عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
لاحظنا قبيل الإنتخابات وبعدها تصريحات كل من شينكر وهيل، ونتيجة لرفض الإدارة الأمريكية لهذه التصريحات نجدهما يطلان مجددَا بمناسبة او بدون مناسبة. وللعلم فإنهما مسؤولان سابقان في الخارجية الأمريكية، فديفيد شينكر، كان مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى؛ واما ديفيد هيل فكان مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق. وكان "الديفيدان" يديران الساحة اللبنانية ويحضرناها لخوض الإنتخابات اللبنانية لتحجيم حزب الله وحلفائه، وهذا قولهم بأنفسهم. وقد تفاخر شينكر بتآمره على كل اللبنانيين بتخفيض مكانة لبنان الإقتصادية ومن ثم فرض عقوبات جائرة وغير قانونية على بنك الجمًال وعلى الوزير السابق ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. ولم يدافع مصرف لبنان عن بنك الجمّال الأمر الذي أدى إلى تصفيته. وهاجم شينكر حلفائه بعنف ووصفهم بالنرجسيين والشخصانيين وحب الرئاسة؛ وقال بأنهم سيأكلون بعضهم بعضًا. لم تلقَ تصريحاته رضا الإدارة الأمريكية؛ فتم تقريعه بعنف وحاول ان "يكحهلها فعماها".
وأما صاحب العشرة مليارات دولار السيد ديفيد هيل التي تبخرت في لبنان لتحجيم حزب الله وحلفائه؛ فقد قيّم بادئ الأمر نتائج الإنتخابات بقراءة واقعية وموزونة ووصل بتاريخ 19 أيار/مايو 2022 إلى نتيجة مفادها : "تقليل قوة "حزب الله" وَهم!".
وظننت بأن الإدارة الأمريكية ستضطر للتعامل مع نتائج الإنتخابات بموضوعية وحياد وعقلانية وبالرغم من علمها أن الإنتخابات جرت تحت الضغط السياسي والمالي الأمريكي والسعودي. فتم ترتيب لقاء مع تلفزيون الجديد لدايفيد هيل ليلتف ويتراجع عما قاله بما يحفظ على ما تبقى من ماء وجهه. ولتكمل أمريكا الحرب التي شنتها على حزب الله منذ نشأته الأولى في العام 1982.
قرأت محتوى المقابلة عدة مرات لأصل إلى نتيجة بأن هيل لا يزال حتى الآن ماسكًا الملف اللبناني؛ لأن كان يتكلم ويفرض على الحكومة اللبنانية الأوامر الواجب إتباعها لتأمين المصلحة الأمريكية. وقد بشر هيل كل اللبنانيين بشلل حكومي ورئاسي طويل الأمد إنتقاما لإنتصار حزب الله وفوزه بشكل ديموقراطي بكل مقاعد الشيعة وبرصيد كبير جدًا من أصوات المقترعين اكثر من 500000 مقترع.
فعلى أمريكا والسعودية أن يحترما إرادة الشعب اللبناني ويخضعا لنتائج الإنتخابات وإقناع حلفائهم بتشكيل حكومة إنقاذ موسعة تتمثل فيها كافة الأطراف اللبنانية بحسب نتائج الإنتخابات لمحاولة إعادة إعمار لبنان. وعليهما أخذ العبر من عدواني 1996 و2006 حيث خرج حزب الله منتصرًا. واليوم حزب الله أقوى من أي وقت مضى فلا يختبر أحدًا فوته.
إن وعود هيل بالشلل السياسي والإقتصادي هي بمثابة إعلان حرب على لبنان بجميع شرائحه. وقد بدأ بعينة من حرب أمريكا الإقتصادية على لبنان؛حيث وصل الدولار إلى حدود 38000 ل. ل.
فعلى أمريكا والسعودية ان يدركا بأن جميع اللبنانيين على مركب واحد ولن يسمح حزب الله لأي كان بالمساس بسلامة هذا المركب. ومراهنة امريكا والسعودية على تطور الأحداث في هذا اليوم في القدس المحتلة لتنفيذ عدوان على لبنان هو رهان خاسر؛ وعلى الجميع أخذ العبر من الاعوام 1996 و2000 و2006 وطبعًا سيكون عام 2022 بداية نهاية هذا الكيان المؤقت إذا ما نفذ أي عدوان على لبنان.
فتعلموا كيف تحترمون إرادة الشعوب في الدفاع عن حرياتها وعن وطنها.
وإن غدًا لناظره قريب
29/05/2022