كشفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية تفاصيل صادمة عن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لفرنسا ولقائه بالرئيس إيمانويل ماكرون وما شهدها من توتر في اللحظات الأخيرة.
وقال “مالبرونوت” في تغريدات له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” نقلا عن مصدرين مطلعين، إن زيارة “ابن سلمان” لفرنسا التي تمت قبل أيم لم تكن على مايرام.
وأوضحت المصادر بأن “ابن سلمان” تأخر أكثر من 30 دقيقة على العشاء مع “ماكرون”، وكان هناك توتر في اللحظة الأخيرة من جانب ابن سلمان.
وأكدت المصادر أن ولي العهد السعودي غادر فرنسا ليلاً، بعد ساعات قليلة، وألغى رحلته المخططة إلى الجزائر.
ونقل الصحفي الفرنسي عن أحد المصدرين قوله:” “تساءل بعض الوزراء السعوديين على العشاء مع نظرائهم الفرنسيين عما يفعلونه هناك”، ليؤكد مرة أخرى أن “ابن سلمان غادر فرنسا بعد ساعات قليلة خلال الليل، وقام بتأجيل رحلته المخططة إلى الجزائر.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد استقبل مساء الخميس ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على العشاء، خلال أول زيارة يقوم بها الأخير لأوروبا منذ اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
وبحسب وسائل إعلام فرنسية تشكل هذه الزيارة التي أثارت غضب المدافعين عن حقوق الإنسان، خطوة “لرد الاعتبار” للأمير السعودي، الذي كان منبوذا بسبب قضية خاشقجي.
ومن جهة أخرى جاءت هذه الزيارة في إطار الجهود الغربية الرامية إلى التقرب أكثر من أكبر دولة مُصدرة للنفط في العالم، في ظل الحرب الأوكرانية والمحادثات المتعثرة لإحياء الاتفاق النووي مع إيران.
يشار إلى ان موقع “أفريكان إنتليجنس” كان قد كشف قبل أيام عن استعداد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإجراء زيارة رسمية إلى الجزائر؛ حيث كان يُتوقَّع أن يقابله الرئيس عبد المجيد تبون، الجمعة 29 يوليو/تموز 2022، في ختام جولته التي بدأها باليونان ثم فرنسا، بينما ستكون هذه الزيارة الأولى له إلى الجزائر منذ 2018.
وقال الموقع أن القضية الفلسطينية كانت ستكون على جدول الأعمال، في ظل مواصلة المملكة السعودية تقديم تنازلات لإسرائيل -لا سيما مع فتح مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية الإسرائيلية- لكنها لم تبدأ بعد في تطبيع العلاقات بشكل رسمي.
وبحسب الموقع تثير هذه التحركات استياء الجزائر التي اعتبرت تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمغرب إهانة، كما نجح تبون في الجمع بين الرئيس الفلسطيني وزعيم حركة فتح محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بمناسبة الاحتفال باستقلال الجزائر في الخامس من يوليو/تموز الحالي.
يشار إلى انه خلال تواجد محمد بن سلمان في فرنسا أعلنت منظمتان غير حكوميتين ومحاميهما الفرنسي أنهما قدّمتا شكوى الخميس (28 تموز/يوليو 2022) في باريس ضد ولي العهد السعودي بتهمة التواطؤ في تعذيب الصحافي جمال خاشقجي وإخفائه القسري.
وقالت منظمتا “الديموقراطية الآن للعالم العربي” و”ترايل إنترناشونال” إن هذه الشكوى المؤلفة من 42 صفحة تؤكد أن محمد بن سلمان “متواطئ في تعذيب خاشقجي وإخفائه القسري في القنصلية السعودية في اسطنبول في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2018” وأنه “لا يتمتع بحصانة من الملاحقة لأنه كولي عهد، ليس رئيس دولة”.
وأثارت زيارة ولي العهد ضمن أول جولة له في أوروبا منذ مقتل خاشقجي، غضب المدافعين عن حقوق الإنسان. وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار على تويتر قبيل زيارة ولي العهد السعودي “تحسين صورة الأمير القاتل ستساق له الذرائع في فرنسا كما حدث في الولايات المتحدةبمقتضيات الواقعية السياسية. لنواجه الحقيقة!، المساومة لها الغلبة”.