كتب الأستاذ حليم خاتون: الرد على المسيرات يأتي من الديمان
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: الرد على المسيرات يأتي من الديمان
24 تموز 2022 , 17:12 م


مي شدياق سبقت حادثة المطران الحاج بالدفع إلى هستيريا ما كان ايام الحرب الأهلية...

كاد سيمون ابو فاضل ينفجر من كثرة النفخ فيه، ونفخه هو في الكراهية ضد المقاومة...

كرت السبحة...

نعمة افرام يدعو علنا إلى مجيء المال من فلسطين المحتلة لمساعدة "فقراء المسيحيين" في لبنان بالمال والدواء والغذاء...

لم يطلب افرام ذلك إلى "كل فقراء المسيحيين"... بل فقط إلى مسيحيي من يسبح باسم اميركا وإسرائيل...

مسيحيو فلسطين المحتلة يعانون أضعاف أضعاف معاناة أي كان في لبنان أو في أي مكان...

المطران موسى الحاج لم يحمل المال والدواء والغذاء إلى مسيحيي الأراضي المحتلة في القدس أو بيت لحم او اي قرية مسيحية تكافح للبقاء على أرضها...

لا المطران الحاج ولا من سبقه من "مطارنة التعاطف الأخوي بين المسيحيين" حمل كيس طحين واحد إلى معلولا أو يبرد صيدنايا أو إلى مسيحيي العراق الذين كانت داعش تسبي نساءهم وبناتهم للبيع في أسواق النخاسة...

لا مي شدياق، ولا سيمون ابو فاضل ولا البطرك خرج يصرخ غاضبا لمسيحيي الأراضي المقدسة وسوريا والعراق، كما خرج هؤلاء نصرة لعملاء انطوان لحد الذين هربوا إلى الأرض المحتلة وبقوا فيها عن سابق إصرار وتصميم، رغم ذهاب حزب الله الى أقصى حدود التسامح حفاظا على عيش مشترك لا يعرف لا منطقا ولا محاسبة ولا حتى ولاء للأرض والوطن...

تسامح لم تمارسه أي مقاومة بعد التحرير في أي بلد آخر...

ربما لأن انتصار مقاومة حزب الله دون أن يحدث ولو ضربة كف على وجه عميل، هو ما سمح لسيمون ومي وموسى وغيرهم أن يكونوا ما هم عليه اليوم...

أو ربما هو ذلك اللقاح المضاد للمقاومة الذي انتشر في مناطق سيطرة القوات أثناء الحرب الأهلية...

من لا يذكر شعار "لقحوا اطفالكم ضد الفلسطينيين والمقاومة" الذي انتشر على جدران المنطقة الشرقية أثناء الحرب...

اليوم صباحاً، خرج البطرك الراعي يذكرنا بتاريخ أسود أردنا نسيانه، يوم تعامل بطرك سيء الذكر مع الوكالة اليهودية ضد هذه الأرض من بلاد الشام، وساهم في تسهيل الاستيلاء على الأراضي المقدسة من قبل احفاد من حكم على السيد المسيح بالعذاب والصلب...

عن أي أرض مقدسة يتحدث البطرك الراعي؟

أسلاف الراعي، هم من ساهم في تسليم تلك الأرض وتلك القداسة إلى "شعب الله المختار"...

هل كانت إسرائيل عاجزة عن ارسال ٤٦٠ ألف دولار وكمية من الدواء والغذاء إلى فقراء المسيحيين في لبنان عن طريق الأميركيين أو البريطانيين أو غيرهم من دول ذلك الغرب الذي لا يوفر فرصة لتخريب بلدنا...

المليارات التي وصلت إلى عملاء الأميركيين والغرب في لبنان، لم تستطع فعل الشيء الكثير في كبح نمو وتقدم وتطور العمل المقاوم؛ فهل كان ما حمله "مطران لحد" سوف يحدث فرقا؟...

بالتأكيد لا...

كل القضية هي في إبقاء باب أو نافذة مفتوحة على الحدود اللبنانية الفلسطينية، تنفذ منها الفتنة متى احتاج الكيان إلى ذلك... تماما كما يحدث اليوم في الديمان...

هذا ما كان يفعله سيمون ابو فاضل ومي شدياق ومعهم رعاع القوات والكتائب ممن اجتمع في حضرة البطرك يصرخ حاملا شعار اتهام حزب الله بالإرهاب...

قد يقول قائل إن حزب الله أخطأ حين سمح بما جرى لل"المطران المزعوم"

الحقيقة هي أن حزب الله كان يعرف بتدفق الأموال ولم يفعل شيئا لا في السابق ولا أمس ضمن سياسة غض النظر تجنبا للفتنة...

لكن إسرائيل التي أجبرت على إعطاء حزب الله انتصارا ولو ناقصا بعد عملية المسيرات الثلاث، أرادت كسر أو تشويه ذلك الانتصار، فلم تجد غير مطران وبطرك وبضعة كلاب مسعورة يكلفونها بضعة عشرات الآلاف من الدولار...

هذا ثمن بخس تدفعه إسرائيل لقاء ما يمكن أن تفعله تلك الكلاب المسعورة في الداخل اللبناني...

هل انتهت القصة هنا؟

البطرك يصر على إكمال ذلك الطريق...

هذا ليس مجرد تكتيك مرحلي.

هذا يدخل في صلب عمل البطرك ومن يلف لفه...

الى ماذا سوف تصل الأمور؟

إنها نفس الدوامة التي لن تنتهي...

طالما أن لبنان ليس وطنا كامل التاسيس، ولا يزال في طور التكوين، سوف نعيش دائما هكذا حالات...

طالما أن الاساسات التي يقوم عليها لبنان، طائفية بامتياز، سوف نظل نعيش في دوامة عدم الولاء إلى الوطن واعتبار الوطنية والعمالة دوما وجهة نظر...

عيب البطرك و"المطران سيء الذكر"، ومن لف لفهم سوف يظل دائما التمادي في العمالة حتى ضرب الوجود الوطني المسيحي في هذا الشرق...

عيب مقاومة حزب الله اليوم، كما عيب من سبقه ومن سوف يكمل الطريق بعده، سوف يظل دوما ضياعا في صحراء الطائفية والمذهبية...

إلى أن نتحرر من هذه المذهبية، سوف نظل وطنا تحت التأسيس...

إلى أن تتحرر أفكارنا من هذا الظلام المذهبي، سوف نظل وطنا في طور التكوين...

لم يوحدنا لا الانهيار ولا الافقار...

لم توحدنا وحدة اللصوص من مختلف الأديان والمذاهب...

الشر وحٌد هؤلاء، ولم يستطع الخير توحيدنا...

طالما نحن غنم من القطعان المذهبية... لن يكون هناك وطن كامل الأوصاف...

طالما السلاسل المذهبية تقيًدنا، سوف ننتقل من أزمة إلى أزمة أخرى، ومن انهيار إلى انهيار آخر...

أحيانا، لا بد من استعمال السيف لتطهير جسد الأمة من الدرن الذي ينمو على هذا الجسد...

لقد جربنا التسامح بعد حرب التحرير...

قبل ألف وأربعمائة سنة نودي بالناس أن من يدخل دار أبي سفيان، آمن...

من تلك الدار تحديداً خرج معاوية ويزيد...

قبل ٢٢ سنة، نودي بالعفو واللين في المحاسبة، فخرج من تلك الجموع من طعن المقاومة في الظهر وتمادى في العمالة...

اليوم، يجب الضرب بيد من حديد يبدأ بمصادرة كل ما حمله مطران السوء، وتوزيعه على عوائل الشهداء الذين سقطوا في حروب التحرير المتتالية...

اليوم، يجب الضرب بيد من حديد، كل من يرفع عقيرته دفاعا عن العمالة والعملاء، حتى لو لبس لباس الصحافة أو الدين...

اليوم مذهبنا وديننا له اسم واحد فقط هو العداء المطلق للكيان الراقد على صدور الفلسطينيين...

ديننا اليوم هو نصرة فلسطين حتى التحرير الناجز...

المُسيّرات كانت البداية...

طريق رفض أي مساومة في الترسيم، والإصرار على كامل الحقوق، هو ما يجب القيام والاستمرار به، حتى لو لم يخرج لا غاز ولا نفط، لا عندنا، ولا في فلسطين المحتلة...

نحن في لبنان، يجب ان نكون في قلب المقاومة... من يقبل بهذا، هو منا وفينا...

من لا يقبل، يلزم الصمت وإلا...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري