عصر والتشفي والتبخيس\ د. عادل سماره
مقالات
عصر والتشفي والتبخيس\ د. عادل سماره
1 تشرين الأول 2022 , 07:34 ص

 عصر والتشفي والتبخيس

د. عادل سماره

تعقيب على مقال الكاتب عمرو صابح (بعض خفايا حرب 1967)

كعادتها أنظمة السيطرة على الكوكب وتقشيطه ونهبه واستغلاله لم ولن توصل كامل الحقيقة عن كل ما قامت به ضد البشرية وما يتم هو انتزاع القليل من بين أنيابها وبالتدريج الزماني؟

في هذا السياق يمكن تجليس مقال الكاتب عمرو صابح وإدراك أهميته ً لأنه يقدم حقائق دامغة هي في رايي المتواضع أهم ما تحتاجه العروبة في هذه المرحلة لمواجهة :

غدرٍ ماضٍ هو التشفي بهزيمة 1967 أكثر مما تشفى العدو،

ومواجهة طعنٍ مستدام وهو تبخيس الجيوش العربية التي شاركت في حروب 1948 وخاصة 1967 وقدمت الشهداء في معارك لم تكن متكافئة لا من حيث السلاح ولا من حيث الحجم.

قد يستغرب البعض مسألة الحجم مع أن مصادر الغرب والكيان تؤكد أن قوات الكيان عام 1948 كانت حتى عددياً أكبر من الجيوش العربية التي شاركت في الدفاع عن فلسطين ناهيك عن تخلف معداتها. أما حرب 1967 فقد غطى كل هذه الأمور المقال الموجز للكاتب عمرو صابح.

تكمن أهمية هذا المقال وتركيزنا عليه في وجوب تجليس عقل عربٍ توزعوا بين جاهل، وخائن ، ومتخلف ومتشفي ومُبخِّس للجيوش العربية وللأنظمة العربية التي شاركت في الصراع وهذا مثابة مدح للأنظمة التي شاركت مع الكيان دون إعلان.

لم تكن الأنظمة قومية الاتجاه مطلقة الإيجابيات، بل مليئة بالمشاكل والتقصيرات، ولكن يُحسب لها أنها قررت القتال ورفضت الاعتراف ودفعت اثمان ذلك بل وتم استنزافها لتثبيت قومية المعركة وهذا أخذها باتجاهات غير ديمقراطية ربما رغما عنها. لقد اقتنعت تلكم الأنظمة أنها افضل ممن ثارت أو انقلبت عليهم لأن الأنظمة السابقة على أنظمة التوجه القومي كانت أنظمة خلقها الاستعمار الذي خلق الكيان أي أن هناك حبل سُرِّي بين وجوده وبقائها وبقاء الكيان، وها هو الزمن الجاري يؤكد ذلك بالتطبيع الذي وصل "ناتو عربي". أما التغني من البعض بأنها كانت أنظمة "لبرالية" فإن تفكير هؤلاء إن كانوا يعتقدون ذلك هو محزن، فالتابع ليس ديمقراطي لأنه لا وطني. وها هو الزمن الحالي يبين أن بقايا هذه الأنظمة ومتساقطي الأنظمة قومية التوجه أصبحوا "ناتو عربي" فهل هذه لبرالية!

في التحليل السياسي ليست "لو" بالمعيار العلمي. ولكن، لو لم يكن هناك كياناً، هل كانت هذه الأنظمة ستنفق على الدفاع على حساب التنمية! قد يقول البعض ممكن أن تأخذ السيولة أو الفائض المالي للفساد. ونقول نعم ممكن. ولكن ليعلم من يعتقدون كذلك أنه حتى الفساد مستويين، منهجين، مدرستين:

الفساد الذي يدفع الفوائض للخارج في حسابات للحكام في أكبر مغسلة أموال في التاريخ مصارف سويسرا "الديمقراطية والمسالمة جدا" كما هو حال الخليج والملوك بينما لم يوجد في حساب عبد الناصر سوى بضعة جنيهات تجدها لدى عامل تراحيل، كما أن كل القصور التي كان يُقال هي لصدام لو يوجد حجر واحد بإسمه.

والفساد الاستثماري، كما في كوريا الجنوبية حيث يقوم الفاسدون بتوظيف الأموال المغتصبة في الاقتصاد المحلي وبالتالي تساهم في التطور رغم أنه راسمالي,

لو قام باحث بتجميع وتحليل فلتان تبخيس الجيوش العربية لاحتاج لمخزن بمساحة دولة عربية! وهذا التبخيس لم يكن ابداً نقداً بل تشويها ليس لدور الجندي وحسب بل لتقويض اي تفكير في نهوض عروبي وهنا الخطورة. فلماذا يتم كل هذا ؟ أليس هذا ضمن مشروع يهدف اجتثاث جذور أي مشترك عربي عروبي لصالح شطف أنظمة ترتبط بالكيان والغرب!

أي من حيث التقصير ووجود حتى عملاء في أنظمة الجمهوريات حينها والتي تستحق تسميتها انظمة م.ق.ا.و.م.ة فهذا حق وواجب. ولكن تبخيس دورها ودور الجندي هو خيانة مقصودة وموصوفة وضد العروبة بهدف في غالب الأحيان.

لم ينتبه كثيرون إلى أن الملك فيصل في السعودية والذي يمدحونه بأنه قال "سوف يصلي في القدس" هو الذي طلب من الرئيس الأمريكي جونسون تدمير مصر الناصرية. وعليه، لو لم يُقتل من أحد ابناء أخيه لكان بوسعه وكان سيفعل ويُصدر بها فتوى من شيخ الأزهر أو شيخ في الأزهر بعد التطبيع الذي قام به النظام المصري وبعد أوسلو ووادي عربه وتطبيع المغرب والإمارات وقطر ...الخ. أي سيأتي من تحت رايةالكيان للصلاة في القدس ويقول أداء الصلاة ليس بشرط استعادة الأقصى.

دوائر سي.آي .إيه أُخبرت ان مصر ستقاتل الكيان ووضعت هذه الدوائر تقديرا مسبقا أن هذه الحرب سوف تستغرق ستة ايام. عجيب هذا التنبؤ؟ أم ليس عجيباً. ما يقدم التفسير له هو ما ورد في مقال عمرو صابح بأن القوى القتالية الرئيسية في حرب 1967 كانت من الغرب! تماماً مثل عدوان 1956 ضد مصر. ومع ذلك لم يتوقف كثير من المثقفين والإعلاميين عن مديح الأنظمة التي لم تشارك في اي دفاع او مشروع تحرير بل كانت مجرد مخبرين للغرب والكيان. وما نُشر مؤخرا عن ملك المغرب الحسن الثاني سابقا ً، وخاصة من فرنسا، بأنه كان يوفر غرفة للموساد للاستماع لمؤتمرالقمة العربي فيما يخص فلسطين المحتلة. لاحظوا الخنوع فلم يركنوا لتقارير "جلالته" بل اذلوه بوجوب حضورهم! هنا يجب النقد للأنظمة قومية الاتجاه لأنها كانت عاجزة عن حسم الفهم لحقيقة أنظمة التبعية . والتي كما يبدو كانت مجرد مخبرين أولا بأول للعدو.

يذكر كل من الإقتصاديين جوناثان نيتسان وشيمشون بيخلر في كتابهما

. The Global Political Economy of Israel by Johnathan and Shimshon Bichler

أن الملك حسين/الأردن كان يتقاضى راتبا من سي.آي.إيه ما بين 1957-1977 كان أخبر امريكا أن مصر تجهز لقتال الكيان، اي حرب 1973، وبأن هذا ايضا وصل أمريكا من خلال دوائر محيطة بأنور السادات. ومن يدري، فربما كان يقصد السادات تسهيل هذه التسريبات كي يخصي فعالية الجيشين المصري والسوري. هنا يحتاج المرء لقراءة تطورات الحرب وتجاهل السادات لثغرة الدفرسوار حتى تستعصي ، وهي بالمناسبة من أكاذيبها تصوير شارون كعبقري عسكري! أما لماذا أُوقف راتب الملك حسين، فربما أوعزت امريكا لأنظمة النفط بأن تضيفه على مصاريفها! ألم تدفع تريليونات لتدمير سوريا!

لم ينتبه أحد إلى الكتابات الغزيرة التي شوهت دور عبد الناصر وقزمته. مثلا كتاب (الأردن في حرب 1967/بالإنجليزية) السيد سمير مطاوع/ وزير إعلام الأردن سابقا حيث نسب للملك حسين دور البطولة في حرب 1967. هذا مع أننا شاهدنا وتحدثنا مع الإخوة من الجيش الأردني الذين بدؤوا بالانسحاب من قرى الحدود شرقاً كقريتنا عصر يوم 5 حزيران وكنا نسألهم فيقولون "عالقدس". طبعاً لا يمكن للجندي أن يرفض الانسحاب لأنه سيُقتل مرتين، ومع ذلك دمر الكيان دبابات الجيش المنسحب، وبعضها لا يزال على جوانب الطريق من القدس إلى عمان!

لم ينتبه أحد، وهذا أهم ما جاء في مقال الكاتب عمرو صابح بأن حرب 1967 كانت بقيادة وتنفيذ ومشاركة قيادية من المركز الراسمالي الغربي وكان الكيان جزءاً منها لا أكثر، وهذا مثال على كل الحروب من بداية جلب المستوطنين لفلسطين حتى اللحظة.

ونحن لا نقدم هنا خطابا لغوياً ولا حماسياً. فمراجع صابح واضحة ولدينا ما يلي من مصادر الكيان نفسه، وما زالت انظمة الوطن العربي تسمي الغرب حليفا وصديقا.

مقاتلون مرتزقة من المركز الراسمالي...لماذا؟

(مقطع من كتابي: الاقتصاد السايسي للصهيونية:المعجزة والوظيفية 2008 ص ص 106-109)

" لم ينحصر دور الغرب الراسمالي في إقامة الكيان الصهيوني على دور الأنظمة الحاكمة، بل امتد ليشمل متطوعين من مختلف بلدان المركز سواء التقليدي أو المستوطنات البيضاء. وإذا كان الكيان، هو تجميع ليهود مستجلبين من مختلف الأصقاع، فإن هذا يثير سؤالاً، فما بال غير اليهود كي يأتوا حتى كمتطوعين محاربين؟ ما هي العوامل التي تجلب كندياً أم أميركياً أو استرالياً لقتال الشعب الفلسطيني وطرده من وطنه؟ قد تجلب البعض عوامل مالية معيشية بحثاً عن امتيازات فيستوطن. ولكن، ان يقرر الذهاب من أجل مهمة قتالية عدوانية، فهذا مختلف.

قد يُعتقد أن للعامل الديني دوره في هذا المستوى، ونحن نتحدث عن الفترة حتى عام 1948. لكن هؤلاء المتطوعين جميعاً، أو غالبيتهم، ليسوا يهوداًُ. وهذا يفتح على الدور التربوي والثقافي والإعلامي لماكنات الإعلام الراسمالي الغربي التي هيأت لهؤلاء أنهم إنما يدافعون عن قبر المسيح والمقدسات المسيحية التي "يحتلها المسلمون"، وهذا يجعل هؤلاء الجهلة حاملين لِ "جميلٍ" يُسديه إليهم ال.ص.ه.ا.ي.ن.ة بأنهم إنما "يحررون" المسيحية من الإحتلال العربي الإسلامي، في حين هم يغتصبون "أصلها الشرقي". وبهذا تكون المسيحية السياسية الراسمالية الغربية قد اغتصبت المسيحية الأصلية-الشرقية، وكتبت تاريخاً غير التاريخ.

لم يكن بوسع البرجوازيات في تلكم البلدان ان تزعم بأن "الوطن" في خطر من احتلال عربي أو إسلامي لاستخدام القومية كسلاح بيد البرجوازية أو لحماية السوق القومي. لذا، كان لا بد من استعمال العامل الغيبي ومن ثم جهل الغوغاء لتجنيدهم بل لتطوعهم لصالح الكيان الذي طالما خططت هذه الأنظمة لإقامته في فلسطين.

خلال التحضير النهائي لاغتصاب فلسطين 1945-1948 قام اميركيون وكنديون بتهريب 60 ألفاً من المستوطنين اليهود بالسفن التي من بينها عشرة سفن أميركية كان ذلك بعد زيارة قام بها بن غوريون لأميركا. فهل كل هذا بسبب الزيارة، أم أن الزيارة هي مجرد اللمسات الأخيرة لخطة جرى العمل عليها بعناية ومطولاً.

أطلقت ال.ص.ه.ي.و.ي.ن.ة على هؤلاء المتطوعين: " تسمية "ماخال- أي متطوعون من خارج "اسرائيل" وهم غير اليهود الذين "لبوا النداء" من أجل العمل في القوات المسلحة الفعلية "لإسرائيل". ولكن، هل يمكن لأحد أن يتطوع في مكان لم يعد دولة بعد؟ ومن أجل القتال، لولا وجود دُعاة ورُعاة لذلك منذ زمن طويل! اقصد دعاة ص.ه.ا,ي.ن.ة ورعاة رسميين من الأنظمة الحاكمة في الغرب الراسمالي.

واللافت أن هؤلاء "المتطوعون هم كفاءات عسكرية مدربة ومُجربة معاً.

" كان هناك 1000 من الأميركيين والكنديين في مختلف فروع القوات المسلحة الإسرائيلية، إلى جانب 3500 متطوعين من 29 دولة ما وراء البحار. وقرابة نصف الأميركيين والكندينن خدموا في سلاح الجو" . وبالطبع من أين بسلاح جو للفلسطينيين

"معظم المتطوعين الغريين ومتكلمي الإنجليزية – "أو انجلو ساكزم" كما نحتنا نحن الإسرائيليين هذه التسمية- حاربوا في الحرب العالمية الثانية، وكانوا تواقين لوضع خبراتهم القتالية قيد العمل للمساعدة في الدفاع عن الدولة اليهودية. وقد شكَّل هؤلاء المتطوعون قلب قوة سلاح الجو الجديد حيث وفروا مقاتلين طيارين للقتال الجوي لأول أفواج الأجنحة المقاتلة".

"وإضافة إلى ذلك، فإن الطيارين من أميركا الشمالية، الطيارين والفرق الأرضية هم الذين خلقوا قوة الشحن الجوية التي نقلت ميسسرشميت واسلحة من مطار قرب براغ إلى قاعدة تل نوف في "إسرائيل". ورغم ان هذا أغاظ بعض الرتب في القوات الجوية "الإسرائيلية" آنذاك، فإن اللغة التي كانت متداولة في القوات الجوية "الإسرائيلية" هي بالضرورة، الإنجليزية!"

" لا بد من الذكر بأنه بين 1947 و 1948 كان هناك 3600 متطوع من خارج البلاد تدفقوا إلى البلاد وقاتلوا إلى جانب أفضل "الإسرائيليين"، أولاً مع البلماخ والهجناة، وبعد إعلان الدولة عام 1948 في جيش الدفاع "الإسرائيلي".

هل تجيز لنا هذه المعطيات ان نسمي الكيان قاعدة مشتركة لكافة بلدان المركز الراسمالي، وليس لدول المركز الأساسية وحدها؟

" ما زال العدد الدقيق من كل بلد على حدة موضع خلاف، ولعل التقدير الأفضل انه كان هناك حوالي 1,000 من الولايات المتحدة، مع 250 آخرين من كندا، و 800 متطوع من جنوب إفريقيا، و 600 من بريطانيا، و 250 من شمال إفريقيا، و 250 من أميركا اللاتينية، وهناك آخرين من بلجيكا وفرنسا. وكان هناك أيضاً عدداً متفرقاً من استراليا، والكنجو البلجيكية، وروديسيا، وفنلندا، وروسيا. وقد قالوا جميعاً انهم يهوداً وغير يهود، رجالاً ونساءً أتوا من 37 دولة مختلفة لدعم الدولة اليهودية الجديدة في أقصى ساعات حاجتها لهم"

ما الذي يمكن أن يُقال هنا إذا اعتبر العرب والفلسطينيون أن هذه كانت حرباً عالمية ضدهم؟ وهل سيُتهمون بالإرهاب؟ قد يكون الدرس المستفاد من هذا ان اصطفافاً رسميا عالمياً كان وراء هذا الكيان وهو خالقه، فلماذا لا يندهش الصهاينة!.

" والحقيقة أن أول آمري سلاح البحرية، واول فنيي الرادار، وأول طبجيي المدفعية الثقيلة، وأول قادة الدبابات، واول قادة القوات البرية وأول طيارين مقاتلين وقاذفين، وأول جراحي العيون المصابة والإصابات الأخرى كانوا متطوعي الماخال. إن المتطوعين هم الذين قادوا سفن "القادمين رقم ب" التي جلبت 31,000 من الناجين من المحرقة، إلى فلسطين الإنتدابية، على مرأى من المحتل البريطاني . وهذا نصف المهاجرين غير الشرعيين الذين أتوا ضمن "موجة الهجرة ب". كيف يستقيم حصول ذلك رغم أنف البريطانيين مع مزاعم الصهيونية أن بريطانيا كانت تمنع، ولا تقنن، دخول الصهاينة إلى فلسطين؟

هل يمكن أن يتصور أحداً كم في هذا من كذب ونفاق؟ قد تكون هذه المبالغة في الممانعة البريطانية ذات دلالة لو لم توجد الوثائق البريطانية التي توثق كيفية إقامة هذا الكيان. لعل ما حاول ال.ص.ه.ا.ي.ن.ة استغلاله والتلاعب به هو قيام بريطانيا في بعض الأحيان بتقنين دخول المستوطنين لتجنب إحراج عملائهم العرب.

" وهذه تعتبر الحرب الأعلى كلفة بالنسبة "لإسرائيل" كما ان الضريبة فيها كانت عالية على المتطوعين حيث ان 119 متطوعاً قتلوا في الإشتباكات. كما كانت الإصابات بشكل خاص عالية بين المتطوعين، حيث فقد 33 طياراً ارواحهم خلال الحرب وكان ثلثيهم من المتطوعين. إضافة إلى هذا، فإن ثلاثة متطوعين من القوات الأرضية قُتلوا في الإشتباكات،. وبعد أن خدموا إسرائيل في وقت حاجتها لهم، فإن معظم المتطوعين عادوا إلى بلادهم الأم، إلا أن حوالي 500 منهم بقوا أو عادوا بعد وقت قصير من مغادرتهم ليجعلوا من "إسرائيل" موطنهم، والآن فإن أولادهم وأحفادهم يخدمون في جيش الدفاع... وكان من بين الموتى والمفقودين في القتال بعد انتهاء حرب الإستقلال في آذار 1949 40 مفقوداً من الأميركيين والكنديين. ([1] Source: Article submitted courtesy of Dr. Fenton. See also Machal-Volunteers in Israel's War of Independence )

ترى، من هي الأكثر كلفة، هذه الحرب أم هزيمة عام 2006، أم الهزائم المقبلة؟ لنترك هذا كي تجيب عليه الأنظمة العربية التي وقفت مع الكيان في عدوان 2006، بل نتركه للتاريخ. تفيد هذه المعلومات بأن الذين قاتلوا في الصفوف الأولى وفي المواقع الحساسة، وأصحاب الدور القيادي والمؤثر في حرب 1948 هم من مرتزقة النظام الراسمالي العالمي. فحتى معظم القتلى كان من هؤلاء مما يدل على أنهم كانوا في الصفوف الأولى. وهذا يكشف كم كانت وما تزال علاقة الكيان ا.ل.ص.ه.ي.و.ن.ي بالنظام العالمي! ربما يعيد هذا إلى الأذهان ما قاله نابليون لهم، "لن تضطروا للدفاع عن هذه الأرض!"(راجع موقع ال،ص.ه.ي.و.ن.ي.ة في الإمبريالية والنظام العالمي من نفس كتابي المذكور أعلاه).

إفتخار من لا نضال له:

نعم، انا كمواطن عادي تماماً أرفض تبخيس اية م.ق.ا.و.م.ة فلسطينة أو لبنانية.وحين أنقدهما بحامض الكبريتيك للحرص وليس للقدح. لكن ما يدفعني للغثيان هم/ن الذين بانبهارهم بنضال هؤلاءالفلسطينيين واولئك اللبنانيين يعضون الجيوش العربية ويتفاخرون بتقزيمها وشتمها وكأنهم/ن يقودون الفيالق للنضال!! وهم ، وأرجو المعذرة، بالعامية مجرد هَمَلْ بلا تاريخ ولا مساهمات بل ثرثرة معظمها مأجور أو تكفير عن عجز مقصود.

هنا لا بد من الانتباه بأن هؤلاء الشتامين والشامتين والمبخسين هم تحت تأثير ثلاثة أقطاب خطيرة: القطب الغربي بما فيه الكيان، وقوى الدين السياسي الضدية للعروبة، وتيارات الطائفيين التي هي ضد العروبة كالطرفين الاخرين. إن قوى الدين السياسي والطائفيين هي قوى متخارجة تماماً وخطيرة بالمطلق.

تبقى القضية المركزية بعد كل الحقائق أعلاه وهي أن هدف الثلاثي من الثورة المضادة اي الغرب، والكيان والتوابع العرب، هو إنكار أن الصراع ليس فقط مع الكيان بل مع كامل الثورة المضادة بهدف اجتثاث العروبة . لم يعد من ضرورة لإثبات هذا إذا ما ذكَّرنا الجميع بأن:

تدمير العراق 1991 واحتلاله 2003 شاركت فيه كل الثورة المضادة.

تدمير ليبيا 2011 واحتلالها شاركت فيه أنظمة الثورة المضادة وخاصة العربية وقوى الدين السياسي.

التدمير المتواصل لسوريا منذ 2011 وحتى اليوم وشاركت فيه كامل الثورة المضادة

تدمير اليمن وشاركت فيه كامل الثورة المضادة.

وعليه، فإن التشفي وتصعيده إلى التبخيس هو اصطفاف في خدمة كافة الأعداء.

...

المصدر: موقع إضاءات الإخباري