كتب الأستاذ حليم خاتون: الموقف سلاح... شرعية السلاح
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: الموقف سلاح... شرعية السلاح
حليم خاتون
8 حزيران 2022 , 04:54 ص


جريدة لوفيغارو تصف الموقف اللبناني مما يحدث في بحر لبنان بالمرتبك...

فرنسا ٢٤، تقول ببساطة واضحة للجميع أن ليس في لبنان قرار موحد واضح...

المزايدة على حزب الله تأتي حتى من جماعة أميركا في لبنان...

صارت پولا يعقوبيان أكثر حدة من الشيخ نعيم قاسم فيما يتعلق بأمر حقل كاريش...

كاد ملحم خلف يطلق تهديدا بالحرب ضد الكيان إذا ما تمادت إسرائيل في عملية التنقيب في ذلك الحقل...

بلمح البصر، صادر جماعة التغيير قرار الحرب والسلم، وهددوا السلطة بعظائم الأمور إذا لم يجري اتخاذ مواقف رادعة تمنع الكيان من التمادي في اختبار مدى صبر لبنان...

وقفت حليمة قعقور على يسار محمد نجيب ميقاتي فيما يتعلق بالترسيم... وهذا ليس مستغربا طالما أن الرجل حريص على الخضوع لإملاءات أميركا خوفا من العقوبات على ثروته، تماما كما كل الطبقة الحاكمة في البلد...

حتى الإعلامي من جريدة الأخبار عبدالله قمح بدا على يمين جماعة التغيير وبدا صوته خافتا بالمقارنة مع من اوصلتهم السفارة الأميركية إلى الندوة البرلمانية...

هؤلاء بدأوا فعلا بإطلاق الصواريخ الصوتية على الكيان إلى درجة أن شيا فقدت صوابها في السفارة...

كل الصفات غير الحميدة يمكن إطلاقها على مختلف اركان السلطة في لبنان...

الرئاسات الثلاث، السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية...

الكل يرتعد خوفا من العقوبات الأميركية التي تستطيع أن تجعل حياتهم المالية جحيما...

كل هؤلاء دون استثناء يضعون مصلحة الوطن في المرتبة التالية بعد مصالحهم الشخصية...

الاكثر وطنية بين كل هؤلاء مستعد لبيع أية قضية في سبيل رضا "العم سام"...

كل هؤلاء في كفة، وحزب الله في الكفة الأخرى...

اساسا لولا وجود حزب الله لكانت جزمة الاسرائيلي، لا تزال على طاولة مكتب الرئاسة في قصر بعبدا...

لولا وجود حزب الله، لما انسحبت إسرائيل من لبنان إلا بعد تعيين حكومة دمى متحركة، وانتخاب برلمان اكثر تفاهة من كل برلمانات قوة لبنان في ضعفه...

في لبنان اليوم طرفان:

حزب الله...

وكل القوى الباقية على اختلافها... بما في ذلك التيار العوني الذي يريد شراء قانا عبر بيع كاريش بالرخيص، وهذا أمر مرفوض بالمطلق حتى لو أدى ذلك إلى تخوين الحلفاء...

إذا كان ارتباك كافة القوى بالنسبة لكاريش نابع من تبعية كل هؤلاء دون استثناء للغرب ولأميركا تحديدا...

فإن هناك نوع من الارتباك داخل حزب الله نفسه يتلخص في بعض التناقض في التصريحات من هذه القضية...

تارة يعلن الحزب أنه لن يتخلى ولو عن حبة تراب أو نقطة ماء... وتارة أخرى يخرج من يرمي الكرة بين يدي السلطة خالطا بين هذه السلطة، وبين "الدولة!!"...

في الأمور الوطنية الكبرى لا يستطيع حزب الله رفع شعار الخضوع لما تقرره سلطة يعرف الحزب أكثر من غيره أن الآدمي في هذه السلطة ابن ستين الف كلب...

لو أراد حزب الله احترام هذه السلطة واحترام قراراتها لما كانت هناك مقاومة ولما كان هناك تحرير...

لذلك على حزب الله الاقلاع عن نغمة أنه يقف وراء ""الدولة!!"" فيما يتعلق بالترسيم...

بدل التلهي بتلك الشعارات التي لا طعم لها ولا رائحة، ربما كان من الأفضل أن يحشر حزب الله كل هؤلاء المزايدين عبر الدعوة إلى مؤتمر عام لبحث كيفية الرد على إسرائيل إذا ما قامت فعلا بالتنقيب...

في هكذا مؤتمر نستطيع رؤية مدى جدية هؤلاء بالقتال الفعلي وليس اللفظي ضد الكيان...

في كل الأحوال، هذه مناسبة جيدة جداً، اتت في وقتها لبحث كيف يتم الرد...

الذي يريد الرد، عليه تقديم برنامج واضح سريع لتسليح الجيش بالأسلحة المناسبة التي تمكنه من الرد، ومن اي مصدر كان...

هذا يعني ببساطة كسر احتكار الغرب لعملية تسليح الجيش اللبناني...

وطالما أن هذا مطلب يستحيل تحقيقه... على الجميع الإقرار بأن سلاح المقاومة هو السلاح الوحيد القادر على الرد...

هذا يعني تلقائياً شرعية هذا السلاح الوحيد القادر على الدفاع عن ثروة الوطن...

قوة حزب الله من قوة الموقف...

الموقف سلاح ليس مجرد شعار رفعه يوما الشيخ راغب حرب...

الموقف كان دوما سلاحاً منذ الحسين بن علي والى يومنا هذا...

لذلك على حزب الله الكف عن رفع شعار احترامه لسلطة أقل ما يقال فيها أن مواقفها مذلة بالكاد تستطيع إخفاء التبعية للعدو وخيانة الوطن...

الموقف سلاح يعني أن على حزب الله إفهام من لم يفهم من الحلفاء أن الخطوط الحمر في المسائل الوطنية الكبرى تنطبق عليهم هم قبل غيرهم...

الموقف سلاح يعني إشهار هذا السلاح والبدء بدق طبول الحرب لأن الحياة وقفة عز، والعز كلمة والكلمة موقف....