أنا احمل شهادة جامعية، منذ عشر سنوات، ولا أزال معطلاً عن العمل.
لقد ضمن الدستور الأردني حق العمل لجميع الأردنيين،
أليس من حقي وحق زملائي العمل؟
لماذا يتم تعيين أناس بعينهم ويحرم أناس محددين من الوظائف العامة.
ألا تدعى وظائف عامة ! ولا تسمى وظائف خاصة، عامة لعامة الناس وليست خاصة الخاصة من القوم،
من فرض نهج التعامل هذا ؟ ومن الذي تغول على القوانين والأنظمة الناظمة للعلاقة بين الشعب والسلطات؟
من هم أصحاب النفوذ الذين يفرضون أنفسهم فوق الدستور والأنظمة،
بعرف من تعلوا التعليمات على القوانين والأنظمة؟
أليس الدستور هو عقد اجتماعي بين السلطة والشعب، ومن الواجب أن يخضع الطرفان المتعاقدان معاً لهذا العقد.
الدستور ينص على أن الأردنيين متساوون أمام القانون، أليس كذلك؟
من الذي يميز بينهم في الممارسة.
من هي القوى التي تفرض سياسة التمييز بين أبناء الشعب الواحد؟
أليس هي القوى ذاتها التي تمارس الفساد والإفساد والمحسوبية والرشوة والشللية داخل مؤسسات الدولة وفي صفوف المجتمع.
من يحمي وبمن تحتمي هذه الفئة الهابطة الدخيلة على قيم مجتمعنا، من الذي سمّن هذه الفئة وغذّاها ورفعها فوق أكتافنا واحنى ظهورنا لها لتمتطيها؟ من فرض هذا السلوك وهذا النهج على شعبنا؟
ينصحني الأصدقاء والأقارب والمعارف، بلا وجع راس، ابحث عن واسطة تؤمن لك فرصة عمل،
أفكر في الأمر، و أطرح على نفسي بالمقابل السؤال التالي، كيف تم تدجين كل هؤلاء البشر، لكي يطرحوا التخلي عن الحق المكفول بالدستور، والبحث عن حل الواسطة وكأنه الأمر الطبيعي.
من صنع وفرض مفهوم وسلوك الواسطة، وركّب فوقها شخوصاً ملّكت وظيفة تسمى الواسطة بين السلطة والمجتمع،
من حوّل البرلمان من مؤسسة تشريعية ورقابية على السلطة التنفيذية، إلى سلطة خدمية وسائطية بين السلطات والمجتمع،
حزنت فعلاً على نفسي وعلى مجتمع وصل الحضيض، بوعي أو بغير وعي، أين الكرامة، أين العزة،
أين القيم الإنسانية التي تميز الإنسان عن الحيوان،
العمل قيمة إنسانية عليا، والإنسان صاحب مشروع منتج في هذه الحياة، يحقق ذاته بمقدار ما ينجز من مشروعه.
لست حيوان، ولن أحني ظهري ليركبه عديم القيمة الإنسانية والضمير والإنتماء لتراب هذا الوطن، ومن هو أداة في يد الخارج.
لست حيوان لكي أتخلى عن حقي في العمل وحقي في الحياة الكريمة وحقي في بناء وطناً منتجاً مزدهراً سعيداً.
حق العمل ليست منحة من أحد ولا هو خاضع لمتلازمة "الواسطة مقابل المساومة" من قبل أي جهة كانت.
سوف أنضم اعتصاماً أمام المحافظة لجميع المعطلين عن العمل وسوف ننام في الشارع إلى أن تتحقق مطالبنا.
وعلى أرضية هذا الطرح بدأ النقاش مع هذا الشخص المعذب والمقهور لكنه يفيض كرامة وعزة.
شكرته على موقفه هذا وتمنيت لو كل شبابنا وشاباتنا تتبنى هذا الموقف.
نعم كافة الأسئلة والأفكار التي طرحتها وموقفك هذا الممتلئ بالكرامة والعزة، يستحق كل التقدير والإحترام.
ولكن المسألة ليست متعلقة بحقوق ونصوص وقيم ومبادئ، على أهميتها وصحتها ونبلها، بل متعلقة أساساً بالواقع الاقتصادي – الاجتماعي في هذا البلد، يتعلق بالإنتاج ومتعلق بالقرار الوطني السيادي المستقل.
يتبع...