كتب الأستاذ حليم خاتون: نصر بطعم المرارة.
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: نصر بطعم المرارة.
حليم خاتون
17 أيار 2022 , 11:18 ص

٢٧ من ٢٧ ليس على الإطلاق نصراََ...

١٠ أو ٢٠ أو ٣٠ من ١٢٨ هي ربما أكثر قربا للنصر من ٢٧ على ٢٧...

حتى صفر من ١٢٨ قد يكون افضل ألف مرة عندما تكون المقاومة نظيفة ١٠٠٪ من كل الدرن الذي لحق بها منذ أن قررت أن تكون جزءاََ من النظام...

الاحتفالات التي تعم المناطق الشيعية، هي تعبير عن انتصار حركة أمل ومن يشبه حركة أمل من داخل حزب الله...

لكنها قطعاً ليست علامة جيدة على انتصار الفكر المقاوم...

يتغنى جماعة القوات الذين يظهرون كثيرا على شاشات فرنسا ٢٤، بالنصر لأن حزب الله لم يستطع حشد الشيعة...

يدعي هؤلاء أن نسبة ٤٥٪ هي دليل على وجود معارضة شيعية ضد المقاومة قامت بمقاطعة الإنتخابات...

هل هؤلاء على حق...؟

هل هناك معارضة داخل الطائفة الشيعية للمقاومة...؟

أم أن هناك داخل حزب الله معارضة لحزب الله؟

هل لا يزال حزب الله يعبر عن المقاومة...؟

كما داخل كل الطوائف، كما داخل كل الوحدات على اشكالها، لا يمكن الوصول إلى صيغة ١٠٠٪...

داخل الطائفة الشيعية، يمكن أن نجد عملاء للغرب، أو عملاء للشرق أو حتى عملاء لإسرائيل...

ما هي نسبة هؤلاء أمام الأكثرية الساحقة التي تؤمن بالوطن وتريد الخير لشعب هذه الأرض...

ما يقوله جماعة القوات على فرنسا ٢٤، هو قول حق، يراد به باطل...

صحيح أن ٤٥٪ ليس نسبة قليلة؛ لكن الصحيح أيضاً أنها نسبة كان يستطيع حزب الله رفعها كثيرا لو وقف لحظة قبل شهور من الانتخابات وأجرى نقدا ذاتيا لكل التجربة منذ أن قرر الدخول في السلطة...

كانت النتيجة تغيرت بالتأكيد لو وضع مقاييس أخرى للترشيح لا تحترم معايير النظام القائم...

حتى لو خسر الانتخابات وربح نفسه، لكان هذا افضل مئة مرة من هذا النصر بطعم الخسارة... إنه النصر على الخصوم وخسارة للذات...

القول إن حزب الله يبتعد كل يوم أكثر عما يجب أن تكون عليه أي مقاومة وطنية، لا يعني أن حزب الله ليس مقاومة...

حزب الله مقاومة والف مرة مقاومة، سواء اعترف بذلك سمير جعجع، أو سامي الجميل، أو پولا يعقوبيان، أو لم يعترفوا...

حزب الله مقاومة غصباً عن أشرف ريفي أو فؤاد مخزومي أو مصطفى علوش...

لكن حزب الله يحتاج إلى كسب الشارع المسيحي، أو الشارع السني، تماما كما هو يكسب أكثرية الشارع الشيعي...

لكي ينجح حزب الله في هذا لا يستطيع أن يلتصق بحركة أمل مع كل ما تمثله هذه الحركة من تبعية للنظام الفاسد المسؤول عن كل ما حل بهذا الوطن من مصائب...

حزب الله يقول إن هناك حرباً أميركية على البلد... وهذا صحيح...

لكن ماذا فعل حزب الله ضد هذه الحرب...؟

حزب الله يتحدث دوما عن تآمر المصارف على البلد ومشاركتهم في الحصار وفي تهريب الأموال وفي سرقة أموال اللبنانيين... وهذا أيضاً صحيح، سواء اعترف به شينكر أم لم يعترف...

لكن السؤال هو ماذا فعل حزب الله للتصدي لهذا...

كيف تستطيع القوات اللبنانية تحرير ودائع المئات وربما الآلاف من جماعتهم من داخل النظام المصرفي، ولا يستطيع حزب الله خلال سنتين فعل شيء غير العزف على وتر حماية أموال اللبنانيين...

كيف تستطيع القوات اللبنانية تأمين مئات الطلاب في فرنسا بالدولار الطالبي بينما كل ما نراه من حزب الله هو المشاركة في مظاهرات بعض أهالي طلبة أوروبا الشرقية من الفقراء...

كيف يستطيع بعض رجال الأعمال من القوات وحركة أمل وجماعة الإخوان المسلمين إخراج الملايين للاستثمار في إفريقيا، بينما تضع المصارف يدها على ودائع أخرى وتتسبب بإفلاس مئات وآلاف الشركات بسبب نقص السيولة أثناء الأزمات الاقتصادية وأزمة كورونا...؟

بدل الوقوف أمام ما حصل ودراسة الأسباب، تخرج علينا المنار بصور احتفالات على نصر انتخابي خائب، أو على الأقل ناقص...

بدل أن يخرج الوزير الحاج حسن مبررا عدم التخطيط الجيد لمعركة بعلبك الهرمل حيث كان يجب أن تكون النتيجة ١٠ من ١٠، يلهي الناس بالحديث عن التقدم من ٨/١٠ إلى ٩/١٠...

منصات تواصل المقاومة لا تختلف عن المنار في الهيصة...

لا يريد الجميع الاعتراف بأن المسيرة السابقة ما كان ممكنا أن تؤدي إلى غير ما أدت إليه...

كان كل همهم الحفاظ على هذا التحالف السيء الذكر مع الفساد...

لم يقوموا بنقد هذا التحالف ولا سمحوا لمن ينتقده أن يعبر عبر الإطلال على جمهور المقاومة...

يرقصون فرحا، ويحاولون إقناع أنفسهم بأنهم منتصرين فعلاً...

من خلال تلك التحالفات لبسوا ثيابا متسخة، ثم غضبوا عندما أشار عليهم الناس أن ثيابهم وسخة...

كما النعامة، حجبوا كل نقد وظنوا أنهم طالما لا يسمعون ما يقال عنهم، فهم بخير...

يقول الدكتور علي فياض أن شعبية المقاومة إلى تزايد...

هو يقصد طبعا أن شعبية حزب الله داخل الطائفة الشيعية إلى تزايد... ربما

هذا جيد... لكن يجب ان يعم كل الطوائف وكل الوطن...

لن تستطيع المقاومة الانتصار طالما هي تحجر على نفسها داخل طائفة...

شخصيا، لا تزعجني هزيمة عازار بل يزعجني انتصار القوات بفضل غباء العونيين والثنائي...

لا تزعجني هزيمة اسعد حردان، مع الامل أن يكون الياس جرادي مناضلا بالفعل كما يقول البعض...

بعد أن وضعنا إعلام المقاومة في صورة أن المعركة "ممسوكة" جيدا... نجح أحد أكثر جماعة جنبلاط قذارة، وائل ابو فاعور...

بانتظار اكتمال الصورة...

على حزب الله إذا أراد فعلا أن يظل مقاومة تحظى بالاحترام؛ عليه إجراء نقد ذاتي جدي يؤدي إلى تغيير في الوجوه...

الذي يريد أن يكون مقاومة أو يظل مقاومة، عليه نشر فكر المقاومة الفعلي في الجمهور، عليه نشر ثقافة وطنية وإقامة تحالفات مبدئية مع قوى من جميع المشارب، وليس التحجر داخل ثنائية مذهبية كل همها تقاسم الوطن بدل بنائه...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري