محمد النوباني
ألإقتحامات، شبه اليومية، التي يقوم بها المستوطنون للمسجد الاقصى المبارك، وما يتخللها من إستباحة ورفع اعلام وأداء لصلوات تلمودية هي ترجمة لمخطط التقسيم الزماني والمكاني لهذا الصرح الإسلامي ،اسوة بما حدث للمسجد الإبراهيمي في الخليل.
ولكن يخطئ من يعتقد بأن هذا هو كل ما في جعبة غلاة الصهاينة بخصوص المسجد الاقصى الذي يسمونه ب جبل الهيكل ويعتبرون الصعود إليه فرض ديني.
فهدفهم الإستراتيجي المعلن هو هدمه، وبناء الهيكل الثالث المزعوم على انقاضه.
وهذا الهدف،لا ينفع معه مناشدة البعض، من بين ظهرانينا، لأمريكا والغرب بالتدخل لدى حكومة المستوطن بينيت لكبح جماح المستوطنين او للضغط على حكومة الاحتلال لوقف ما يبيت لآولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.
فهذه البلدان يوجد بها كنائس صهيو-مسيحية قوية، ولوبيات مؤيدة لإسرائيل ، يؤمن اتابعها وهم بعشرات الملايبن، بعصمة التوراة، وبأن هدم المسجد الاقصى وبناء الهيكل الثالث المزعوم على انقاضه هو شرط لعودة المسيح المنتظر وحدوث معركة "هامرجديون" الفاصلة تحت قيادته في سهل مجدو في فلسطين.
وبناء على ذلك فإنه يمكننا القول بأنه إذا ما ما استمر الوضع الفلسطيني والعربي والإسلامي على حاله، من ضعف وهوان ولا مبالاة، إزاء ما يحدث للمسجد الاقصى فقد لا يطول اليوم الذي قد نستيقظ فيه على خبر إنهياره ، إما بفعل هزة أرضية، متوسطة القوة، أو بفعل إختراق طائرة حربية إسرائيلية لحاجز الصوت فوقه لأن تحته فراغ بفعل الحفريات المستمرة منذ إحتلاله في حرب الخامس من حزيران عام ١٩٦٧.
وصدق شاعرنا العربي حينما كتب قائلاً:
من لان للخطب الشديد
توقع الخطب الاشدا.