كتب الأستاذ حليم خاتون: نهاية سرقات الغرب، ليس كذبة الأول من نيسان
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: نهاية سرقات الغرب، ليس كذبة الأول من نيسان
حليم خاتون
1 نيسان 2022 , 21:28 م

عند الفرنسيين يسمى هذا اليوم سمكة نيسان..

عند اللبنانيين هو يوم الفيل الطائر..

عند بوتين، هو يوم منع سرقة الغاز والنفط والمعادن وغيرها من الثروات، بأوراق مطبوعة تتكدس في المصارف الروسية ولا تساوي أكثر من ثمن الورق وحبر الطباعة..

"على نفسها، جنت براقش.."

قد يكون فلاديمير بوتين تأخر قبل توجيه الصفعة إلى وجه المستكبرين في هذا العالم...

ألم يكن من الأفضل، بناء قلاع تحت الأرض لتخزين الذهب الروسي وحتى العالمي في قلب روسيا بدلا من تلك المليارات الثلاثمائة المجمدة في بنوك الغرب..

ألم يكن الأجدر بروسيا ربط الروبل بمخزونات ضخمة من الذهب..

ظل بوتين يراهن على عقلانية الغرب من أجل تجنب الحرب وفرض نهاية مرحلة القطب الواحد الانتقالية التي تسبب بها غورباتشوف...

قبل عدة سنوات، اجتمع فلاديمير بوتين مع الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في غرفة مغلقة...

كما عادة الغرب، بدأ ساركوزي بتلاوة المواعظ عن الديموقراطية وحقوق الإنسان...

حوالي ثلاثة دقائق، ترك بوتين ساركوزي يقول كل ما عنده قبل أن يسود صمت رهيب لحوالي ثلاثين ثانية تصبّب العرق خلالها من جبين الرئيس الفرنسي...

"هل أنهيت كلامك؟"، سأل بوتين ساركوزي...

رد ساركوزي بالإيجاب...

"بلدك بهذا الحجم"، قال بوتين وهو يشير إلى مسافة عدة سنتيمترات بين كفي يديه...

"بلدي، بهذا الحجم"، أشار بوتين وهو يفتح يديه على وسعهما...

"أنا استطيع (فعصك)... كما استطيع جعلك ملكاََ على أوروبا"

خرج بوتين عائداََ إلى بلاده دون حضور المؤتمر الصحفي المشترك، ولم يجلس ببلاهة حكام العرب المبتسمين أمام تقريع صوص من الدرجة العاشرة في إدارات الغرب...

خرج ساركوزي إلى المؤتمر الصحفي وعلامات الصدمة لا تفارق معالم وجهه...

بالتأكيد، وضع الروس عدة احتمالات لسير المعارك في أوكرانيا..

المخابرات الروسية التي كانت أعطت الإتحاد السوفياتي في الثمانينيات أحد اهم رجالات الدولة، يوري أندروبوف، الذي توفي في ظروف غامضة... هي من أنتجت الرئيس الروسي الحالي، فلادمير بوتين..

الإعلان الروسي عن وجود سلطة نازية في كييف، يعني أن الروس كانوا على علم بأن الغرب سوف يقاوم...

هرب يانوكوفيتش قبل سنوات على إثر الإنقلاب الملون، لا بد أن يكون أخذه لروس في الحسبان...

قد نكون نحن فوجئنا بما حصل..

أما الروس، فإنه يبدو أن خيارات أخرى كانت أمامهم..

لذلك خرج دوغين، مؤرخ القوة الأوراسية يقول إن روسيا وضعت بين حالتين:

إما حرب مدمرة تنتهي بانتصار روسيا وبناء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب..

وإما حرب عالمية نووية تؤدي إلى الدمار الشامل..

من يتابع الجزيرة وفرنسا ٢٤، يتوهم أن الجيش الروسي يتلقى الصفعات..

أما من يتابع القليل القليل من الإعلام على الضفة الأخرى، فهو يرى تغييرات تكتيكية تجري كل يوم تتناسب مع انتشار دواعش الغرب في أوكرانيا...

أمس بدأت الباصات الصفراء بإخلاء من يريد الخروج من مدينة ماريوبل..

اتخذت كتيبة آزوف النازية من المدنيين دروعا بشرية بعدما ارتكبت من المجازر بحق ذوي الأصول الروسية ما لا يجد له مقابلا إلا ما كان يحصل في الحرب الأهلية اللبنانية من تصفيات على الهوية ووفقا للأصول المناطقية واللهجات..

كان فلاديمير بوتين واضحا حين طلب منه ايمانويل ماكرون الوصول إلى حل في أوكرانيا على أساس اتفاقية مينسك التي ظلت روسيا تطالب بها منذ ٢٠١٤، فيما الانقلابيون في كييف يماطلون ويراهنون على خوف روسيا من الاصطدام بالغرب ومحاولة تجنب العقوبات..

قال بوتين أن على ماريوبل أن تلقي السلاح وتطرد النازيين من داخلها... لم تعد اتفاقيات مينسك على الطاولة..

لقد تجاوزها الزمن..

حتى مساء أمس كان النازيون لا يزالون يحتفظون بحيّين، في مواجهة الكتيبة الشيشانية الخاصة التي تكفلت هي بالسيطرة على ماريوبل بعد نجاحاتها في تشيرنوبل وزاباروجا..

في المقابل تسيطر قوات جمهورية دونيتسك الشعبية على اكثر من ٩٠٪ من أراضي الجمهورية..

أما في لوغانسك، فيبدو أن الجيش الأوكراني وضع قوات أكبر وأكثر تدريبا هناك، بسبب وضع هذه الجمهورية بالنسبة إلى البحر الأسود..

الغرب والصين كلاهما في وضع متأزم... كلاهما يخشى انتصارا روسياََ كبيرا وحاسماََ لما في ذلك من بروز قوة ثالثة تضاهيهما، وتأخذ من الاثنين نصيبا من السلطة العالمية... كلاهما يخشى أن تضطر روسيا الى الرد على الكلاب الداشرة في بولندا ودول بحر البلطيق مما سوف يعني حكما وقوع حرب عالمية لا بد أن تنزلق إلى نووية ستؤدي إلى كوارث لا يمكن التنبؤ بمآلاتها..

أما في المنطقة العربية، فلا تزال القوى والدول التي تعتمد على روسيا تنظر إلى المسألة من بعيد، وكأن الأمر لا يعنيها..

إنه تصرف هرب القطيع بأكمله من هجوم أسد أو نمر واحد..

كانت النصيحة إلى الفلسطينيين بسبب كونهم الفريق الأضعف، بأن يفجروا الحرب بمجرد بدايتها مع إيران أو حزب الله...

لا تنتفي الأسباب لإشعال حرب في فلسطين..

طالما روسيا في حرب، يجب البدء بهذه الحرب دون تردد..

إذا أردنا أن يكون لنا حصة في هذا النظام العالمي الذي يتكون، علينا ان تدخل في صراعاته، وإلا، فلا حول ولا قوة إلا بالله ألعاب العظيم..

المصدر: موقع إضاءات الإخباري