كتب الأستاذ حليم خاتون:قلة تحضير ام قرف.
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون:قلة تحضير ام قرف.
13 تموز 2022 , 08:33 ص


منذ أيام والمنار تنتقل من احتفال إلى احتفال آخر في ذكرى انتصار تموز ٢٠٠٦...

ما حدث في تلك الأيام، كان عبارة عن "٣٣ يوماً، هزت العالم"، بالاذن من الكاتب جون ريد صاحب كتاب "عشرة أيام هزت العالم" الذي أرخ فيه للثورة البلشفية في روسيا... لكن حرب تموز قلبت كل المعادلات في الشرق الأوسط، وكتبت بداية نهاية الكيان عبر إنهاء دوره الذي من أجله تم غرزه في فلسطين...

يحق لقناة المنار الفخر بذلك الانجاز التاريخي بكل ما في الكلمة من معنى...

كما يحق للمقاومة لبس تاج النصر هذا... إذا ما اعتبرت هذا النصر تاجاََ، أو... حملُ ذلك الدم واعتباره مرحلة جديدة من مراحل النضال الذي لم ينته... الذي لن ينتهي ما دام هناك في هذا الكون عدالة ناقصة...

وحدها المقاومة هي من يقرر جعل هذا النصر تاجاََ من تيجان الملوك أو دما سوف يسيل دوما من أجل المستضعفين والمحرومين من خلق الله... فتبقى المقاومة مقاومة شريفة، ولا تنجرف إلى بيروقراطية السلطة والنفوذ والفساد..

مرة اخرى، يمكن استعادة مقولة النائب التغييري الياس جرادي حين قال ما معناه، إننا انتصرنا بالعسكر، وهُزمنا بالفساد...

عشرة دقائق ربما... مرت، قبل أن اكتشف أن قناة المنار قررت العودة إلى برنامج بانوراما واستضافة الدكتور حسن مقلد بعد تجاوز ايام الاحتفالات، وعدم الالتزام بالوقت المحدد الذي يجب أن يبدأ فيه هذا البرنامج او غيره... في النهاية، نحن عرب، ولسنا ألمان... الوقت عندنا هو أيضاً، وجهة نظر...

المهم، تركت البرامج الاخرى طمعا في الفائدة المرجوة من استضافة الدكتور مقلد...

أقل من ساعة مرت، ظهر فيها الدكتور وقد تملكه القرف من كل الوضع اللبناني وأضاف جملة مفيدة جداً حين قال ما معناه، إن الذين كان من المفروض أن يواجهوا الحرب الأميركية الصهيونية بأشكالها الأخرى بعد نصر تموز ٢٠٠٦، لم يقوموا بهذا... لم يشكلوا جبهة عريضة للمواجهة، قال الدكتور حرفيا...

يحق للدكتور مقلد أن يصيبه القرف بعدما حمل صليب الكهرباء، ومصافي النفط، وبناء الاقتصاد المنتج وهو يظن أن لحزب الله في هذه السلطة ولو حرف من كلمة...

عندما ظهر الوزير وليد فياض، كان القرف قد بلغ بالدكتور مقلد درجة عدم الإرادة في الدخول في جدل بيزنطي مع أحد ممثلي ميشال عون... جدل، لن يصل إلى أي مكان...

في النهاية، ميشال عون ليس بعيدا عن الغرب، ولا عن اميركا؛ حتى لو ركب قطار حزب الله لبضعة محطات...، ميشال عون ليس سوى الوجه الآخر لنفس تلك العملة اللعينة التي تمثلها منظومة الفساد في لبنان من حلفاء الحزب وخصومه على حد سواء...

الكل يعرف أن السلطة في لبنان غير معنية، ولم تكن يوماً معنية في مناقشة...، أو القيام بأي مشروع لا يوافق عليه الغرب، ولا توافق عليه اميركا تحديداً...

لكن إذا كان القرف عند الدكتور مقلد منعه من الحديث المفصل عن العروض الروسية والصينية؛ ما الذي منع السيدة منار عدم الحديث عن العروض الإيرانية؟

هل كان هناك عروض إيرانية جدية، أم لم يكن...

من شاهد الحلقة، ورأى صمت السيدة منار، لا يستطيع أن يعرف هل هو القرف أيضاً عند مقدمة البرنامج، أم هي قلة التحضير...؟

أكثر من مرة، قيل أن الإيرانيين قدموا أكثر من طرح جدي لبناء معامل كهرباء في لبنان وإن السلطة تجاهلت هذا الأمر...

هل جرى هذا الأمر أم لم يجر...؟

إذا كان هذا الأمر قد جرى وجماعة التيار، التي يتبع الوزير فياض لهم يسيطرون على وزارة الطاقة منذ أربعة عشر سنة وكانوا هم من يرفض... واكتفت السيدة منار بشبه صمت...

فهذه مصيبة...

وإذا كان هذا لم يحصل وحزب الله "فلق" رؤوسنا وهو يتحدث دائما عن العروض الإيرانية،

فالمصيبة أعظم...

يبدو أن الدكتور حسن مقلد، كما مقدمة برنامج بانوراما، السيدة منار، قد بلغ بهم القرف من اجترار الحديث عن كيفية تعامل السلطة مع كل ما هو غير أميركي في هذا البلد... بلغ حدّ صمت القرف...

نحن، شعب لبنان الذي ليس عنده شيء من العظمة، وصل بنا القرف إلى مستويات أعلى بكثير مما وصل عندكم... لكن ليس فقط من أهل السلطة التي لا يختلف اثنان أنها عميلة للغرب، خاضعة لاميركا خوفا من العقوبات، والتي قال النائب حسن فضل الله منذ عدة ايام عن هؤلاء، إنهم يهتمون لمصالحهم أكثر بكثير مما يهتمون لمصلحة الوطن...

لا ليس القرف فقط من هذه السلطة، بل من أولئك الذين انتصروا على العدو الصهيوني وعلى أميركا وعلى الغرب بالعسكر...، لكنهم هُزموا أمام كلاب هذا الغرب من جماعة المنظومة بهذا الفساد الذي يبدو أنه أكبر من كل شيء في لبنان...


المصدر: موقع إضاءات الإخياري