كلنا يسمع ويقرأ بشكل يومي تقريبا كثيراً من الكلام والتقارير التي تشرح بالتفصيل عن أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية الصعبة جداً وانعدام القدرة لدى الناس على الحصول على المواد الاساسية وانهيار الليرة وتحليق الدولار بدون سقف وضيق صدر الناس بما يحصل لها وهي على حق بالتاكيد ...
لكن المشكلة تبدأ عندما يترافق هذا الالم والوجع مع شحنة عالية من التأفف والعتاب بكل اتجاه وتوجيه اللوم بسهام شاردة..!
والتركيز على الامعان في ابراز طوابير الناس على محلات شراء حاجاتهم الاساسية مترافقة مع نقد سلبي حاد لكل ماهو داخلي من احوال ورفع حالة المطالبة الى ما يشبه *اعلان الحرب * على كل هو نشاز داخل مجتمعاتنا...
*لهؤلاء العاتبين بسهام شاردة* نقول:
١- تمهلوا قليلاً وانتم تغضبون فنحن لازلنا في حالة حرب شرسة وحقيقية وشاملة يكاد يتسلل فيها العدو الى بعض متاريسنا الداخلية بكم هائل من الخبث والشيطانية في محاولة لتفجيرنا من الداخل، لذلك لا تساهموا في تحقيق نصر سهل ومجاني لهذا العدو المكار..
نعم ساهموا بالتوعية الضرورية في تشخيص الداء وحتى وصف الدواء اللازم ولكن وانتم تتقدمون الخطى *لا تشهروا سيوفكم*
الا بوجه العدو الحقيقي الذي هو السبب الاساسي فيما نحن فيه...
٢- اصرفوا جهدكم الكلامي والاهم العملي الاساسي في مجالات اصلاح او ترميم او احداث اي نقلة نوعية في شبكة احوالنا الاقتصادية والاجتماعية ، خاصة وان البعض منا ماشاء الله يملك الشهرة والقدرة المالية المباشرة وغير المباشرة والامكانية بالقوة ، لانجاز ما هو نافع ، لعله يخفف عن شعبنا في وجع هنا او هناك ، فلا تضيعوه في جهد مهدور لا ينفع ولا يسمن من جوع..
والاخطر انه قد يصب اذا لم ننتبه ، في مسرح عمليات العدو او اكمال جدول مربعاته المتقاطعة...
٣- من السهل بمكان وصف الداء وحتى ربما وصف الدواء نظريا ، باعتبار ان اغلبنا متعلم ومتمرس في فنون المبارزات النظرية والخطابية ، فيما شعبنا اليوم بحاجة الى من يرفع زنديه ويعمل ، والافضل بصمت وبعيداً عن الاضواء في حل اي مشكل مهما كان صغيرا للناس...
٤- سيقول البعض سريعاً ، وهل النقد وتصحيح المسارات حرام ...!؟
لا ابداً ، لا النقد حرام ، ولا حتى المبارزات السياسية او الفكرية حرام ، بل حق مكتسب...
*الحرام هو*:
ان تبخسوا الناس اشياءهم
او ان تكيلوا بمكيال العدو
او ان تخطئوا تقدير الموقف
او ان تضعوا حاجاتكم الخاصة محل حاجات الناس العامة او حتى فوقها وعلى حسابها...!
ثم لاتنسوا ان وسائل التواصل الاجتماعي هذه باتت مسرحاً و ساحة حرب مفتوحة وليست ندوة علمية جامعية مغلقة لاهل الاختصاص...!
وبالتالي فان كل كلمة او حرف تكتبونه دون الاخذ بعين الاعتبار لعدونا وعدوكم المتربص بنا جميعاً
قد يتحول الى سهم سام يوجه الى صدوركم صدورنا اي عامة الناس
وبالتالي
*ليس كل ما يعرف يقال*
بل
*لكل مقام مقال*
لا تمنحوا العدو المتربص بنا جميعاً نجاحات مجانية في الحرب الناعمة...
اخيراً وليس آخراً ، حاولوا ان تشكلوا رافعة شعبية قوية جداً لعزيز لبنان لينتزع كنز لبنان من البحر..
حاولوا ان تكونوا حاضنته الصلبة التي لا تتزحزح في الدفاع عن ركن من اركان ديننا وهو الدفاع عن المقدسات في فلسطين وغير فلسطين...
تذكروا ان فيلسوف الثورة الاسلامية التي تعشقون وتجلّون ، وهو العلامة الشهيد مرتضى مطهري قال يوماً كلمته الشهيرة:
ان حسين العصر هو و الفلسطينيون
وان يزيد العصر هم الصهاينة...
فلاتحرفوا بوصلة النضال والكفاح، دون قصد...
فحتى معركة الدفاع عن لقمة العيش وضد الفساد والمفسدين بين صفوف مجتمعنا لاتخاض الا مترافقة بكرامة وعزة وعنفوان شعبي عالي المستوى..
صحيح ان الدفاع عن لقمة العيش الكريمة اليوم مسؤوليتنا جميعاً ..
لكن الدفاع عن القدس مسؤوليتنا جميعاً ايضاً...
تماماً كما الدفاع عن شامنا ويمننا وعراقنا وعرين إمامنا الرابض هناك في ايران الثورة والاحتجاج والدفاع عن المستضعفين ، مسؤوليتنا جميعاً ايضاً..
والوقوف الى جانب عزيز لبنان والمشرق ، وهو يشهر سيفه لينتزع النصر تلو النصر مسؤوليتنا جميعاً ايضاً..
تذكروا جيداً وانتم تخوضون معركة الخبز و الحياة الكريمة بعيداً عن ذل الطوابير والتسول على ابواب السفارات وصناديق البنوك الدولية ، يجب ان تذكرنا دائماً بالاية الشريفة:
*واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين...*
*الجنرال صبر يفتت الصخر*
*ويهزم رعاة البقر*
*وعيك - بصيرتك*
