مركز فيريل: قسد وراء دُر
أخبار وتقارير
مركز فيريل: قسد وراء دُر
10 حزيران 2022 , 14:59 م


كلما ارتفع صوت أردوغان، طار الزعماء الانفصاليون إلى #واشنطن. هناك لا يسمعون سوى الوعود، فيعودون خائبين أذلاء إلى #دمشق.

هذه المرة التراجع والإنكفاء الأميركي أكثر وضوحاً، لهذا كانت تصريحات تلك الزعامات تجاه دمشق، أكثر طراوة ونعومة، وبعد أن كانوا يتحدثون عن بطولاتهم وقدراتهم العسكرية الخارقة واستقلال قرارهم ورفع إشارة النصر المبين ووو، باتوا يُصرّون على: (ضرورة العمل المشترك مع الجيش السوري للتصدّي للتهديدات التركية).

خيبة وراء خيبة وسقوط متكرر في نفس الحفرة. ولم يتعلموا الدرس بعد، ولن.

أكدت تركيا أنها ستهاجم (تل رفعت ومنبج)، فطلبَ الانفصاليون المساعدة من الأمريكيين، ليردّ عليهم مُساعدُ مساعدِ وزير الخارجية الأميركي، إيثان غولدريتش مع قليل من القلق على الوضع: (مهمّة الجيش الأميركي في سوريا هي محاربة داعش... إن واشنطن ملتزمة بشراكتها مع القوى الكردية في سياق محاربة داعش).

أرسل الجيش السوري و الجيش الروسي تعزيزات عسكرية نحو خطوط التماس في ريف حلب وشمال الرقة و القامشلي، ومحيط مدينة منبج وتل رفعت. وحتى اللحظة، يرفض الانفصاليون تسليم المنطقتين الأخيرتين للجيش السوري وكأنهم يخططون لتكرار ما حصل في عفرين! وما أكثر تكرارهم...

الانفصاليون يحتلون بحماية الجيش الأميركي مناطق واسعة ويسرقون الثروات الباطنية والزراعية، ويخططون للانفصال. غيّروا المناهج التعليمية وفرضوا عملية التكريد تحت مسمى الإدارة الذاتية، ورغم التهديدات التركية، يريدون الاحتفاظ بهذه "المسروقات"... يتراجعون عند الخطر، ومع أول انفراجة، ينكثون العهود، وهل للّصّ عهد؟

لا نرى في مركز فيريل فارقاً كبيراً بين الانفصاليين والاحتلال العثماني وجيش الإخوان المسلمين، فالأهداف واحدة وإن اختلفت الأساليب.

الموقف الروسي وزيارة وزير الخارجية سيرغيل افروف لأنقرة، وحتى تصريحه: (تأخذ روسيا في الحسبان قلق تركيا من التهديدات التي تشكّلها قوىً خارجية على حدودها، بما في ذلك تغذية نزعات انفصالية في المناطق التي تسيطر عليها القوات الأميركية بشكل غير قانوني في سوريا). كل هذا لا يعني ضوءاً أخضر لتركيا. ربما سيسمحون بـ "فركة إذن" لقسد لكن ليس بشكل واسع، رغم أنّ الانفصاليين يحتاجون لأكثر من فركة إذن، وربما الأفضل جعل آذانهم "مفرّكة"...

المصدر: فيريل للدراسات