كتب م. زياد أبو الرجا: متى نحمل الفؤوس ونشهر السيوف.
مقالات
كتب م. زياد أبو الرجا: متى نحمل الفؤوس ونشهر السيوف.
م. زياد أبو الرجا
17 نيسان 2022 , 20:44 م

بعد كل عملية بطولية اسطورية وخارقة، تتعالى الهتافات والاصوات، تكيل المديح، وتدعو بالنصر ، ومن ثم يعقبها الترحم على روح الشهيد البطل الذي اقض مضاجع العدو الصهيوني واربك قيادته العسكرية والامنية. تستمر الجماهير المتعطشة للفعل المقاوم كنقيض للخط المساوم، وتنهال المدائح لهؤلاء الصناديد  وللبطن الذي حملهم، وللثدي الذي ارضعهم، لقد رفعوا رؤوسنا، واستعادوا كرامتنا. كل هذا متوقع ومطلوب ومرغوب، لكن ما يعكر صفو هذا المناخ النضالي الذي خلقه الابطال بعملياتهم في عمق الكيان هو موقف الفصائل التي تقف خارج دائرة الحدث ، والبعيدة كل البعد عن الاعداد والاستعداد لصناعة حدث مشابه ، ويغرقون الساحة بسيل من التحاليل السياسية، وتقييم الموقف الامني ، والتداعيات والنتائج المترتبة عن هذا الفعل البطولي، وكيف تمكن هذا البطل من ضرب العدو في خاصرته الرخوة ، ومسكه من الذراع التي توجعه،.

هنا نطرح الاسئلة المشروعة على هذه الفصائل

ما دمتم تعرفون الخاصرة الرخوة للعدو لماذا لم تنفذوا عملية جمعية؟

لماذا انتم عاجزون عن الفعل على الارض وانتم اصحاب خبرة عقود من الزمن؟

ما هو مبرر وجودكم على الساحة؟

ثم الا تخجلون من انفسكم وانتم تقفون موقف المتفرج؟

بعد ان رفع الشهداء بتضحياتهم الرؤوس فمتى يا سادة تدقون الناقوس وتحملون الفؤوس؟

لماذا تشحذون السكاكين على السلطة والمطبعين  وانتم على كثرتكم عن الفعل عاجزين؟

اقول ويمنع الخجل  هل بالمديح يأبن الشهيد ويبجل البطل؟

نعود الى الخطوط الحمر التي خطتها بعض الفصائل، واول هذه الخطوط القدس ومقدساتها في يوم الجمعة 15 نيسان 2022 قامت قطعان المستوطنين  وقوات الكيان باجتياح المسجد القبلي واعتدوا على المرابطين بالضرب المبرح والرصاص المطاطي  وسقط مئات الجرحى والاف المعتقلين بينهم مئات الاطفال ودنسوا السجاد وحطموا المقتنيات التراثية اليس هذا تجاوزا للخط الاحمر؟

لقد وقف الجميع متفرجين واشادوا ببطولات المدافعين والمحصلة ان اللون الاحمر اختفى وصار رماديا.

اما الخط الاحمر الثاني فهو جنين ومخيمها حيث واصلت قوات الكيان اقتحامها وتفتيش البيوت واعتقلت الشباب ووسعت نطاق نشاطها ليطال كل الضفة الغربية دون توقف او رادع. ان اكثر ما يخيف ويثير الريبة والشك هي الحملة التي يشنها انصار المقاومة الفلسطينية حملة ظاهرها رحمة وباطنها عذاب حيث تتلخص هذه الحملة بالنفخ المبالغ فيه؛

لقد اثبتم للعالم اجمع انكم وحدكم من يصنع الحدث! لقد برهنتم انكم وحدكم ستهزمون الكيان! انتم وحدكم من افشل التطبيع والمطبعين!!

لا يا سادة يا كرام على الرغم من اننا كفلسطينيين نشكل الطليعة والصاعق المفجر لطاقات الامة العربية  فان تضحياتنا وبطولاتنا لا تعفيكم عن القيام بواجبكم القومي والاخلاقي والديني لان هذا الكيان الذي تم زرعه في ارض فلسطين كقاعدة متقدمة للمركز الامبريالي كان ولا يزال وسيبقى يستهدف الامة والوطن . فلا تتركونا وحدنا. انتم الان على المحك اكثر من اي وقت مضى مطالبين بان تكونوا اوفياء للعهود والوعود التي قطعتموها على انفسكم (( استباحة القدس ومقدساتها يعني حربا اقليمية))

ها هي القدس ومقدساتها تستباح جهارا نهارا،

فمتى يا محور المقاومة نرى لمع السيوف؟ سيوف القدس وجنين بل سيوف فلسطين

ارونا ان السيف اصدق انباءأ من الكتب

والا فان الصمت اغلى من الذهب.

م/ زياد ابو الرجا

المصدر: موقع إضاءات الإخباري