قصة التدخل الدولي لحل قضية
ثقافة
قصة التدخل الدولي لحل قضية "كر" والده "جحش" في الكيان الغاصب\ عدنان علامه
عدنان علامه
16 حزيران 2022 , 10:33 ص


عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين


إن أحداث هذه القصة قصة حقيقية ومسجلة رسميًا في الأمم المتحدة... ويتندر بها أهل كفركلا خاصة والجنوب عامة؛ وأصبحت مثلًا يضرب بالصهاينة حين يتعلق الأمر بالتفاوض مع الكيان الغاصب ويعود المفاوضون بخفي حنين فيقال مثل قصة "حمارة خالتي".

ويبدو أن الكاتب هو من بلدة كفركلا ولكن نقلت القصة كما هي بالرغم من عدم وجود لإسم الكاتب. ففي أحد الأيام من سنة 1962 وقبل ان يوضع السياج الفاصل بين كفركلا /لبنان، وفلسطين المحتلة، دخلت حمارة خالتي واختفت وغابت عند "المحتلين" لمدة سنة تقريبا ..

ثم عادت بعد فترة لوحدها تجر وراءها عربة محملة بالدراق والاجاص، وبقيت متجهة الى منزل خالتي. تبعها الاولاد واخذتها خالتي وزوجها.

لكن سرعان ما جاء الدرك مع المختار ورئيس البلدية وقوات الأمم المتحدة وداهموا المنزل مطالبين خالتي بتسليم الحمارة لأنها كانت تحمل في أحشائها جحشا من أب "يعيش في الكيان المؤقت".. طبعاً رفضت خالتي تسليم حمارتها وعلا الصراخ في البلدة.. (لحمارة حمارتنا ورجعت إلنا)

وبعد أخذ ورد مع جيش الاحتلال من خلال مندوبي الUN.. اتفق الجميع على أن تعود الحمارة إلى فلسطين المحتلة لتلد هناك بناء على طلب حكومة الاحتلال .. وبعد ذلك ترجع بمفردها لأصحابها.

تم توقيع اتفاقية بذلك واتفق الجميع على عودة الحمارة الى خالتي، ويبقى مولودها في دولة الكيان الصهيوني المؤقت.

بعدثلاثة اشهر، هربت الحمارة من "الكيان المؤقت" مرة ثانية (بدون تنسيق) وعادت الى كفركلا وهي تجر خلفها العربة، ويركض بجوارها هذه المرة ابنها الحمار الصغير (الجحش).

وبعد ساعات، إذا بقوات الدرك والبلدية والمختار والامم المتحدة... تحضر الى المنزل وتطالب خالتي بتسليم "الكُر" الصغير، الذي بدوره رفض ترك أمه وتشبث بالبقاء معها في لبنان.. الا أن القوة والضغوط والمحاولات المكوكية، انتهت بقيام قوات الارتباط بربط "الكر" وتحميله في شاحنة عسكرية الى مركز المراقبة في الناقورة، ومن هناك عاد مأسوراً مكسور القلب باكي العين مُشتت الشمل الى الكيان الصهيوني.

الخلاصة : إن كيان الاحتلال المؤقت الذي لم يفرّط حتى في "كر"؛ علمًا بأن "الولد" بحسب عقيدة الصهاينة يتبع لأمه في الولادة ويأخذ جنسيتها، فهل سيعطي أحدا مما استولى عليه بقوة السلاح ودعم اممي ودولي من ثروات وحقوق للشعب الفلسطيني؟

فليأخذ العبرة كل المسؤولين اللبنانيين الذي إرتضوا بأمريكا ومبعوثها الصهيوني هوكشتين وسيطًا. وتكفي الضحكة الساخرة التي أطلقها عند سؤاله عن الخط 29. فالأيام القادمة ستجعل اللبنانيين يتيقنون مما قاله الرئيس الراحل مبارك يومًا وهو الحليف لأمريكا : "المتغطي بالأمريكان عريان".

وإن غدًا لناظره قريب

16/06/2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري