في مثل هذا اليوم قبل نصف قرن، غاب قائد حركة التحرر العربية جمال عبد الناصر عن عمر بالكاد تجاوز الخمسين...
يوم أول من امس رحل أحد أكثر رجال "الدين" كذبا وانتهازية وعنصرية وتعصبا وإجراما وخدمة للأمبريالية، "شيخ" القتل والارهاب، يوسف القرضاوي عن عمر أمده الله حتى يستطيع الشيطان إيصال أكبر كمية ممكنة من التكفير الذي طال اول من طال، المسلمين من المذاهب الوسطية التي تطبل قناة الجزيرة باسمهم لهذا الشيخ الضال...
قد تبدو هذه الجمل من خارج سياق العنوان...
الحمدلله على كل شيء بما في ذلك المصائب التي لا تنفك تخنق هذه الأمة...
الحمدلله على الصبر الذي أودعه الله في قلوب المؤمنين حتى يتحملوا كل تلك الآثام التي جلبها علينا من نرجو من الله اللعنة عليهم دنيا.. وآخرة... وأول هؤلاء في استحقاق اللعنات، ذلك "الشيخ" الضال...
كي ننتهي فعلاً من زمن الهزائم، علينا أن نكون فعلاً من أهل زمن الانتصارات...
لو نزل أي صحفي إلى الشارع وطرح بضعة أسئلة عن تاريخ هذه الأمة سوف نصاب بالصدمة...
نحن أمة لا تقرأ... وإذا قرأت... المسلسلات التركية تكون افضل...
"خلي عينك عأكل الهوا"، خاصة حين يصبح سلاح التحرير مادة في برامج المثلية والإدعاء الفني والثقافي...
وزير الثقافة يريد من شعب لبنان أن يعرف تاريخه عبر الدخول المجاني إلى المعالم التاريخية...
في مدينة صور، إحدى أهم مدن التاريخ، ليس الدخول هو المهم...
المهم، أن يستطيع الداخل أن يعرف إلى ماذا ينظر!!...
أحجار بين الأعشاب والشجيرات التي تنمو بحرية تضاهي "جمال الحريات" في لبنان...
أحجار وهياكل وأعمدة تذكر المرء بقلعة بعلبك وتحمل تاريخاً, على الشخص الداخل لرؤيتها أن "يبصر" ما هو هذا التاريخ، وإذا كان فعلاً من أيام الاسكندر أم روما أم العرب، أم "ضرّاب" الطبل...
في كل زاوية هناك لوحة!! تشرح هذا التاريخ... تماما كما في ارقى المتاحف والمعالم الأثرية!!!...
قلعة تبنين... قلعة الشقيف...
اهتمام يثير الدهشة!!!...
لا المسؤولون يعبأون، ولا البلديات، ولا حتى الأهالي بطبيعة الحال...
الطبيعة أرحم... الطبيعة تغطي كل شيء بانتظار جيل يهتم، أو مسؤول يعي أن تاريخ هذه الأرض أهم من جولاته الدونكيشوتية وخدمته لعصابة تحكم...
خارطة تاريخ لبنان تحكي بالأرقام...
من بين الملايين من سكان العاصمة والضواحي، خرج حوالي مئة لبناني!!! لزيارة متحف بيروت!!!... إنه البؤس الثقافي في عالم البؤس السياسي والجماهيري...
لا طعم، ولا لون، ولا رائحة...
هذه هي الصفات التي تريدها الدولة العميقة في لبنان لرئيس الجمهورية المقبل...
ربما، رئيس من أمثال نواب الصدفة الذين أوصلتهم إلى البرلمان بضعة اصوات لا تصل إلى المئة بفضل كذبة أطلق عليها اسم قانون انتخابي نسبي...
صارت سينثيا زرازير نائب عن "الأمة"!!!...
وصار الداعية مارك ضو ممثلاً عن أهل الثغور في هذا البلد، رغماً عنهم...
أما الدعي ابن الدعي، فلا داعي للحديث... لأنهم كثر و"لهم ثقل شعبي"...
الثقل "الشعبي"، هو ما يطالب به جبران باسيل في شخصية مرشح رئاسة الجمهورية...
كلمات متقاطعة بين الدجل السياسي و"الحرتقة" في الألفاظ...
هل يقصد سعادة النائب "الشعبي" جداً، جبران باسيل الشعب ام الطائفة...
إذا كان يقصد بكلمة الثقل الشعبي، الطائفة المسيحية فقط، فهو يعرف جيدا أن لا هو ولا سمير جعجع يدخلان في موسوعة الشعب اللبناني، اللهم إلا إذا كان يقصد بذلك نيل أكبر كمية من الشتائم من شعب لبنان "العظيم"...
فقط للتذكير، لقد كان ميشال عون يوم كان لا يزال يتمتع بشيء من الشعبية لا يعرفه لا باسيل ولا جعجع ولا حتى البطرك؛ كان ميشال عون هو أول من طرح أن تكون الانتخابات الرئاسية مباشرة من الشعب وليس من برلمان يحوي مساومات سياسية ومالية ونواب صدفة ونواب رذالة تاريخية...
ليت جبران باسيل يسمع صوت الناس، صوت كل الناس، وليس فقط اصوات جماعته فيرحل هو، وسمير جعجع، وبقية أمراء الطوائف الذين فرضوا أنفسهم على البلد بفضل من لم يقم بالترشح من الأوادم، وبفضل من لم يذهب إلى التصويت من الأوادم أيضاً...
إذا كان جبران باسيل زار المفتي للحصول على بركة السنة، فلا حضرته ولا سمير جعجع ولا الكثيرون من الادعياء، مسيحيين كانوا، أم سنة ام شيعة... يستحقون البركة... أساسا، هل هناك من بركة عند دور الإفتاء ومجالس الطوائف، كلها، بلا استثناء...؟
من آخر مسرحيات هؤلاء الأدعياء، جلسة التصويت على موازنة وضعت مرة أخرى وكما دائما، ضرائب غير مباشرة تطال "شرًينو" النائم على رصيف الموت من الجوع والعطش، كما تطال جبران باسيل وقيصر معراب، ورجل الخير نجيب ميقاتي، وفؤاد السنيورة وسعد الحريري ووليد جنبلاط ونبيه بري وغيرهم ممن "منّ" عليهم الله بالمال والصحة ولم "يحيجهم"، لا إلى سؤال العبد، ولا حتى إلى سؤال الله نفسه بعدما وصلوه من سلطان...
جماعة معهم كارت بلانش بدوام الحال والاحوال طالما أن الشعب بخير...
الشعب بخير طالما هم بخير...
يخرج على الشاشة رئيس لجنة الاقتصاد ميشال الضاهر يقص علينا خزعبلات عن أن الدولار الجمركي والضريبة الجمركية سوف تنال من التجار الذين لا تتوقف أرباحهم عن الانتفاخ...
ينسى حضرته وحضرات النواب الآخرين جميعهم دون استثناء، بما في ذلك نواب المصائب الشعبية، أن المطلوب في هذه الحالة تغيير قانون الضرائب وجعله تصاعديا وفرض ما يجب من ضرائب على من يجب أن يدفع وليس على كل شعب لبنان النائم تارة، والمطبل تارة أخرى لأحزاب تدعي الوقوف إلى جانب الفقراء ثم تسن قوانين لصالح الاحتكارات والتجار...
التجار الذين يريد ميشال الضاهر أن يطالهم، هم أؤلئك الذين استفادوا من دولار صيرفة لكي يكدسوا البضائع بانتظار أن يقوم أمثال النائب الضاهر بوضع دولار جمركي ودولار ضريبي... لكن على من؟
على كل الشعب اللبناني بالتساوي...
قمة المساواة...
صار "شرينو"... متساويا في الحقوق والواجبات أمام القانون... مع نجيب ميقاتي..
مقابل كل قرش سوف يدفعه "شرينو"، سوف يقوم ميشال الضاهر ونجيب ميقاتي والعصابة بدفع قرش من كل واحد منهم... مع فرق بسيط...
شرينو بالكاد يملك القرش... بينما أسماك القرش المذكورة اسماءهم أعلاه، يملكون ليس كل المال في البلد، بل يملكون البلد بكل ماله وناسه...
شكراً دكتور علي على مضاعفة الرواتب!!؟؟!!... وكل ترقيع، وكل شعبوية... وانت بخير...
حليم خاتون
