كتب الأستاذ حليم خاتون:
على ماذا يستند الاستاذ رفيق نصرالله حين يقول أن صمت المقاومة لن يطول!؟
حين نسمع محللين يتحدثون عن فروقات بين موقفي إسرائيل وأميركا، وأن من الممكن إغراء ترامب بالمكاسب المادية؛ يكاد المرء يتقيأ...
نحن فعلا أمة أغلبها من أولاد الحرام...
رامي نعيم ليس يتيما...
هناك عشرات، وربما مئات الملايين من أمثال رامي نعيم والجولاني وسمير جعجع وسامي الجميل...
من استمع إلى مقابلة الوزير بيرم مع الاستاذة ميسم رزق، يعرف إلى أي مدى يتفنن بعضهم بتبريرات يندى لها الجبين...
تبريرات يستحي منها العيب!
ليس المهم الكلام عن كربلاء... القيادة لا تريد أن تعيش كربلاء...
من زكريا الحاج إلى...!
سقط زكريا شهيدا، فسقط الوطن درجة أخرى...
إلى إنعدام الوزن؛ إلى العدم...
أم زكريا هي الأخت الثالثة من نفس العائلة؛ من نفس البيت الذي هدمته اسرائيل عدة مرات في الستينيات والسبعينيات حين كان كازينو لبنان يقدم العروض، والمقاهي والمراقص في لبنان لا تهدأ؛
أمس، قدمت ام زكريا أضحية جديدة ليحيا الوطن...
هل يحي وطن نصف سكانه إما عملاء أو خونة او في أحسن الأحوال، مجرد مساطيل بلا حشيشة!
زكريا شهيد ينضم إلى قافلة من جبل عامل الذي لم يبخل يوما على فلسطين؛ حتى حين بخل الفلسطينيون انفسهم وانتظروا الجيوش العربية التي لم تقل تقاعسا عن أمة المليار ونصف المليار سُنّي...
هو ليس زكريا في مسرحية نزل السرور في بدايات الفوضى في الوطن الضائع...
هو زكريا الذي وقف في آخر مسرحية نزل السرور يحمل قنبلة ورشاشا ليقول لتجار الثورات، وتجار حروب التحرير:
كفى!
لم يكن زكريا أول من يفدي شعبا تخطى منذ زمن كل القيادات...
ولن يكون زكريا آخر من
"يحمل بندقية، لتحميَ القضية!"...
لم يتمرد زكريا على القيادة لأنه تربى على طاعة الولي الفقيه...
كم من زكريا سوف يُستشهد حتى نصل إلى القرارات الحتمية التي لا تقوم قيادة حزب الله باتخاذها...
في رسالة قصيرة من أحد الاصدقاء في موقع نداءات، يخبرني الأخ الصديق قصة اجتماع المناضل الكبير تيسير قبعة مع الجنرال "جياب"، بطل معركة (ديان بيان فو) ضد الاحتلال الفرنسي أثناء زيارته لفيتنام...
تعليقا على كل الكلام الذي لا معنى له حول وجوب الوحدة الوطنية لانتصار الثورات وحروب التحرير، كان جواب "جياب" بسيطا جدا:
الوحدة الوطنية تكون فقط بين الوطنيين...
عندما يدخل الخونة والعملاء إلى أي وحدة وطنية، تضيع أوطان؛ تسقط حقوق، وتفنى شعوب!...
في لبنان، تصر قيادة المقاومة على الوحدة الوطنية مع شارل جبور ومي شدياق...
هناك من يظن أن استشهاد زكريا هو رسالة إلى حزب القوات وسمير جعجع وكلابه التي لا تتوقف عن النباح؛
هناك من يعتقد انها موجهة إلى سامي الجميل وكلابه التي تبث السموم عندنا في الداخل، وعلينا في الخارج؛
يرتعد نواف سلام أمام فكرة أن المقاومة حية لا تموت...
يعرف زكريا جيدا جدا أن دبلوماسية جوزيف عون لا تصلح حتى لكتابة كلمة وطن وكرامة...
في المقابلة، تجاوزت الأستاذة ميسم الحدود وكادت تحرج الوزير بيرم الذي يلف ويدور ليزايد على الناس في نقد الوضع البائس الذي يعيش فيه أكثر من نصف سكان لبنان...
عفوا حزب الله...
الثمن الذي ندفعه ليس مقبولا كما تدّعي بعض أبواق المقاومة...
أولادنا لم يولدوا صدفة...
الشهيد الذي يسقط، يجب أن يُقيم الدنيا ولا يُقعدها...
لا يحق للوزير بيرم انتقاد وجود عميل اسرائيلي في وزارة الخارجية...
الوزير بيرم ورفاقه وإخوانه هم من قبل بنواف سلام ( دون أن يعني هذا أن ميقاتي كان خيارا افضل)...
الوزير بيرم ينتقد حكومة يرفض أن ينسفها من أساسها...
نحن جميعا نعرف كل تعقيدات البنية الديموغرافية والطائفية لبلدنا...
هذا الوضع ليس وليد اليوم...
هذا الوضع كان موجودا دائما...
عشنا في هذه التعقيدات وتعايشنا معها بدل محاولة بناء مجتمع مقاومة ودولة مقاومة...
فجأة يهدأ غضب رفيق نصرالله...
برّاك وميشال عيسى يتحدثان ليس عن نزع السلاح بل عن تحييده...
وعدس ورز رح يطلعوا من جورة الخرا!