د. عصام شعيتو,
هكذا تحاول أمريكا الاستفادة من حبائل شياطين التاريخ، فتستعير منهم الحصار الاقتصادي لتستخدمه، كما استخدموه وسيلة ضغطٍ لإخضاع المجتمعات، كما فعل شياطين قريش لمّا حاصروا بني هاشم ليُسْلِموا النبيَّ(ص) فقد دام الحصار الِاقتصادي الذي فرضته قريش على شِعب أبي طالب(ع) ثلاث سنوات، إذوقفوا جميعهم ضد النبي (ص)، كما يقف شياطين العصر اليوم ضدّ سيّد المقاومة،وتمت خلال الحصار مقاطعة كل عمليات البيع والشراء مع بني هاشم، وتوقّعت قريش أن يسلّموا النبي(ص) تحت وطأة الحصار والجوع، فيقتلوه هم، أو أن يتراجع النبي(ص) عن دعوته، وهذا ما لم يحصل .
وهكذا فعلت وتفعل أمريكا"الشيطان الأكبر"، فسياسة التجويع المفروضة اليوم على لبنان هدفها تراجع اللبنانيين عن مقاومتهم، وتسليم سلاحهم ورقابهم لأعدائهم الصهاينة أعداء كلّ من ليس صهيونياً ، بعدما فشلوا في حربهم العسكريةعلى لبنان، والتضييق على الناس،وتحميل المقاومة وسيّدها المسؤولية، حتى ينقلب الجميع ضد المقاومة ويُسلِموا هذه المقاومة الفريدة، وسـيِّدها المميّز، بعدما يجوعون ويرون الخراب يحلّ بلبنان، ويُحمّلون المسؤولية لهم، فيغيّرون مواقفهم.
لكنّ الأمريكيين لم يعتبروا من التاريخ،
فبنو هاشم، رغم ما أصابهم من جوع وخراب، بسبب حصار قريش لهم، لم يُسْلِموا نبي الله لقريش؛ واللبنانيون لن يكونوا أقلّ وفاءً من بني قريش،ويسلّموا سيـّدهم تحت وطأة الحصار والجوع.
لن نقضي على من حمى أعراضنا وحرّر بلادنا، وضحى بنفسه وبِفِلذة كبده، كي نبقى أعِزّة على الكافرين والتكفيريين، أحراراً في بلدنا، ولن نُساير من يريد موتنا، أو يصادر قرارنا لصالح شُذّاذ الآفاق، ولن نتراجع عن الدعوة إلى الحقّ والهُدى في عصرنا، كما لم يتراجع نبينا (ص) عن هذه الدعوة في عصره.
{قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}?!!
يونس: ٣٥.