قال علماء إن اختبارا جديدا يمكنه اكتشاف سرطان عنق الرحم قبل سنوات من حدوثه، قد يحدث نقلة نوعية في فحص أربعة أنواع من السرطان.
اختبار للكشف المبكر عن السرطان
حيث يمكن أن يتم بهذا الاختبار التقاط علامات الحمض النووي لأنواع السرطان الأخرى - ويمكن استخدامه للتنبؤ بسرطان الثدي والرحم وعنق الرحم والمبيض في غضون سنوات - كل ذلك من المسحة نفسها. ولديه القدرة على إنقاذ آلاف النساء من الخضوع لعلاجات مرهقة للسرطان والخزعات المؤلمة عن طريق تحديد الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان قبل تطوره.
كما أنه يشير إلى نهاية التصوير الشعاعي للثدي الذي يستخدم تقليديا لفحص النساء فوق سن الخمسين.
اختبار مثيلة الحمض النووي
ويبحث الاختبار الجديد في مثيلة الحمض النووي - وهي طبقة إضافية فوق الحمض النووي تخبر الخلايا بوظيفتها المحددة.
ومن خلال دراسة هذا باستخدام مسحات عنق الرحم، وجد العلماء أنه يمكن رصد التغييرات التي تطرأ على الخلايا قبل أن تصبح سرطانية.
فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)
وفي ظل الفحص الحالي، يتم اختبار النساء بحثا عن فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) - وهو الفيروس المسؤول عن 99% من حالات سرطان عنق الرحم.
وتُفحص عينات النساء اللواتي ثبتت إصابتهن تحت المجهر بحثا عن تغيرات الخلايا التي يمكن أن تصبح سرطانية.
تجربة اختبار عينة فحص عنق الرحم
ونظر الباحثون في 1254 عينة فحص عنق الرحم من النساء اللواتي يعانين من تغيرات في الخلايا تتراوح من مخاطر أقل إلى عالية، ونساء مصابات بفيروس الورم الحليمي البشري مع عدم تغير خلايا عنق الرحم، وعينات من النساء دون أي تغييرات في خلايا عنق الرحم اللائي واصلن تطوير تغييرات الخلايا العالية الخطورة في غضون أربع سنوات.
وبالنسبة للنساء اللواتي ليس لديهن تغييرات في الخلايا، ولكن لديهن فيروس الورم الحليمي البشري، اكتشف أن 55% منهن سيكون لديهن تغيرات في الخلايا في السنوات الأربع المقبلة.
كما كان أداء الاختبار أفضل من الطرق المتاحة حاليا للكشف عمن يعانين من تغيرات خلايا متقدمة ويحتجن إلى العلاج، وفقا للنتائج المنشورة في مجلة Genome Medicine.
ويعتقد العلماء أنه من خلال النظر عن كثب في مثيلة الحمض النووي، يمكنهم اكتشاف السرطان وربما توقع خطر إصابة شخص ما بالسرطان في المستقبل.
التنبؤ بأربع أنواع من السرطان باختبار واحد
كما أنهم واثقون من أن الخلايا المأخوذة أثناء فحص عنق الرحم لديها القدرة على الإبلاغ عن سرطان الثدي والمبيض والرحم في المستقبل، فيما وصفوه بـ "التأثير البديل".
وقالت الدكتورة كيارا هيرزوغ، من جامعة إنسبروك بالنمسا، إن الاختبارات الأخرى تعمل عن طريق التقاط الخلايا الناتجة عن السرطان، ما يعني أن السرطان يجب أن يكون موجودا. ولكن من خلال دراسة مثيلة الحمض النووي للشخص - والتي يمكن أن تتغير بعوامل مثل العمر والتلوث والوزن - يمكن التنبؤ بفرص إصابة شخص ما بالسرطان. الفكرة هي أنه يمكننا استخدام سرطان في عنق الرحم واحد للتنبؤ بأربعة سرطانات".
ويعمل البروفيسور مارتن ويدشفينتر، من قسم سرطان النساء في كلية لندن الجامعية، على هذا البحث منذ عقدين.
التطعيم ضد الفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم
وقال: التطعيم ضد الفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم مطبق الآن على نطاق واسع ويؤدي إلى تغييرات في كمية وأنواع الفيروس المنتشر في المجتمع. في المقابل، يجب أن تتكيف مناهجنا في فحص عنق الرحم حتى تستمر البرامج في تحقيق الفائدة. والأهم من ذلك، أظهر عملنا الآخر كيف أن اختبار نفس عينة عنق الرحم يمكن أن يوفر أيضا معلومات حول خطر إصابة المرأة بثلاثة أنواع من السرطانات الرئيسية الأخرى - سرطان الثدي والمبيض والرحم. إن بناء برامج جديدة وشاملة للفحص التنبئي بالمخاطر حول جمع عينات عنق الرحم الحالية والفعالة يوفر إمكانات حقيقية للوقاية من السرطان في المستقبل".