من هو  الشهيد حسن صياد خدايي الذي ارتقى على يد قوى الشر والاستعمار في طهران أمس؟
أخبار وتقارير
من هو الشهيد حسن صياد خدايي الذي ارتقى على يد قوى الشر والاستعمار في طهران أمس؟
23 أيار 2022 , 08:22 ص

من هو الشهيد حسن صياد خدايي؟,,

هو أحد أبرز ضباط قوّات النخبة في الحرس الثوري الإيراني، قضى نحبه في العاصمة الإيرانية طهران، في عملية اغتيال جديدة لم تتبناها حتى اللحظة أية جهة رسمية، غير أن أصابع الاتهام تتجه نحو المؤسسة الصهيونية، فمن هو حسن صياد خدايارى ويكيبيديا، وما هي تفاصيل عملية الاغتيال التي نُفذت اليوم بحقه!

أعلن الحرس الثوري الإيراني، يوم الأحد، اغتيال الضابط في الحرس حسن صياد خدايي في العاصمة طهران.

وقالت العلاقات العامة في الحرس الثوري، استشهد العقيد حسن صياد خدايي في عمل إرهابي معاد للثورة الإسلامية وعلى يد عناصر مرتزقة تابعة للاستكبار العالمي.

وأدانت وزارة الخارجية الإيرانية، جريمة اغتيال العقيد حسن صياد خدايي، وقدمت التعازي إلى عائلة الفقيد، واصفةً إياها بـ”الجريمة ضد الإنسانية”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إنّ “أعداء إيران أظهروا مرّة أخرى طبيعتهم الشريرة باغتيال أحد عناصر حرس الثورة المضحّين”، مضيفا أنّ “الجريمة اللا إنسانية ارتكبها عناصر إرهابيون مرتبطون بالاستكبار العالمي، ومدعومون من دول تدّعي محاربة الإرهاب”.

وشدّد خطيب زاده على أنّ “إيران كانت من ضحايا الجرائم الإرهابية منذ أكثر من أربعة عقود”، مضيفاً أنّ “الإرهابيين يحاولون منع الشعب الإيراني من التحرّك نحو تحقيق مُثله السامية وعرقلة مسيرته الشامخة”.

العقيد حسن صياد خدايي

حسن صياد خداياري (مواليد عام 1972) من سكان مدينة “ميانه” التابعة لمحافظة أذربيجان الشرقية الواقعة شمال غرب إيران، هو عسكري إيراني الجنسية، ضابط رفيع المستوى ضمن فيلق القدس المترع عن قوات الحرس الثوري الإيراني، يقدر أنه في العقد الخامس من عمره، وانخرط في صفوف الحرس الثوري الإيراني وهو في مقتبل العمر عندما بلغ 15 عاماً.

ويعتبر خداياري الملقب بخدايي واحداً من الذين دعموا سوريا والعراق عسكريا، وهو عقيد شارك سابقاً بالفعل في عدة عمليات عسكرية إلى جانب الدولة السورية، في مواجهة الحرب على سوريا.

أوضحت مصادر رسمية إيرانية مطلعة أنّ سبب اغتيال حسن صياد خدايي هو أنّ الأخير كان مسؤولاً عن نقل تقنية صناعة الصواريخ إلى حزب الله اللبناني، كما تولى نقل الأسلحة إلى سوريا ولبنان وتزويد الفصائل الفلسطينية بالأسلحة”.

وجاء في بيان “الحرس الثوري” الإيراني الرسمي أنّ منفذو العملية هم من أعداء الثورة ومن أتباع الاستكبار العالمي، كما أكد البيان البدء بإجراءات البحث والتحرّي عن منفذي العمليّة، كما أدان مسؤولي الحرس العمليّة الإرهابية التي استهدفت خدائي، متهمةََ المتخاذلين وأعداء الثورة وقوات “الاستكبار العالمي”، وهي العبارة التي تستخدمها القيادة في الجمهورية الإسلامية للإشارة إلى العدو الأول المتمثل بالولايات المتحدة وحلفائها وعلى رأسهم طفلها المدلل الكيان الصهيوني.

بحسب التقارير الأولية لجريمة الاغتيال فإن العقيد حسن صياد خدايي تعرض للاغتيال بعملية ممنهجة، تلقى خلالها خمسة عيارات نارية منها إثنتين في الرأس، من قبل شخصين مجهولين نفّذا الاغتيال على متن دراجة نارية، حيث تم التخطيط والمراقبة لتنفيذ الاغتيال بالقرب من منزله الكائن في أحد الأحياء القديمة ضمن شارع مجاهدي الإسلام بالعاصمة طهران، وأنّ العملية نُفذت عند تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الأحد الواقع في الـ 22 من مايو / أيار الجاري 2022، خلال عودة خدائي من عمله داخل سيارته الخاصة.

وأكدت عدة مصادر إعلامية محلية ومن بينها وكالة “تسنيم” الإيرانية، أن العقيد حسن الذي تعرض للاغتيال كان “على مسافة قريبة من منزله” أثناء تنفيذ العملية، كما أكدت المصادر ذاتها أنّ زوجة خدايي هي أول من تعرّف على جثة المغدور.

وذكرت قناة “قدس” التابعة لفيلق القدس الإيراني في “تلغرام”، إن “العقيد خدايي كان عاداً للتو وقبل أيام من مهمته في سوريا”.

لماذا اغتيل خدايي!

فيما ذكر موقع “دفاع برس” التابع لوزارة الدفاع الإيرانية، إن “العقيد حسن صياد خدايي الذي جرى اغتياله اليوم في طهران، كان يتولى منصب معاون مدير قسم البحث والتطوير التكنولوجي في هيئة الصناعات الدفاعية التابعة لوزارة الدفاع”.

بدوره، قال موقع “نسيم” التابع لجهاز الاستخبارات للحرس الثوري، إن العقيد خدايي، كان مسؤولاً عن نقل تقنية صناعة الصواريخ إلى حزب الله اللبناني، كما تولى نقل الأسلحة إلى سوريا ولبنان وتزويد الفصائل الفلسطينية بالأسلحة”.

وأضاف الموقع إنه “كان أحد مساعدي قائد فيلق القدس السابق الجنرال الشهيد قاسم سليماني الذي تم اغتياله في العراق بطائرة أمريكية مسيرة مطلع عام 2020”.

ووفق موقع “جاده إيران”، فإن” خدايي لعب دورًا بارزًا في الصناعات العسكرية، لا سيما المتعلقة بالطائرات المسيرة”.

من جانبها، ذكرت وكالة أنباء “نورنيوز” التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن “اغتيال العقيد خدايي، تجاوز دون حساب لخط أحمر سيغيّر الكثير من المعادلات، ومنفذوا هذه العملية ومن يقفون خلفهم سيدفعون ثمناً باهظاً”.

بالتزامن مع تفكيك خليه لـ”الموساد”

ويشار إلى أن العملية نفذت بالتزامن مع إعلان قوّات الحرس الثوري الإيراني، إلقاء القبض على شبكة تجسس تابعة لجهاز الاستخبارات الصهيوني “الموساد” ناشطة في طهران.

وقال الحرس الثوري الإيراني إنه فكك خلية على صلة بـ”إسرائيل” وجهاز “الموساد” وألقى القبض على عناصرها.

وقال الحرس الثوري الإيراني إن ما سماه “جهاز استخبارات في الكيان الصهيوني” قام بتوجيه هذه الخلية للقيام بأعمال خطف وتخريب.

أبرز هجوم يستهدف شخصية إيرانية بعد اغتيال فخري زاده

وتعد هذه الجريمة، أبرز هجوم يستهدف شخصية إيرانية على أراضي الجمهورية الإسلامية منذ نوفبمر/تشرين الثاني 2020 لدى اغتيال العالم النووي، الشهيد محسن فخري زاده بإطلاق نار استهدف موكبه قرب العاصمة، في عملية اتهمت طهران “إسرائيل” بتنفيذها.

ويشار إلى ان أحد مرافقي قائد اللواء 110 “سلمان الفارسي” التابع لحرس الثورة الإسلامية، العميد حسين الماسي، استشهد في مدينة زاهدان، مركز محافظة سيستان وبلوشستان في جنوب شرق إيران، إثر تعرّض موكبه لإطلاق نار من قبل مجموعة إرهابية، في شهر أبريل/ نيسان الفائت.

وأشارت وكالة فارس إلى أنّ فريق عمليات الحرس الثوري الإيراني تمكّن من اعتقال المسلحين الذين أطلقوا النار على سيارتهم.

وأعلنت أنّ الشهيد هو محمود آبسالان، نجل العميد برويز آبسالان، نائب قائد حرس الثورة في المحافظة.

كما وتنبغي الإشار إلى أن الحرس الثوري الإيراني، أعلن في التاسع من شهر مارس/آذار، إستشهاد 2 من عناصره بضربة صهيونية على سوريا، متوعدا “إسرائيل” بأنها “ستدفع ثمن” هذه العملية.

وقال في بيان “إثر الجريمة التي نفذها الكيان الصهيوني بقصف صاروخي على ريف دمشق بسوريا، استشهد اثنان من أفراد الحرس الثوري”، مبينا أن القتيلين هما العقيد حرس إحسان كربلائي بور، والعقيد حرس مرتضى سعيد نجاد.

اغتيال خدايي يشكل تجاوزا متهورا للخطوط الحمراء!

في السياق ذاته، قال مسؤول إيراني لـ”الجزيرة” إن اغتيال خدايي يشكل تجاوزا متهورا للخطوط الحمراء، مؤكدا أن ذلك سيؤدي إلى تغييرات جوهرية في معادلة الصراع.

وأشار المسؤول الإيراني إلى أن الجهة التي تقف خلف اغتيال العقيد بالحرس الثوري ستدفع ثمنا باهظا.

وكان المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد رمضان شريف قال أمس السبت إن إيران سترد بشكل حازم ومدمر إذا ثبت ارتكاب “إسرائيل” أي عمل شرير ضدها في أي مكان، حسب تعبيره.

وأضاف شريف -في كلمة له- أن “إسرائيل” أعلنت رسميا أنها ستهاجم المصالح الإيرانية، وأنها تواصل كشف مقراتنا الحيوية واغتيال شخصياتنا.

وشدد على أن إيران لن تقبل بوجود أي مقر “إسرائيلي” قرب أراضيها، وستعمل للحفاظ على أمنها ومصالحها القومية.

الخبير الايراني في الشؤون السياسية حسن هاني زاده أكد في حديث لقناة “العالم”، ان العميد خدايي ناضل في سوريا للقضاء على العناصر الارهابية والدفاع عن الأراضي المقدسة في سوريا، مشددا ان “منظمة “خلق” الارهابية وعناصر ارهابية تابعة للاستكبار العالمي وراء هذه العملية الارهابية”.

وأضاف هاني زاده ان التطبيع الصهيوني مع بعض دول الخليج الفارسي هو الذي مهد الارضية لتدريب عناصر ارهابية ودسها في المجتمع الايراني لارتكاب جرائمها الارهابية.

وتوقع الخبير في الشؤون السياسية ان ترد ايران علی هذه الجريمة في الزمان والمكان المناسبين وستتخذ كافة الاجراءات لمنع وقوع مثل هذه الأعمال الارهابية.

يد إيران الضاربة داخليا وخارجيا

وقالت الصحف الصهيونية إن “العقيد خدايي كان مسؤولاً عن التخطيط لهجمات “إرهابية” واختطاف إسرائيليين”، في عدة دول، منها قبرص تركيا، وإفريقيا وغيرها.

وذكرت صحيفة “معاريف” الصهيونية، إن “اغتيال الضابط الحرس الثوري لا علاقة له ببرنامج إيران النووي، ويبدو أن هذا الاغتيال مرتبط بوجود إيران في سوريا ورسالة مباشرة من “إسرائيل” إلى إيران”.

من جانبها، قال القناة 13 العبرية، إن”ضابط الحرس الثوري الذي اغتيل في طهران، يقف وراء سلسلة من الهجمات ضد “الإسرائيليين” في جميع أنحاء العالم”.

“إسرائيل” تكسر الخطوط الحمر

وفي السياق، قالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، أن الحرب الصهيونية – الإيرانية، تتسع لتشمل كل الساحات التي يوجد فيها الطرفان، وعبر ما يتاح لها من وسائل قتالية، علنيّة أو صامتة، بالأصالة أو بالوكالة، وإنْ ابتعد كلاهما، حتّى الآن، عن المسبّبات التي من شأنها أن تؤدّي إلى مواجهة عسكرية مباشرة. مواجهةٌ أخذت بُعداً آخر، مع إقدام الاحتلال، على اغتيال العقيد صياد خدايي، فيما يمكن أن تتصاعد بناءً على الردّ الإيراني الذي يُفترض أن يكون بمستوى الاعتداء. وبما أنّ التسويات لا تشتغل بين المحورَين المتقابلَين، تهدف المواجهة إلى تحقيق النتيجة الصفرية: فهي حرب وجود بالنسبة إلى إسرائيل، وحرب استرداد الحقّ ومنْع فرْض الإرادات على الشعوب، بالنسبة إلى إيران. وعلى هذه الخلفية، فإنّ أيّ اقتدار إيراني، يُعدّ، من ناحية تل أبيب وحلفائها، تهديداً يختلف توصيفه وفقاً لماهية الاقتدار المقابل، ليصل إلى التهديد الوجودي، كما هي حال توصيف الاقتدار النووي. وعلى هذا، تدور رحى الحرب بمستوياتها واتجاهاتها المختلفة، من دون أن يدع الطرفان إمكانية إضرار بالآخر، إلّا ويجرّبانها.

وعلى خلفية اقتدار “إسرائيل” الاستخباري والتسهيلات الدولية المعطاة لها في الإقليم وخارجه، تظهر، في كثير من الأحيان، على أنها الجهة التي تبادر إلى الإضرار بإيران وحلفائها، وفقاً للقدرات المادية التي تملكها وتتوفّر لها ربطاً بكل ساحة على حدة. في المقابل، تظهر إيران وحلفاؤها كمَن يتلقّى الفعل، وعليه المبادرة إلى الردّ. والفعل الإيراني المبادَر إليه ردّاً على الاعتداءات الإسرائيلية، لجم تل أبيب عن مواصلة اعتداءاتها في أكثر من دائرة ومستوى مواجهة، من بينها تحقيق الردع ومعادلات القوّة في المواجهة البحرية، حيث مُنيت تل أبيب بخسارة موصوفة، وكذلك في معادلة الردع في الساحة اللبنانية التي تلجم العدو عن الاعتداء المباشر، فضلاً عن استهداف لبنانيين وإيرانيين في أكثر من ساحة إقليمية، بينما معادلة الردّ على مصادر انطلاق الاعتداءات، كما حدث أخيراً في أربيل العراقية، من شأنها أن تمنع الاعتداءات المباشرة انطلاقاً من الإقليم، سواء أعلنت “إسرائيل” مسؤوليتها أو لم تعلن.

لكن، في الموازاة، تواصل إيران وحلفاؤها تكوين القوّة وتعزيزها على أكثر من مستوى، ليس فقط التهديد الوجودي النووي، حيث جهود الصدّ والمواجهة الإسرائيلية – الأميركية – الغربية والإقليمية باءت بالفشل، بل أيضاً المبادرة إلى إيجاد طوق تهديد شبه دائري ضدّ إسرائيل، يُمثّل تهديداً استراتيجياً يؤرّق الكيان ومستقبله الأمني، على رغم نجاحاته في عمليات التطبيع وإلحاق الأنظمة العربية في ركب وجوده.

ويأتي اغتيال “إسرائيل” العقيد صياد خدايي في سياق المواجهة بين الجانبين. إلّا أن مسار المواجهة وتشعّبها يمنعان معرفة الفعل وردّ الفعل والردّ على الردّ. وتظهر هذه العملية حقائق، فيما تؤكد من جديد، على أخرى:

– الاغتيال كما يبدو من معطياته، مرتبط بالوجود الإيراني في الإقليم، وتحديداً في الساحة السورية، ولم يأتِ على خلفية البرنامج النووي الإيراني، كما حصل في السابق.

– قرار “إسرائيل” اغتيال شخصية عاملة وفاعلة في سوريا، يشير إلى قرار لدى “تل أبيب” بتغيير أسلوب المواجهة أو تعزيزها بأساليب أخرى، لصدّ أو تقليص الوجود الإيراني في سوريا. وهو ما يشير بدوره إلى أن الاستراتيجية “الإسرائيلية” المفعّلة ضدّ إيران في سوريا لم تعطِ نتيجة ما كان يؤمل منها، وأن معادلة الردّ على إسقاط قتلى إيرانيين باتت حاضرة على طاولة القرار في “تل أبيب”. إلّا أن “إسرائيل” قرّرت الهروب من التهديد إلى تهديد قد يكون أكبر وأوسع وأكثر إيذاءً لها: الارتقاء درجة، وربّما درجات، في مواجهة الوجود الإيراني في الساحة السورية، عبر ملاحقة الشخصيات الإيرانية في هذه الساحة أمنياً في إيران نفسها.

باتت الكرة الآن في ملعب إيران، التي عليها أن تقرّر وجهة الأمور. وإذا كان الردّ بذاته يحقّق لجماً للاعتداءات “الإسرائيلية” أو لا، إلّا أن الواقع وميزان القدرة يشيران إلى أن المواجهة تتواصل وإن بأساليب مختلفة، ضمن حرب لا يقدّر لها أن تنتهي إلّا مع نتائج وانتصارات كاملة.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري + موقع الراية