كتب الحاج حسين الديراني,,
يوم القدس العالمي يومٌ اختاره واعلنه مفجر الثورة الاسلامية الامام الراحل السيد روح الله الموسوي الخميني قدس سره الشريف, بعد انتصار الثورة الاسلامية المباركة عام 1979 والقضاء على الحكم الشاهنشاهي الطاغوتي الامريكي الصهيوني, وبعد تحويل السفارة الاسرائيلية الصهيونية في طهران الى سفارة لفسلطين العربية الاسلامية اعلن عن دعوته المباركة بقوله " وإنني أدعو المسلمين في جميع انحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الاخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس , واعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين ", واذا بهذا النداء الخالد يتحول الى يوم من ايام الله, ويكبر وينمو عام بعد عام, ليصبح يوما جارفا كالطوفان, يشارك به الملايين من ابناء هذه الامة الاسلامية والعربية, وكذلك يشارك به غير المسلمين من المسيحيين واليهود وبقية الاديان والمذاهب وكل احرار العالم تضامنا مع الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نير ظلم الاحتلال والارهاب الصهيوني, ورفضا لكل ممارسات القمع والارهاب الذي يقوم به هذا الكيان اللقيط يوميا بحق الشعب الفلسطيني الاعزل من السلاح, وامام عدسات شبكات الاعلام العالمية التي تظهر جزء بسيطا من تلك الممارسات الاجرامية الارهابية.
في هذا اليوم العالمي نرى الزحف الجماهيري الفلسطيني نحو القدس الشريف بمئات الالاف رغم الحصار والقمع الصهيوني, معلنين القسم بالدفاع عن المقدسات في القدس الشريف بكل ما يملكون وبأعز ما يملكون ارواحهم الابية, حتى تحرير كامل تراب فلسطين, في هذا اليوم المبارك نرى الجماهير الثورية المليونية تجوب عواصم البلدان الاسلامية والعربية والغربية بنداء واحد " القدس هي المحور ".
في هذا اليوم المقدس يطل قادة محور المقاومة مؤكدين على الوحدة الاسلامية, ومؤكدين على حيوية الشعوب الاسلامية وتعاظمها والتفافها حول قضية فلسطين المركزية التي حاول الكيان الصهيوني طمس معالمها وقلعها من قلوب الشعوب الاسلامية والعربية من خلال سياسة التطبيع مع الحكام العملاء الخونة, في هذا اليوم كما في كل عام يطل قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي االخامنئي دام ظله, ليجدد الدعوة لاحياء هذه المناسبة العظيمة والتأكيد على دعم الشعب الفلسطيني حتى تحرير ارضه ومقدساته, في هذا اليوم يشارك ولاول مرة قائد الحرس الثوري الايراني اللواء حسين سلامي عبر شاشة عملاقة في غزة يتحدث في مهرجان جماهيري حاشد تنظمه اللجنة الفلسطينية لاحياء يوم القدس العالمي ليبشر الشعب الفلسطيني بأن هذا الكيان الصهيوني بات مترهلا وأوهن من بيت العنكبوت, مثمنا تضحيات الشعب الفلسطيني, والوعد والعهد للوقف الى جانبه بكل ما يحتاجه لمواصلة الجهاد ضد هذا الكيان المؤقت.
لقد اصبح هذا اليوم ثقيلا على قلب الكيان الصهيوني الغاصب واشد مضاضة من السلاح النووي, فالسلاح النووي الذي يهدد وجود الكيان الصهيوني هو سلاح الوعي والبصيرة لدى الشعوب الاسلامية والعربية ومعهم كل احرار العالم, وليس السلاح النووي التقليدي المدمر الشامل, فهو الكيان السرطاني الغاصب الوحيد المزروع في منطقتنا الذي يمتلك هذا السلاح التدميري الشامل المنتشر على ارض فلسطين المغتصبة, وصراخه الذي يعلو امام العالم بان وجوده مهدد بسلاح نووي ايراني على وشك انتاجه, ما هو الا صراخ الاطفال لاستدراج عواطف العالم, واكذوبة كبيرة يصدرها للعالم, لابتزاز حكومات ودول العالم الغربي لمواصلة دعمه ومساندته لمواصلة اغتصابه لارض فلسطين العربية الاسلامية, فزوال هذا الكيان العنصري الارهابي غير مرهون باستخدام سلاح نووي لازالته, فالجمهورية الاسلامية الايرانية تحرم امتلاك السلاح النووي بفتوى شرعية من قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي الخامنئي دام ظله, فالادارة الامريكية والدول الغربية لا تمانع من امتلاك الجمهورية الاسلامية الايرانية سلاحا نوويا مشروطا بتخلي ايران عن دعم المقاومة في فلسطين وسوريا ولبنان والعراق واليمن, اي التخلي عن سياسة ومبدأ نصرة المستضعفين والمحرومين في العالم, وهذا أهم مبدأ في دستور الجمهورية الاسلامية الايرانية.
فالنظام العنصري الذي كان قائما في جنوب افريقيا لم يسقط بالسلاح النووي, بل بعذابات المسجونين والمستضعفين, وصبر ونضال شعب جنوب افريقيا صاحب الارض التي كانت ترزح تحت نير الاحتلال العنصري البغيض من اصحاب البشرة البيضاء المغتصبين لارض جنوب افريقيا, وهكذا هو مصير الكيان الصهيوني العنصري الزوال المحتوم على ايدي الشعب الفلسطيني صاحب الارض والقرار, بمساندة ودعم الشعوب العربية والاسلامية واحرار العالم.
إن الكيان الصهيوني الغاصب يشارك في تعجيل زواله من خلال ممارساته الارهابية اليومية ضد الشعب الفلسطيني كبارا وصغارا اطفالا ونساءً والاعزل من السلاح امام مرأى ومسمع العالم كله, وحتى انه اصبح يشكل عبئأ ثقيلا على العالم الحر, ولم يعد يُحتمل بقاؤه بسبب ممارساته القمعية الارهابية العدوانية ضد المقدسات الاسلامية والمسيحية والابرياء, وإغتصاب الاراضي الفلسطينية وهدم بيوت المواطنين وتهجير اصحاب الارض وتركهم في العراء.
احياء هذا اليوم بات واجبا دينيا واخلاقيا وانسانيا, ولو بكلمة وهو اضعف الايمان, ونصرة للحق والمظلومين, ونصرة للدين والمقدسات, ونصرة للانسانية, وصرخة في وجه الطغاة والمحتلين والمستكبرين في العالم.
حسين الديراني