لإرادة، فالخطر الأكبر الذي يهدد الشعوب اليوم هو العمل على كي الوعي وغسل الادمغة وسلب الإرادة وتشويه المعايير للإقرار بالأمر الواقع والتسليم ..!
اليوم نحتفل في هذه الذكرى الخالدة ، في شهر الربيع بما يحمله من مناسبات عظيمة كعيد الأم، ويوم المرأة العالمي، وذكرى معركة الكرامة الخالدة، ففيه أزهرت دماء الشهداء والجرحى وزرعت ورود الأمل والمستقبل، وشيدت متاريس المقاومة والتحدي وانارت طريق العزة والكرامة. واللافت في هذا العام ما نشهده من الشجاعة الفلسطينية، فالعين الفلسطينية تنتصر على المخرز الصهيوني والإرادة البطولية تقاوم االدبابة الصهيونية.
فاحياء يوم الأرض
هو احياء لذكرى المقاومين والشهداء
احياء لذكرى غسان كنفاني ، والحكيم، وابو علي مصطفى ،ووديع حداد
وابوجهاد، واحمد ياسين وفتحي الشقاقي.
أنّه يوم تجديد العهد لاسيراتنا واسرانا في سجون العدو
من احمد سعدات ، وكريم يونس، ومروان البرغوثي، ورفاقهم لـ ختام السعافين واسراء الجعابيص ورفيقاتهن.
في يوم الأرض وبإسم تجمع عائدون وجمعية الشتات الفلسطيني نتوجه بالتحية لكل الشرفاء والأحرار في هذه الأمة عامة ، ولشعبنا الفلسطيني المقاوم خاصة. فكل التحية للأرض وأصحاب الأرض وصانعي يوم الأرض. ونحن على يقين بأنّ طريق التحرير هو طريق المقاومة والتمسك بالحقوق لا غير، اما طريق التنازل والمساومة لن تكون نتيجته سوى المزيد من التراجع والخسارة.
ونختم بالقول على العهد باقون ما بقي الزعتر والزيتون الى تحرير كامل التراب الفلسطيني.
المجد والخلود للشهداء
الشفاء العاجل للجرحى
التحرير القريب للأسرى
والزوال الحتمي للكيان
مع تحيات جمعية الشتات الفلسطيني في السويد وتجمع عائدون