كتبت حميدة التغلبية: عبثاً تُحاول...
مقالات
كتبت حميدة التغلبية: عبثاً تُحاول...
2 حزيران 2022 , 15:51 م


عمّا تسأل،الأمور واضحة،الناس تعرف اكثر منك ومن التفتيش المركزي ومن ديوان المحاسبة، ومن القضاء ومن النواب مجتمعين أو فرادى، مَن نهبَ ومن أفسدَ في الأرض ومن أجرمَ ومن خانَ،الناس تعرف وتعلم وتدرك الحقائق، وقرّرت ومشت عن سابق تصوّر وتصميم إلى صناديق الِاقتراع واقترعت وجدّدت للمنظومة حكمها وللسلطة بقاءها ،فعلامَ الِاستياء؟

إنها الديمقراطية التي تريدها.

الناس مسرورون بهكذا شكل من أشكال الدولة، وبهكذا نمط للعيش المشترك.

الناس تريد الفساد والنهب والرشوة والوشاية، فما هي مشكلتك أنت مع الناس ومع الديمقراطية؟

يناسب الناس هكذا منظومات حكم لأحزاب ولطوائف حتى لو أمضيت العمر لتثبت لهم الحقائق في الشارع وفي الساحات وفي الإعلام .

يعرفون الحقائق أكثر منك ومن قضاة دولتك ويناسبهم تماماً عقد الصفقات والتسويات.

أنتَ من لا يناسبك ما تراه وما تسمعه.

إنّها أزمتك.

الخيانة والكذب والنفاق يناسب شعبك وشعبك اراد.قرّر.

الشعب لا يريد تغيير النظام.

أن تسأل الشعب ماذا يريد؟يريد هؤلاء.

أأعجبك الأمر أم لا،إنها مشكلتك.

الشعب يريد هذه المنظومة ويريد أيضاً هذه الحياة.

أنت ،أنت من يتشبث بالحق وبالقانون وبالعدالة ،عليك أن تتغيّر،أن تغسل دماغك وأن تتحرّر من الِاستقامة ومن النُبلِ.

لا تكن نبيلاً فتهلك!

الشعب لا يريد تغيير المنظومة.

اقتنِع أيها المغامر الأحمق أن ناسك وشعبك يريدون، عن سابق تصوّر وتصميم هذه المجزرة التي لا تُعجبك.

يرغبون بهذه الزريبة التي تحتجّ عليها.

لا يُعجبك الأمر!

سافر ،هاجر،أُصمت،مُت، إفعل ما شئت، إنما لا تحاول معهم،يناسبهم تماما ما يحصل.

الأسهل أن تقتنع أنت بالمأساة وبالِاحتيال وبالمكر وبالخديعة.

إخدع ونافق!

سلامٌ على من اقتنع، وسلام على من حمل ديناميتَ على كتفيه وفجّر هذا الصرح القائم من وعلى خيال تافه.

لا وطن إنما دولة .

لا جيش إنما حرس.

لا شعب إنما ناس.

لا قضاة إنما موظفون.

لا أخلاق إنما طوائف.

لا نُبل إنما خساسة.

عبثاً تحاول.

عبثاً.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري