كَتَبَ د. إسماعيل النجار: الإمام الخميني غَيَّرَ إتجاه الرياح السياسية الدولية ووضع أُسس دولة الإمام الحُجَة،
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: الإمام الخميني غَيَّرَ إتجاه الرياح السياسية الدولية ووضع أُسس دولة الإمام الحُجَة،
د. إسماعيل النجار
6 حزيران 2022 , 20:27 م


منذُ ولادتهِ عام ١٩٠٢ حتى وفاتهِ عام ١٩٨٩ كانَ الإمام محَط أنظار الجميع من سادة وعلماء وأساتذة حوزات دينية التي تحيا بعلمهِ ومؤلفاتهِ وكُتُبِهِ وأفكاره النَيِّرَة العظيمة، وكان حديث قادة الدُوَل والصالونات السياسية الرفيعه على مستوى العالم،

من معجزات هذا الرجل العظيم، مقارعة نظام الشاه بأَكُفٍ عارية، وتصديه له رغم شِدَّة بأسه وقساوة جلَّاديه، ونجاحهُ في تفجير ثورة مباركة في وجه نظامه المجرم فانتصر على الغطرسة البهلوية التي إستمرت لعقود، وأعلنَ قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي بدأ بتطبيق دستورها الجديد الذي كتبه بنفسه خلال سنوات نفيهِ إلى الخارج،

دستور تنهل فقراته من أحكام الأيات البينات في القرآن الكريم ما يُرضي الله وعباده وينصفهم ويُحسِنُ إليهم،

بالثورة الخمينية إسرائيل طُرِدَت خارج إيران، وجاءت فلسطين العربية لتحُل مكانها،

الأمر الذي أزعج الفِرَنجَةَ والعرب على حدٍ سواء، وانقلبت الدنيا رأساً على عَقب،

لَم يكُن يتوقع العالم أن هذا الرجل سوف يغَيرُ مسار الريح السياسية لهذا العالم بمواقفه وجرأتهِ، ولم يكُن أحد يتوقع أن عالماً دينياً مسلماً من الممكن أن يعيد أمجاد الدولة الإسلامية المحمدية العظيمة،

لأن تجربتهم مع العرب والمسلمين تؤكد جُبنَهُم وَذُلَّهم وعارهم وخيانتهم وَتواطئهم ضد شعوبهم ومصالح بلدانهم،

إنطلق قطار الجمهورية الإسلامية من دون أن يآبهُ قبطانه إلى ما يدور حوله من عواء، وقرر أن تأخذ أمتهُ مكانها الصحيح بين الأُمَم، ورفع شعار لا شرقية ولا غربية، وكان صُلباً في مواقفه لا يلين ولا يتراجع،

شَنُّوا عليه حرباً لثماني سنوات، وحاصروا جمهورية إيران منذ ولادتها لكنهم لم يُفلِحوا بإيقاف دوران عجلة قطارها، ربما أبطئوها لحين؟ لكنها عاودَت الإسراع بالدوران حتى بلغت إيران القمة.

رحَل الإمام الخميني وتركَ خلفه دولة قوية قادرة ومقتدرة، ودستور كل فقراته من أحكام الله عزَّ وجَل، وترَكَ خلفه عشرات الملايين الذين طوروا البلاد وجعلوها قِبلَة العالم،

إيران الإمام الخميني مَدَّت يدها للجميع البعض قَبَّلها وقَبِلَها وآخرون رفضوا المصافحة، لكنها بقيت عزيزة متواضعه ومتعاونة مع الجميع،

تصدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية لكل مؤامرات الغرب والصهاينة والعربان، ومَرَّت وسط عواصفٍ كثيرة ولم تنحني، وعندما تجرَّاء الأعداء صفعتهم ورَدَّت لهم الكيل كيلين، كل ذلك بفضل الإمام المقدس الذي وضع أُسُس وأصول التعامل والتعاطي السياسي مع الخارج الذي يقتات على البلطجة،

في ذكراه العظيمة نُحيي شعب إيران ونهنئهُ على إنجازاته ونتمنى له دوام التقدم والإزدهار.

بيروت في

6/6/2022