الصين تدق ناقوس الخطر لضياع الرجولة.... وأمتنا تدق الطبول والمعازف لتضييع الرجولة, هل الرجولة في خطر؟!
ثقافة
الصين تدق ناقوس الخطر لضياع الرجولة.... وأمتنا تدق الطبول والمعازف لتضييع الرجولة, هل الرجولة في خطر؟!
21 آب 2022 , 23:58 م


بقلم الكاتب/ صلاح محمد عبدالدايم شكوكو

تخطط الصين حاليا وباهتمام كبير لإضافة مادة عن (الرجولة) في المناهج الدراسية الأولى، حيث لاحظ المسؤولون أن فتيان هذا الجيل أصبحوا ناعمين و(أنثويين وحساسين أكثر من اللازم) . هذا الطرح الجديد أو هذه الخطة الجديدة أثارت نقاشًا حاداً حول ماهية الأدوار والوظائف الجديدة للجنسين، حيث وضحت الحكومة الصينية عن طريق المستشار الصيني سي زيفو : (إن ربات البيوت والمعلمات أفسدن الصبية الصينيين في المدارس) وقال أيضا : ( أن الأولاد سيصبحون قريباً (حساسين و خجولين وربما شاذين) ما لم يتم إتخاذ إجراءات جادة وسريعة لمعالجة هذه القضية الإجتماعية الخطيرة .

بل أكد الرجل أن هذا الأمر بالنسبة للصين يعتبر (أمنًا قومياً) ومحذراً من أن (تأنيث) الأولاد الصينيين (يهدد بقاء الصين وتنميتها) المستقبلية.

مبادرة لتنمية الرجولة

كان في السابق يُنظر لفترة التجنيد العسكري للصينيين كإحدى الحلول الممنهجة لعودة الخشونه والرجولة للشباب الصيني، ولكن بحسب تقارير خاصة أفادت أن الوقت حينها يكون قد تأخر كثيرا (ولم يعد التصحيح والتعديل ممكنا) لذلك صدر قرار وزارة التعليم الصينية بإعداد خطط (لتنمية الرجولة) لدى الأولاد من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية .

تتضمن المبادرة:

1. زيادة توظيف الرجال كمعلمين في الصفوف الدراسية، وكذلك كمدربين في الصالات الرياضية

2. تشجيع الطلاب على ممارسة الرياضات الجماعية العضلية الخشنه

3. البعد عن الألعاب الالكترونية

4. دعم البحث في قضايا مثل مدى تأثير ظاهرة مشاهير الإنترنت الشواذ على قيم المراهقين

تأتي هذه الخطة في أعقاب تحذير واسع من الباحثين في الصين، من أن الأمة الصينية تعاني من أزمة رجولة وأزمة وطنية .

"الرجولة في خطر" هذا هو خلاصة الكتاب الذي أصدره الطبيب الفرنسي أنتوني كلير، منوهًا إلى أن الحياة المعاصرة في الدول المتقدمة أفقدت الرجال خصائصهم الجسدية والنفسية والأخلاقية أيضًا، وأن الرجل البسيط في الغابة أو الصحراء هو أكثر رجولة من ملوك المال والصناعة والتجار والموظفين الجالسين وراء مكاتبهم .

ويري الكثيرون أن صورة الرجل لتتشابه تماما مع صورة المرأة إلى حد (خطير) فبات نجوم الغرب الذين لا يحملون القيم، هم القدوة والمثل وصناع الموضة والشهرة ويظهرون في صورهم بالأقراط في آذانهم ويعتمرون (الباروكات) ويعلنون وهم في كامل مكياجاتهم عن زواجهم بمثليين .

بعض الباحثين من ثقافات شتى يدقون ناقوس الخطر وينبهون إلى أزمة الرجولة في العالم بسبب زيادة الإختلاط وغياب الفاصل النوعي، حيث أصبحت أكثر المدارس تقوم بالتدريس فيها النساء، وهو ما يرجعه كثير من الباحثين إلى الثورة النسوية في ضوء الحملات المناهضة للتحرش، والمطالبة بمساواة الجنسين في الحقوق والواجبات والدعوة الى (تمكين المرأة) .

إنقلبت الصورة رأسا على عقب، فبعد أن كانت الأنثى تقلد الرجل ملبسا وحلاقة ، فقد تغير الحال واصبح الشاب يقلد الأنثى ويزداد رقة وإنكسار .

هذا هو الأمر الذي إنعكس سلبا على المجتمعات من خلال ضياع دور الرجل في المجتمع وضاعت المسؤولية الأبوية في المنزل .

صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية والباحثة أوليفيا غاوزالي عبروا عن أسفهم و (شفقتهم على هؤلاء الرجال الذين أجبروا على الإعتذار عن كونهم رجالا) أما الفيلسوف الفرنسي فرانسوا أوشي فعلق قائلا : لا يمكن أن نظل غير مبالين بالتغيير ( الأنثروبولوجي) الذي يتم أمام أعيننا في عالم لم يعد يبرز فيه ما يدل على أي فوارق بين الجنسين.

*ظل العالم مؤخرا يركز بشكل طبيعي على تمكين المرأة على جميع المستويات* لكن كيف يتم هذا التمكين بحيث لا تؤثر هذه (الثورة الأنثوية) على الجنس الآخر ؟ .

طرحت الكاتبة الفرنسية لاتيتا بونار في كتابها (هل عفا الزمن على الرجال؟) ، والذي حوى تشخصا واقعيًا يؤكد فيه تراجع ترتيب الرجال مستعينة بالعديد من الدراسات. فالمرأة إستفادت كثيرا من التكنولوجيا في سد حاجتها عن الرجل بفضل التخصيب الصناعي وغيرها من الأمور في الوقت الذي لم تعد فيه القوة البدنية للرجال ذات فائدة إجتماعية .

*تتهكم الكاتبة الفرنسية وتقول:* (أعتقد أننا نطلب المستحيل من الرجال حيث نطلب منهم أن يكونوا أقوياء وضعفاء في نفس الوقت، وقساة ومتفهمين وشديدين في الخارج، ولطفاء ورومانسيين بالمنزل لذلك أصبح الكثير من الرجال يميلون إلى الفرار من الواقع تاركين مسؤولية إدارة العالم للنساء فيزاد الطلاق.

وزاد كذلك العزوف عن الزواج، وكثر العزاب من الرجال والنساء وبأيدينا خربنا (فطرة الله في خلقة) بأفكار شاذة، وقوانين مشجعه على ذلك، وفقد الرجل (دوره)، وأصبح يتعامل بالمثل فخرج لنا افكارًا مثلية ليتزوج الرجل من رجل للحصول على (بديل إنتقامي) من المرأة .

*قديمًا كان العرب يرسلون أبناءهم إلى البادية ليتعلموا الشجاعة، والفصاحة، والفروسية، وقوة التحمل ، ويؤكدون إلتزامهم بالأخلاق والعادات والتقاليد، وتكون أجسادهم صحية في جو نقي بعيدًا عن المدن وملوثاتها وضجيجها وثقافتها.*

الآن نسأل كيف أن الكثير من الأبناء كانوا يذهبون سابقا مع آبائهم إلى الحقول، وأماكن الكد، وتعلم حياة وتراث أهلهم وأجدادهم، ولكن بسبب القوانين الجديدة والإشتراطات الكثيرة التي تسببت في نفور الشباب، وبعدهم عن ممارسة هوايات وأعمال أجدادهم حدث نوع من العزوف والإنكفاء على الذات ليصبحوا فريسةً سهلةً للأفكار الخارجية الهدامة >

حينما تشاهد بعض الشباب في المولات والكافيهات والمطاعم والصالات وتري تسابقهم على الصالونات وعيادات التجميل فلا تسأل كيف تقلصت الرجولة وأصبحت صورة من الماضي .

أصبحت الشجاعة والمروءة والشدة في البأس للقراءة والإطلاع فقط ومجرد صور مرسومة في طيّات الكتب المدرسية أو قد تشاهدها في أفلام تاريخية . ترى هل إنقضى زمن ( الشوارب والخشونة والعين الحمراء) والتي ظلت عناوين للرجوله ؟

*لا تعجب فنحن أيضا دون أن نشعر نكرس لهذه المفاهيم في ظل الحرية المطلقة وعدم الرقابة فندعم ثم نتباكى .

المصدر: موقع إضاءات الإخباري