كتب الأستاذ حليم خاتون: ٤ آب، عهر على كل المستويات
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: ٤ آب، عهر على كل المستويات
4 آب 2022 , 07:58 ص


"الحق على الطليان"...

تقدم لاعب الكرة نحو الهدف وسدد الكرة، لكن... فوق العارضة...

ابتسم رجل مسن، وقال ساخراً:

"الحق على بوتين"...

في ألمانيا، بوتين هو المذنب في كل شيء... حتى في انحباس المطر وهبوط مستوى المياه في الأنهار مما يسبب ارتفاعاً آخرا في كلفة نقل زيوت الطاقة...

في لبنان، وعلى شاشات العهر المعتادة، لا يبكون ضحايا الانفجار- التفجير...

نقيب المحامين أشار بخجل إلى أن القضاء يركز على الإهمال أكثر بكثير مما يبحث عن المسبب الرئيسي لهذه الكارثة...

القضاء لا يختلف في هذا الأمر عن ولاة أمر القضاة...

القضاء في لبنان تسيطر على معظمه منظومة الفساد بشقيها الموالي والمعارض...

عند الاميركان، لم يعد "الحق على الطليان"، بل على حزب الله... وفي كل شيء...

عند الأميركيين، قد يكون هذا الحقد مفهوماً بعد الصفعات التي تلقوها في لبنان، وسوريا والعراق... صفعات لم تقض عليهم نهائيا، لكنها مؤلمة وأدت إلى بعض الدوار والغثيان...

في لبنان، هناك فريق من اللبنانيين لم يهضم بعد أنه فقد السلطة وان دولة ال ١٩٤٣، كما دولة الطائف فرطت...

هذا الفريق الذي تلقى عدة جرعات من لقاح كره المقاومة لا يستطيع أن يرى شماعة يلقي عليها كل الموبقات إلا حزب الله...

اسهل شيء، أن يقول هؤلاء "الحق على الحزب"...

مي شدياق تقفز من السرير ليلا وهي "تهلوس" بكلمات لا يفهم منها إلا "حزب الله"...

سمير جعجع بين كل هجومين على حزب الله، هناك حتما هجوم استثنائي على المقاومة... لكن سمير يفعلها كنوع من الاستثمار السياسي والمالي...

هو يعرف أن ما يصله من مال خليجي، وسند غربي يأتيه إنما ثمنا لهذه الحملات المسعورة التي تلقى آذاناً صاغية عند كل من له حقد دفين، أو عنصرية موصوفة، أو عقدة نقص، أو حتى مجرد عاهة جسدية أو نفسية... ليس فقط عند جمهور القوات؛ ليس فقط عند من تتحكم بهم نوستالجيا دولة التفوق العرقي الفينيقي الذي تزاوج مؤخرا مع عروبة خليجية حديثة؛

بل أيضاً حتى عند بعض "المتأسلمين"، سُنّة، وشيعة ممن كان يعيش على فتات سلطات ال٤٣ والطائف، وبات اليوم على باب الله... أشرف ريفي، خير مثال...

اسكتشات التأثير المرئي والمسموع التي تخرج على الشاشات تستثمر في دم الضحايا، هي صورة أخرى من صور العهر المنتشر في لبنان...

انقسم البلد إلى ثلاثة أقسام:

١- قسم يعيش على الاستثمار في ٤ آب ولا يريد أن يخرج من داخل هذه الصومعة...

٢- قسم آخر لا يعرف ماذا وكيف حصل ذلك ويريد تخطي ما حدث وهو يتمنى لو لم يحدث...

٣- وقسم قليل جدا جدا من اللبنانيين يرى في ٤ آب حلقة من حلقات المؤامرة الأميركية على البلد...

قد يكون الإهمال لعب دورا كبيرا في هذه المأساة...

لكن هناك من استثمر في هذا الإهمال...

قد يكون تفكك السلطة والفساد المستشري فيها لعب أيضاً دورا كبيرا في ما حدث...

لكن هناك أجهزة استخبارات لا تنام، استثمرت في هذا التفكك...

إذا كان الكون قد تكون هكذا قضاء وقدرا، يمكن لهذا الانفجار أن يكون حصل قضاء وقدرا...

لم تربح إسرائيل اللوتو في هذا الانفجار بضربة حظ...

كما لم تربح اللوتو في انهيار القطاع المصرفي وانهيار الاقتصاد في لبنان...

عملت إسرائيل على خلق ظروف ربح هذا اللوتو...

هناك من يقول إن إسرائيل هي من تسبب بالحرب الأهلية وسقوط دولة ال ٤٣...

هناك من يقول إن إسرائيل هي من فعل كذا وكذا...

نعم إسرائيل تفعل دائما وفق مصالحها... تصيب أحياناً، وتخطيء أحياناً أخرى...

في كل مرة، يتكفل التاريخ بإعادة عقارب الساعة إلى السكة...

إسرائيل لم تتعب... إسرائيل لا تتعب لأن مصيرها يتعلق بهذا وهي واعية لذلك...

بينما نغفو نحن، يتكفل التاريخ بما يجب أن يكون...

هل يمل التاريخ منا يوماً ويتعب؟

الله يستر...

يقول البعض، الله... هو الحافظ...

فيجيب البعض الآخر، "إعقلها وتوكل"...

فراس حاطوم "عم ينكش"...

نانسي "مش عاجبها شي"... تدور وتدور ودائما، "الحق على الحزب"...

رياض قبيسي لا يزال داخل فيلم الكاوبوي إياه، يلاحق بدري ضاهر...

جوزفين التي "خربت بيت" نابليون، تلازم حقد رياض على الحزب وحلفاء الحزب إلى درجة كره ابيها الروحي ميشال عون...

في لبنان سوف تدور على كل الشاشات اليوم حفلات عهر عن ٤ آب...

كل قدح ينضح بما فيه وهو يعتمد على من يمول...

وحدها الحقيقة سوف تكون حزينة في زاوية منسية لأن الكل نسي ما حصل بما في ذلك الكثيرون من أهل الضحايا الذين باعوا أنفسهم للشيطان...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري