إن فكرة أنا أو لا أحد والتي هي من صميم المجتمع البدوي والعصبية القبلية التي جعلت العرب عاجزين عن التخلي عنها حيث لازمتهم منذ صدر الإسلام وجعلتهم يتكتلون بوجه النهج المحمدي الأصيل في مواجهة قذرة تنوَّعت فيها الأساليب عسكرياً وأمنياً وثقافياً وإجتماعياً .
أولاً: لجأوا الى دس آلآف الأحاديث عن الرسول الأكرم (صلوات الله عليه وعلى آله وسلَّم) والى التضليل الإعلامي الرخيص وتزوير الحقائق وقتل أئمة الهدى.
ثانياً: وضعوا كتباً كالصحاح تشَّوه الدين الحنيف تُقَّدم القياس والإستحسان وكل أمر شاذ على حساب مكارم الأخلاق والإيثار والسير والسلوك نحو الكمال الإلهي. فحكموا قتلاً وظلماً وقهراً حتى أتى إبن تيمية من المدرسة الحنبلية وكفّر الشيعة وأسس لهذا النهج الإلغائي التكفيري الظلامي .الى أن وصلنا الى المدرسة الوهابية التي ساعد المستعمر البريطاني بتأسيسها بعد دراسة دقيقة من مستشرقيه للإنحرافات التي أوجدتها العصبيات القبلية بعد الرسول الأكرم صلوات الله وسلامه عليه .فنجح المستر همفر الجاسوس الإنكليزي مع محمد بن عبد الوهاب فكان المذهب الوهابي الإلغائي والمسمى بمذهب السلف الصالح .وأوصل الإنكليز فيما بعد وبكفاح من الجاسوس البريطاني الشهير لورنس العرب وجون فيليبي الذين لعبا الدورالمحوري في الجزيرة العربية كل ٌ في زمانه وحيِّزه الجغرافي.
ثالثاً: تنفيذ إتفاقية سايكس بيكو حيث قُسِّمت تَرِكة الرجل المريض ليصار الى الوفاء بوعد بلفور لليهود بدولة لهم في فلسطين حيث زُرعت الغدة السرطانية إسرئيل .
رابعاً:تحكيم الأقليات على الأكثرية في العالم العربي وما عانته الشعوب العربية من قمع حكامهم الذين مارسوا الحكم الملكي والديكتاتوري .
خامسا":استراتيجية الشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة بعد حقبة العولمة وترجمتها الولايات المتحدة الأميريكية حربي الخليج الأولى والثانية و حربها في أفغانستان وفي حرب تموز العام 2006 في لبنان .
سادساً: الربيع العربي الذي إستغلت أميركا وأجهزة إستخباراتها كل وقائعه بخبثها الإستعماري فالحكام الذين حمتهم من شعوبهم عشرات السنين تحولوا بين ليلة وضحاها الى مغتصبي سلطة وجبت تنحيتهم .
سادساً:بروز نجم المجموعات التكفيرية والذي أطلقه الأمريكي من العراق أولاً وأمتد كالنار في الهشيم مع ساعة الصفر لإنطلاقة ما يسمى بالثورة السورية فداعش ومن تأسس في كنفهم أي مملكة بني سعود ومشيخات الخليج وتركيا أوصلونا لما نحن فيه .الهدف تفتيت المفتت وضرب أي قدرة على الوقوف بوجه الكيان الصهيوني الغاصب بعد هزيمته وخروجه من لبنان العام2000.
سابعاً: تحويل الصورة النمطية للأسلام الى صورة الدين الذي يُفرض بالقوة وسفك الدم وقهر كل من يخالفه وبإستحلال الأعراض والضرب بعرض الحائط كل منظومة القيم الإنسانية ! وتمّ لهم ذلك بدايةً في أفغانستان عبر القاعدة ثم في العراق إنتقالاً الى سوريا واليمن ولبنان .
ها نحن نعاني منهم ولم يتمطى أحد من القيِّمين على الأزهر وغيرهم من التبرؤ منهم ومن أفعالهم . بل باركوا لحلف العروبة بوجه الجمهورية الإسلامية في إيران والمقاومة الإسلامية في لبنان وبوجه القضية الفلسطينية التي أدار العرب لها ظهورهم ليصافحوا الصهاينة المجرمين .
هذه العصبية لازمتكم من عصر الجاهلية الى يومنا هذا ولن تخرجوا منها أبداً .
الدكتور // السيد محمد الحسيني