كتب الاستاذ محمد محسن: انقلاب غير مرأي، يتفاعل في المنطقة، تفرضه الحرب العالمية الثالثة، سيَحدِثُ انتقالات في المواقع..
مقالات
كتب الاستاذ محمد محسن: انقلاب غير مرأي، يتفاعل في المنطقة، تفرضه الحرب العالمية الثالثة، سيَحدِثُ انتقالات في المواقع..
27 تشرين الأول 2022 , 14:10 م

كتب الاستاذ محمد محسن

انقلاب غير مرأي، يتفاعل في المنطقة، تفرضه الحرب العالمية الثالثة، سيَحدِثُ انتقالات في المواقع

تقارب عربي غير مسبوق، مع سورية، سيتبلور في المستقبل القريب، لأن سورية بوابة الانتقال

الصمود السوري، الذي أوقف الزحف الأمريكي، كان توطئة للحرب العالمية، لمواجهة القطب الغربي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليس حلماً، ولا ألوم من يعتقدهُ حلماً، لأن الواقع العربي العدائي، والمعقد جداً في الوقت الراهن، لا يشجع الاعتقاد بما نقول، ولكن ولما كانت سورية هي الممر الاجباري، لخروج ممالك الخليج، (من غيابها التاريخي، بسبب استعبادها المطلق من الغرب).

كان طلاقها من تاريخها السابق، (سميه ما شئت !!!) والانتقال إلى النقيض، والامساك بسيادتها المفقودة، للعب دورها الجديد في المنطقة، يفترض اعلان الندامة التاريخية، عن دورها عبر قرن، خدمة للمصالح الغربية، ضد أشقائها العرب، وكان آخرها سيل من الدماء، (بأم العرب سورية).

هذه المواقف الإيجابية، التصالحية التاريخية المنتظرة، تنبؤنا بها، مواقف وقرارات ممالك الخليج، من (أوبك +)، التي قضت بتخفيض الإنتاج مليوني برميل، بدلاً من زيادتها، ضد الرغبة الأمريكية، وضد حاجة الاتحاد الأوروبي الملحة، للنفط والغاز.

وهذا يعتبر التمرد السعودي الأول، على السيد الأمريكي ـــ الأوروبي، ومؤشر هام جداً، على الرغبة في الانتقال من التبعية المطلقة، إلى الإمساك بقرارها الوطني لأول مرة منذ تأسيسها.

ولكن وبالرغم من أهمية هذا التمرد التاريخي، لا يمكن احتسابه منة على سورية، وبخاصة بعد الذي ارتكبوه ضدها، لأن هذه الممالك سَتْعلمْ، أو أنها عَلِمَتْ أن:

الصمود السوري هو الذي نال من الهيبة الأمريكية، وأفقد الثقة بها، فلولا الصمود السوري، لا عروبة، ولا منطقة عربية، لأن سورية قلب العروبة، سيكون سقوطها إيذان بسقوط كل المنطقة، فهي الدولة الوحيدة التي تمردت على الوصاية الغربية، وبقيت أمينةً، وناصرةً للقضية الفلسطينية، في زمن التهافت العربي للتصالح مع الكيان الغاصب.

لن آبه بما يحلم به العملاء السوريون، ولا المتشائمون، ولا التوابون، ولا حتى المثقفين القشريين، وأضيف:

بأن صمود سورية، هو الذي أسقط المخطط الأمريكي ــ الإسرائيلي، الذي كان يهدف إلى تمكين الفكر الديني الظلامي، من السيطرة على جميع الدول العربية، بعد تمزيقها، وعلى رأسها السعودية ذاتها، ومصر، ويفتح الباب على مصراعيه للحروب المذهبية لقرن قادم.

وتتوج إسرائيل بالحاكم المطلق للمنطقة، ولقرن قادمٍ أيضاً.

كما أن الصمود السوري الأسطوري. هو الذي حرض الوعي الاستراتيجي، للشخص الاستثنائي (بوتن)، الذي أدرك أن سقوط سورية، هو تهيئة لحصار روسيا ذاتها، (كما قالت كاترين الثانية)، مما دفعه للتدخل لمواجهة القطب الأمريكي على الميدان السوري.

من هنا نؤكد أن الصمود السوري:

أسقط الحلم الصهيوني.

وأوقف الزمن الأمريكي.

وهيأ كل المناخات، لإعادة روسيا، إلى موقعها ودورها التاريخيين، كما شكل توطئة لمواجهة القطب الغربي، بدوله الخمسين في أوكرانيا، التي ستشكل فاصلاً بين زمنين.

زمن هيمنة القطب الغربي، واستعباده، لكل شعوب العالم الثالث.

وزمن ازاحة غلالة الخوف التاريخي من الهيبة الأمريكية، وزرع أملٍ، لدى شعوب العالم الثالث، بالحرية.

بذلك يكون الاستخفاف الأمريكي، والشعور بفرط في القوة، ودفع أوروبا للاصطدام مع روسيا، كان خطأً أمريكياً استراتيجياً قاتلاً، لأنها هي من فتحت نار الحرب التي ستكون إيذاناً بأفول قطبها الأوحد، ولأنها دفعت روسيا للتحالف مع الصين عدوها الأول.

كما أنها أوقعت أوروبا بنفس الخطأ، عندما دفعتها للصدام مع روسيا، ضد مصالحها، الاقتصادية، والسياسية، والجغرافية،

فروسيا الأوروبية، هي التي تملك كل ما يمد الاقتصاد الأوروبي بأسباب الحياة والتطور، من غاز، ونفط، ووقود نووي، وغيرها، وسيثبت الشتاء القادم، فداحة هذا الموقف.

وكل من يعتقد أن بوتن سيصرخ أولاً، وأنه لن يربح، هو مجنونٌ، مجنون.

المصدر: موقع إضاءات اللإخباري