كتب الأستاذ كمال خلف: ست مفاجآت عسكرية جديدة متوقعة، في حال وقعت حرب مقبلة بين حزب الله وإسرائيل.
مقالات
كتب الأستاذ كمال خلف: ست مفاجآت عسكرية جديدة متوقعة، في حال وقعت حرب مقبلة بين حزب الله وإسرائيل.
كمال خلف
19 حزيران 2022 , 18:58 م

 ست مفاجآت عسكرية جديدة متوقعة، في حال وقعت حرب مقبلة بين حزب الله وإسرائيل.

?ارتفع مستوى التوتر بين حزب الله وإسرائيل، على خلفية استقدام تل أبيب سفينة استخراج الغاز إلى حقل كاريش المتنازع عليه مع لبنان في مياه المتوسط، بعمل أُحادي عدواني يناقض مسار التفاوض غير المباشر، بين لبنان وإسرائيل، حول الحدود البحرية عبر الوسيط الأمريكي المنحاز لإسرائيل ”عاموس هوكوشتين”.

هذا الاستفزاز الإسرائيلي استدعى خطاباً عاليَ السقف من الأمين العام لحزب الله “السيد نصر الله ”، وضع فيه معادلة مفادها: أنّ المقاومة ستمنع إسرائيل من الِاستفادة من الغاز في المياه المتنازع عليها، طالما أنّ لبنان ممنوع من القيام بذلك.

?هذا الكلام ترجمه حزب الله بالِاستعداد العملي لاستهداف محطة الِاستخراج البحرية التي تعمل لصالح إسرائيل، وأجرى حزب الله، حسب بعض الأوساط المقربة منه، مناورة بحرية تحاكي عملية عسكرية تشل الحركة الإسرائيلية لاستخراج الغاز في حال فشل المفاوضات. وينتظر لبنان جواباً في نهاية هذا الشهر من الوسيط الأمريكي الذي زار لبنان الأسبوع الماضي واستمع إلى وجهة النظر اللبنانية حول الحقوق البحرية للبنان.

وبشكل عام، وبعيداً عن التفاصيل الكثيرة في هذا الملف،لا يبدو أداء الوسيط “عاموس” مبشراً، فالرجل عدا عن كونه ثقيل الظل سَمِجاً،“وهذا أمر هامشي”، فإنه تحدث في الإعلام بلغة استعلائية فيها استهزاء بوجهات نظر أطراف لبنانية وازنة.

?أغلب التقديرات تقول: إنّ فشل المفاوضات، أو مماطلة إسرائيل في عملية التفاوض، وممارستها لعبة شراء الوقت من خلال إدخال لبنان في دوامة مفاوضاتٍ مفتوحة زمنياً ، في الوقت الذي تسحب فيه إسرائيل كميات ضخمة من الغاز، سيدفع المقاومة في لبنان لاستهداف السفينة وتعطيل عملية السرقة، دون أدنى شك. وقد يؤدي ذلك إلى تدحرج الوضع نحو الحرب المفتوحة بين المقاومة وإسرائيل.

يُشارُ إلى أنّ هناك اجماعاً لدى أغلب الخبراء على ان الحرب المقبلة ستكون اكثر قساوة وضراوة على اسرائيل، ولعلّ البعض ذهب الى وصفها بالحرب الأخيرة بين تحالف المقاومة في المنطقة، وليس لبنان فقط، وطالما أنّ مؤشرات الحرب ارتفعت مع تغوّل إسرائيل وارتفاع معدل انتهاكاتها واعتداءاتها وغطرستها، وإصرار أمريكا على الانحياز لها بما يجعلها طرفاً في المفاوضات مع لبنان، التي تدّعي أنّهاوسيط فيها.

? فيمكن محاولة وضع تصور للمعطيات الجديدة في هذه الحرب، وما هي السيناريوهات العسكرية المحتملة، في ضوء ما تم الكشف عنه من قدرات أو احتمالات المفاجآت. ويمكن رصد ستة معطيات جديدة متوقعة:

1️⃣الأول:

إنّ قصف حزب الله الصاروخي باتجاه أهداف إسرائيلية سيكون اكبر بكثير من وتيرة القصف خلال حرب تموز 2006، والمؤكد أنه سيكون هناك تطور نوعي في دقة الصواريخ، بعد الإعلان عن امتلاك المقاومة مخزوناً كبيراُ من الصواريخ

الدقيقة، وهذا يعني أنّ أهدافاً إسرائيلية حساسة وحيوية ستكون في مرمى صواريخ المقاومة.

كذلك القدرة التدميرية للمقاومة وتدفيع إسرائيل الثمن ستكون اكبر واكثر فعالية. لن تتفرد إسرائيل على الأرجح بفعالية التدمير للبنية التحتية، انما سيكون هناك تدمير مضاد بالمقابل، وهذا بالحرب قد يرسم معادلات رادعة تمنع إسرائيل من احداث الدمار الهائل كما فعلت بحرب تموز عندما دمرت الضاحية الجنوبية لبيروت بالكامل.

2️⃣ الثاني: هو مجال المواجهة البحرية والذي سيدخل بشكل أساسي في الحرب المقبلة، بعد ان اقتصر في الحرب السابقة على استهداف حزب الله السفينة الحربية الإسرائيلية ” ساعر ” فقط، بينما من المتوقع ان تكون المواجهة البحرية اشمل وابعد من حيث مديات الصواريخ واستهداف البوارج الإسرائيلية. في الحرب المقبلة المواجهة البحرية بلا شك ستكون أوسع نطاقا، وقد لا تقتصر على اطلاق المقاومة للصواريخ الدقيقة تجاه القطع البحرية حول شواطئ لبنان، بل قد يكون حزب الله قد امتلك تكتيكات القتال البحري بوسائل أخرى، قد تحمل الكثير من المفاجآت

3️⃣ الثالث: ما يرتبط بالقتال البري، فقد شهدت حرب تموز محاولات للقوات البرية الإسرائيلية للتوغل داخل لبنان، وكان دور المقاومة الصمود ومنع التقدم، لعبت صواريخ الكورنيت دورا فعالا في احداث عطب في حركة الدبابات وبالتالي المشاة، كما لعبت الشجاعة والثبات والروح المعنوية وتكتيكات قتال حرب العصابات دورا في تعطيل التقدم البري لقوات الاحتلال حتى نهاية الحرب. وعلى الأرجح المقاومة لن تعمد ذات الأسلوب القتالي الذي درسته القوات الإسرائيلية جيدا في السنوات الماضية كنوع من خلاصات وتقييمات الحرب ومحاولة تفاديها. ونعتقد ان حزب الله في الحرب المقبلة سيعمد الى تكتيك الهجوم في الحرب البرية بالتوازي مع الدفاع، وان مقاتلي المقاومة سيحاولون التقدم برا داخل فلسطين المحتلة وتهديد المستوطنات المحيطة والالتحام بالقوات الإسرائيلية ما سوف يحيد فعالية سلاح الطيران كون المواجهة البرية عن قرب وداخل المستوطنات الحدودية.

4️⃣ الرابع: فمرتبط بالتفوق الجوي لإسرائيل، وسلاح الجو المتطور، في هذا المجال من المؤكد ان إسرائيل لن تكون مرتاحة بالسماء اللبنانية كما كانت عليه قبل 13 عاما. وان المقاومة ستستخدم الدفاعات الجوية لأول مرة، وهو ما سيحيد حركة المروحيات والمسيرات الإسرائيلية تماما، فضلا عن اضطرار الطائرات المقاتلة الإسرائيلية الارتفاع في الجو وتجنب التحليق على علو منخفض كما كانت فعلت في حرب تموز، وهذا بدوره سيؤثر في تحديد الأهداف الصغيرة بدقة ما يقلل من دور المقاتلات والتفوق الجوي في المواجهة المقبلة

5️⃣ المعطى الجديد الخامس يمكن قراءته بالنظر الى قصف إسرائيل قبل أسبوع مطار دمشق الدولي واخراجه من الخدمة، نعتقد ان تل ابيب هدفت من خلال ذلك ضرب شريان امداد المقاومة من ايران جوا عبر سورية استعدادا لاحتمال جولة نار مع حزب الله، او لمنع حزب الله من التفكير باستهداف سفينة استخراج الغاز. سورية هي الشريان الحيوي الذي عزز صمود المقاومة في حرب 2006. وقد يكون مطار الشام الشريان الوحيد الذي يمكن ان يعتمد عليه حزب الله لرفد مخزونه من السلاح والعتاد في حال طال امد الحرب. البديل بالنسبة لتحالف المقاومة عن مطار دمشق، هو الخط البري الذي يصل طهران ببيروت عبر سورية والعراق، وهذا الخط يحول دون تفعيله وجود القاعدة الامريكية في التنف على الحدود السورية العراقية. وهنا نعتقد ان المعطى الخامس الجديد هو احتمالية استهداف تحالف المقاومة القوات الامريكية في العراق وسورية، وتحديدا قاعدة التنف الامريكية، من اجل فتح الخط البري لامداد المقاومة بالقوة

6️⃣ سادسا، والاهم بين كل تلك المعطيات الجديدة هو ارتفاع احتمال اشتراك جبهات المقاومة على امتداد المنطقة بالحرب، هذا الاحتمال كان واردا في حرب تموز لكنه كان احتمالا ضئيلا، اما اليوم فان هذا الاحتمال بات موجودا وبقوة. أي ان تواجه إسرائيل المقاومة الفلسطينية واللبنانية وسورية وايران والمقاومة العراقية وحركة انصار الله في اليمن معا، فضلا عن تحرك الضفة الغربية والشعب العربي الفلسطيني في فلسطين المحتلة عام 48 ومن خلفهم كل الشعوب العربية والإسلامية. واذا ما تم ذلك ستكون فعليا هذه هي الحرب الأخيرة مع إسرائيل الكيان المحتل الغاصب. وستكون الحرب المقدسة التي انتظرتها الأجيال والأمة لعقود من الزمن. وحتما نتائجها ستحدد ان كنا سنعيش أحرارا في ارضنا، ونستعيد كرامة هذه الامة المهدورة امام الصلف الأمريكي، والغطرسة الإسرائيلية. او تستمر المقاومة لاجيال قادمة لتحقيق هذا الهدف.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري