فتوش رمضاني...
ربما تبولة لبنانية...
البطاطا المقلية صارت رفاهية بعد الحرب في أوكرانيا...
المازة اللبنانية لن تتغير كثيرا على أطباق الأغنياء...
لكن الأكيد أن الفقراء في لبنان سوف يصحون في السادس عشر من أيار على وضع معيشي أسوأ..
كذلك هي الانتخابات اللبنانية التي يطبل لها الجميع دون استثناء... لن يخرج منها سوى طبخة بحص...
المضحك أن إحصاءات السفارة الألمانية التي جرت بإشراف القوات والكتائب في انطلياس ربما، أعطت حركة أمل ٤٪ من الاصوات...
السفير الألماني المسكين يظن أن لبنان مثل ألمانيا؛
يسأل الناس حول السفارة، فيحصل على إحصاء منطقي...
لا يعرف السفير الألماني إن لبنان هو اتحاد زواريب..
في كل زاروب، ديك صياح...
حول السفير مجموعة من المرتزقة اللبنانيين، وربما الألمان، يقصون عليه أحاديث، فتصبح إحصاءات السفارة والوكالات الألمانية مثل تحقيقات ديتليف ميليس في اغتيال رفيق الحريري...
خبيصة لبنانية...
مسكين السفير الألماني...
الألمان ليسوا كما الاميركيين أو الإنكليز... هواهم اسرائيلي صحيح، لكنهم بسطاء إلى درجة الهبل...
الاميركيون والانكليز يلعبون باحتراف اكبر، لكنهم لا يزالون يعيشون أيام جيفري فيلتمان...
لا يريدون التصديق إن مفاعيل اغتيال رفيق الحريري انتهت...
خلص... لم تعد المحكمة الدولية وصباط وئام وهاب سوى...
صارت المحكمة ومعها كل الأطلسي وصباط أي مقاوم سوى...
يعتقدون أن رمي قطعة نقدية في الهواء والتمني أن يستيقظوا ولا يجدوا حزب الله ممكن أن يحصل...
حلم إبليس في الجنة...
وحدهم ربما الفرنسيون، من يقارب الوقع اللبناني مع بعض البراغماتية...
الفرنسيون ليسوا ملائكة... هم أيضا يتمنون لو لم يكن حزب الله موجوداً... لكن الدنيا ليست أمنيات... هم يعرفون ذلك ويتعاملون مع الواقع للتخفيف من الخسائر...
استطاع الفرنسيون إقناع إبن سلمان بالعمل قدر الامكان، وقبل فوات الاوان على الحد من هذه الخسائر...
الإحصاءات اللبنانية الجدية أكثر علمية وأكثر مصداقية من كل خزعبلات الألمان والأميركيين والبريطانيين...
هذه الإحصاءات قالت للفرنسيين أن الرئيس سعد الحريري سوف يفرغ الانتخابات من الميثاقية...
كل الاسماء التي خرجت تحاول إيجاد مكان لها تحت مظلة الطائفة السنية، وجدت أنها لا تساوي شيئاً...
لم ينفع خطاب المخزومي في مهاجمة سلاح المقاومة في إعطاء هذا النكرة أكثر من بضعة غرامات زيادة في الوزن ناتجة عن غازات من شراهة الأكل في شهر رمضان ولا تساوي شيئاً في الأصوات الإنتخابية...
اكبر الصدمات تلقاها أشرف ريفي ومصطفى علوش وفؤاد السنيورة...
ظن هؤلاء أنهم يساوون شيئا في ساحة الطائفة السنية، ليتبين لهم أن كل ما يملكونه هو ما يعطيهم إياه الرئيس سعد الحريري...
بدون الرئيس الحريري، هم مجموعة أصفار على الشمال...
وحده شعب لبنان، من كثرة الصفعات التي تلقاها يأمل أن يستيقظ من هذا الكابوس...
الإحصاءات الجدية تقول إن بضعة أشخاص مما يسمى المجتمع المدني سوف يأتون إلى البرلمان...
بضعة أشخاص سوف يحصلون على مئتين أو ثلاث مئة صوت تفضيلي في منطقة لا يحتاج الحاصل الانتخابي فيها على اكثر من بضعة اصوات، فيخرجون علينا نوابا عن أربعة ملايين لبناني...
إنها العبقرية اللبنانية التي تجعل الصيف والشتاء يتواجدان تحت سقف واحد...
أميركا تعرف هذا وتستثمر فيه...
تجد مجموعة من التافهين الذين يستطيعون رفع شعار ١٥٥٩ أو المطالبة بسحب سلاح لا تقدر اميركا نفسها مع كل جبروتها على سحبه...
قد تدخل پولا يعقوبيان إلى المجلس مرة أخرى، لكي تعيد نفس مسرحية الاستقالة بعد أن تحقق جزءًا من أحلامها النرجسية...
الباقون من المجتمع المدني إذا اجتمعوا وأنصارهم ومن انتخبهم في إحدى الساحات يوما للمطالبة بأمر ما لن يستطيعوا جمع أكثر من بضعة مئات أو بضعة ألاف في احسن الأحوال...
هؤلاء لن يكونوا اقوى من سمير جعجع والدبابة الإسرائيلية التي أوصلته يوما إلى الجبل قبل أن يعود خائبا كما في كل مرة حاول فيها الوقوف في وجه التاريخ...
باقي المجلس سوف يتكون من نفس القوى التي كانت موجودة والتي أدت إلى ما نحن فيه...
اربع سنوات سوف تمر لن يتحقق فيها شيء على الإطلاق...
فقط مزيد من التدهور الذي لن ينتهي...
أزمة لبنان تختصر في أن السلطة فيه هي نسخة طبق الأصل عن كل هذا الرعاع الذي يهوج ويموج، ويعقد "مهرجانات" بالكاد تحوي بضعة عشرات من التافهين على شاكلة من يقيم تلك المهرجانات...
الشاشات التي لا عمل بناء تستطيع القيام به تكتفي بمتابعة هؤلاء التافهين... في برامج تافهة على شاكلتها
قد يخرج من يشتم على هذه السلبية التي تدعو إلى التشاؤم...
إنه واقعنا اللبناني...
إنه الواقع العربي الغني بالأصنام وعبدة الأصنام...
هل سوف ينضج الوضع يوما ويفرز المجتمع أناسا تحمل رؤوسا على اكتاف، بدل البطيخ والشمام...
ربما...
الحرب الأهلية بدأت لتخطي النظام الذي بناه فؤاد شهاب وشوه جوهره مجموعة من الفاشيين الموارنة، فانتهينا إلى فوضى قادتنا إلى نظام النهب المنظم الاكثر شراهة تحت مظلة دستور الطائف...
اليوم نريد إسقاط الطائف، والأغلبية العظمى من اللبنانيين ذوي رؤوس مربعة لا ترى ابعد من الطائفة...
إلى أين سوف نصل...؟
بناء الدولة يقوم به أناس مثقفون يملكون وعيا ثوريا...
هذا ليس موجوداً...
لذلك لن تؤدي الانتخابات إلى أكثر من إعادة عرض نفس المسرحية التي يجري عرضها دون انقطاع منذ تأسيس الكيان...
طلب الرحمة لهؤلاء الناس...
طلب الإصلاح لهؤلاء الناس...
طلب العيش الكريم لهؤلاء الناس...
كل هذا يفترض أن يكون هؤلاء الناس أناسا من خارج حديقة الحيوانات المسماة لبنان... وهذا غير ظاهر حتى اليوم...
حليم خاتون
الذي تلقى الصفعة فعلا، لم يكن سوى محمد بن سلمان الذي عاد واقتنع بما يقوله الفرنسيون، فأسرع بإرسال البخاري، على فلسفة وحكمة بخارى التي أعطت حضارة العرب ابن سينا، يمكن أن تعطي هذا السفير شيئا...
ملك خرف، وولي عهد مجنون، وسفير سخّر القليل من الثقافة التي يملك للتزلف لأولي الأمر...
كل هؤلاء... مهما فعلوا...
لن يغيروا من الأمر شيئاً...