هوكشتاين دس وسيدس السم في العسل\ عدنان علامه
مقالات
هوكشتاين دس وسيدس السم في العسل\ عدنان علامه
عدنان علامه
12 حزيران 2022 , 19:59 م


عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين


إن التفاوض حول ترسيم الحدود البحرية وتحديد الإستفادة القصوى من الحقول المشتركة وتحديدًا حقل كاريش وضع كل من لبنان والعدو في حقل ألغام يحرص كل طرف الإنتقال بحذر شديد بين الخطوط غير المحددة لأن الخسارة ستشمل الجميع.

بداية هناك خطأ شائع بأن لا يوجد ترسيم للحدود البحرية ولا يوجد ترسيم حدود مع سورية؛ لذا أود التوضيح بأن معاهدة بوليه نيو كومب قد رسّمت الحدود بشكل دقيق جدًا من رأس الناقورة وحتى مدينة الحمة مع فلسطين المحتلة وسورية من خلال 39 نقطة مساحة كانت متعارف عليها في تلك الأيام. ولمن يتساءل لماذا لم ترسم الحدود بين لبنان وسوريا؟ أقول: "تم الترسيم الحدود اللبنانية بين دولتي إحتلال، ومن غير اللازم والضروري ان ترسّم فرنسا مع العدو نفسها لأنها كانت تحتل لبنان وسوريا مع تخفيف ذلك الإحتلال بتسميته إنتدابًا. ومن جهة أخرى تعتبر السلسلة الشرقية الحدود الطبيعية بين لبنان وسوريا.

فالمرحلة الأولى، أو اتفاقية 1923، وهو اتفاق «ترسيم الحدود النهائي» بين الانتدابين الفرنسي والبريطاني، حيث مثل الانتداب الفرنسي المقدّم بوليه (N. PAULET) ومثّل بريطانيا المقدّم نيوكومب (S.F.NEW COMB)، ووقّع الاتفاق في 7 آذار 1923، وتضمّن 38 نقطة فصل بين لبنان وفلسطين، بالإضافة إلى النقطة 39 على الحدود المشتركة اللبنانية ــ السورية ـ الفلسطينية، من رأس الناقورة إلى منطقة الحمّة السورية. وقدّ حدّدت النّطاق بعلامات موصوفة ومرقّمة، وأودع الاتفاق في عصبة الأمم وتمّ التصديق عليه كوثيقة دوليّة في 6 شباط 1924.

وقد تم لاحقًا ضم عدة قرى لبنانية لصالح الإنتداب البريطاني وتمت المصادقة لاحقًا على التعديل.

ولا بد من الإشارة بأن الكيان المؤقت غير منضم إلى الدول الموقعة على قانون أعالي البحار؛ وبالتالي فأن الحدود البحرية اللبنانية هي إلى الجنوب من الخط 29 حسب ترسيم بريطانيا. ولكن حصلت خطيئة حين تم ترسيم الحدود مع قبرص وهو ما يعرف بالخط رقم واحد،وقد إستفاد العدو من هذا الترسيم ؛ ولم يتم تطبيق الدستور الذي يوجب محاسبة أي مسؤول تنازل عن جزء من الأراضي اللبنانية بسبب عرقلة تشكيل المحكمة الخاصة بمحاكمة الرؤساء والوزراء. وهناك مشكلة اخرى تكمن في عدم توقيع رئيس الجمهورية للمرسوم 6433 الذي يثبت حقوق لبنان البحرية بالخط 29.

وبناء عليه فأن المفاوضات ستجري في حقل ألغام يحاول الوسيط غير النزيه هوكشتاين ان يظهر وكأنه المنقذ الوحيد الذي يفكك الألغام؛ بينما هو يسعى تمرير مخططاته التي أحلاها بمرارة الحنظل:-

1- فقد طرح هوكشتين بتاريخ 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 نظريته التالية :- "إنشاء شركة دولية تتولّى مهمة البحث عن هذه الثروة واستغلالها واقتسام مردودها على الجانبين عبر صندوق مستقل وفق معادلة دولية معتمدة في أكثر من منطقة في العالم، وهي تعطي الدولة الأقل ضعفاً وثروة نسبة منها، أكبر من تلك التي تناهضها، إن كانت تمتلك قدرات اقتصادية متفوقة على غريمتها. وهي معادلة يمكن اللجوء إليها في حالتي قيام الشركتين بأعمال الحفر على جانبي المنطقتين الاقتصادية، او لشركة واحدة يمكن ان تكون على علاقة غير مباشرة بالطرفين العدوين".

2-وسيخرج هوكشتاين ارنب مبادلة حقل قانا والبلوك 72 بحقل كاريش في آخر لحظة من المناورات.

وهكذا يكون هوكشتاين قد دس السم في العسل لأن العدو جاهز للبدء بالعمل بإستخراج الغاز بشكل فوري؛ ولذا أحضر السفينة ENERGEAN POWER إلى محيط حقل كاريش للضغط على الوفد المفاوض اللبناني.

ولذا على الوفد اللبناني ان يستفيد من عنصر القوة الوحيد والورقة الرابحة الوحيدة بين يديه وهي المقاومة؛ لأنه من غير المضمون أن يستطيع لبنان ان يستخرج أي نقطة نفظ او غاز في البلوكات في لبنان بسبب الضغوطات الأمريكية كما حصل مع شركة توتال التي أوقفت عمليات الحفر بأعذار واهية ؛ وبهذا تكون الشركة قد اخرّت عملية استخراج الغاز والنفط مدة 3 سنوات دون حسيب أو رقيب

فالأمور ستكون مرهونة بنتائجها

وإن غدًا لناظره قريب

12 حزيران /يونيو 2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري