كتب الكاتب حسن طٰه: الفاسد كالعميل لا طائفة له ولا دين.
مقالات
كتب الكاتب حسن طٰه: الفاسد كالعميل لا طائفة له ولا دين.
27 أيار 2022 , 20:26 م

حتى العام ٢٠٠٠ عرف لبنان أشكالا من العمالة، كانت تتطور وفق ظروف ومجريات المعركة مع العدو الاسرائيلي.

فمن عمالة الأفراد بطابعها السري،إلى عمالة المجموعات بحجج وجودية، كالكتائب والقوات ومختلف اليمين المسيحي،وصولاً إلى العمالةالعضوية مع العدو، التي تمثلت بما عرف بجيش لبنان الجنوبي (سعدحداد_أنطوان لحد).

لقد كان تحرير العام ٢٠٠٠ بمثابة اسطورة تاريخية وسابقة في الصراع العربي الاسرائيلي، وكان ثاني نتائجه بعد هزيمة اسرائيل فضح العجز العربي، إذ ثبت لاحقا أن هذا العالم تآمر وتواطأ بعمالة لم يعد بالإمكان سترها، فانكشفت تحت عناوين مختلفة من العلاقات والتطبيع.

كان متوقعا ان لا يسكت العدو، ومِن خلْفه كلّ داعميه، عن هكذا هزيمة هدّدت وجود كيان اسرائيل، ومسّت أمنها، ومنذ العام ٢٠٠٠ بدأت اشكال العمالة تختلف باختلاف ظروفها.

ليس صدفة، بل بقرار، كان إغراق البلد بالديون،من باريس ١ الى باريس ٢ و٣، الى مؤتمراصدقاء لبنان،الى كل اشكال الدعم الذي قدم للبنان دون رقابة ولا شروط، لا بل مع علمهم بان الطبقة السياسية الحاكمة هي طبقة من السياسيين الأكثر فساداً وإفسادا، أوليست هذه الطبقة هي نفسها التي قتلت ودمرت خلال الحرب الاهلية؟؟؟

راهن الغرب ومن خلفه اسرائيل على هذه الطبقة لعلمهم انها قادرة على تحقيق الانهيار الذي يريدون .

وليس صدفة ايضا الإمساك بكل مفاصل الدولة لصالحها من القضاء الذي اصبح قدرا يتحكم برقاب الفقراء ويحكم لصالح القاتل والسارق والمجرم، الى الامن، حيث ضباطه موزعون اتباعا بين ارباب طوائفهم الذين اوصلوهم الى مواقعهم، فوجب عليهم حمايتهم، إلى الاتحاد العمالي والنقابات التي تمّ شلها بالكامل حتّى صارت نقابات غب الطلب تتحرك لصالح الزعيم في وجه زعيم آخر فينتهي التحرك بتسوية بين الزعيمين، وخيرشاهد على مانقول:كان في لحظة انهيار تاريخي، حيث سُجّل غياب الى درجة الوفاة للاتحاد العمالي العام ورئيسه البرجوازي الرأسمالي بشارة الاسمر، وفي نفس لحظة الانهيار لم يُعقد اجتماع لخلية أزمة، ولو من قبيل رفع العتب، ونجاح دور التآمرللمعنيين بالاوضاع الاقتصادية ووزراء اقتصاد ومال وحاكم المصرف المركزي، اولعلّ الخجل زارهم هذه المرة واصبح تآمرهم وتبعيتهم للامريكي ومن خلفه الاسرائيلي مكشوفة لأبعد حدود، والّا ماذا يعني، ومن خدم قرار تخفيض الدولارقبل الانتخابات بشهرين، والذي بدأ بالارتفاع عشية اقفال صناديق الاقتراع؟!

اذن استبدل العدو جيشاً من الزعماء الفاسدين بجيشِ العملاء.

والنتيجة، اقرأوا ديفيد هيل الذي بشر بطول أمد الازمة والفراغ.

واسمعو ا ماذا طلب المبعوث الاوروبي الهولندي باسم٢٣ دولة اوروبية، خلال جولته اللبنانية منذ اسبوعين، مقابل حلول لأزمة الكهرباء والدواء والغذاء إذ طلب تسوية مع العدو الاسرائيلي اولى نقاطها نزع سلاح المقاومة.

وحتى لا نطيل الشرح فالاتي من الايام مشروح وبوقاحة.

فالآتي من الايام سيؤكد أن الفاسد كالعميل، لا بل اخطر من العميل، وتكشف الأيام كل اصحاب الباسبورات الامريكية مدعي الوطنية، لحظة دوي ارتطام الوطن الذي قاوم محتليه ودحرهم ، فطعنه زعماؤه الفاسدون بعمالتهم وخيانتهم.