وهو صاحب النهج الدكتاتوري الذي جعل من منظمة التحرير الفلسطينية جهاز بيروقراطي قائم على الولاء الشخصي ليضمن بذلك تفرده بالقرار الفلسطيني , في مقال سابق تسالت هل كان تاسيس حركة فتح هو الرد السعودي على تاسيس منظمة التحرير الفلسطينية بدعم من الزعيم الخالد جمال عبد الناصر؟
صحيح ان السعودية لم تعترض على قرار جامعة الدول العربية بتاسيس منظمة التحرير الفلسطينية , ولكن الصحيح ايضا ان السعودية قاطعت المؤتمر التاسيسي لمنظمة التحرير الفلسطينية والذي عقد في القدس في ايار 64 , وبعد ما لا يزيد عن ستة اشهر تاسست حركة فتح من مجموعة من الشباب المقيمين في الخليج وذوي الميول الاخوانية , وكانت السعودية في ذلك الوقت تدعم حركة الاخوان المعارضين لعبد الناصر وذلك في اطار صراعها مع عبد الناصر , وهذا ما يجعلنا ان نضع علامة استفهام كبرى على تاسيس حركة فتح خصوصا وان الحركة كانت الابن المدلل للمال الخليجي , بعد ما لا يزيد عن ثلاثة اعوام وبالتحديد في عام 68 سيطرت حركة فتح على منظمة التحرير الفلسطينية , ومنذ اللحظة الاولى لسيطرة حركة فتح على المنظمة ابتداء مسلسل التنازل والتفريط والتراجع.
ففي عام 68 تم تغيير الميثاق القومي وشمل التغيير حتى الاسم فتحول من ميثاق قومي الى ميثاق وطني في خطوة انعزالية تهدف الى الغاء البعد القومي للقضية الفلسطينية , وفي عام 72 طرح البرنامج المرحلي المعروف ببرنامج النقاط العشر والذي اقر رسميا في عام 74 وجوهر البرنامج المرحلي هو تحويل القضية من قضية تحرير وطن الى قضية دولة على جزء من الوطن , والفرق كبير وكبير جدا بين من يبحث عن تحرير الوطن وبين من يبحث عن دولة ,
قلنا ان اوسلو كانت خيار عرفات الباحث عن الدولة , وقلنا ان عرفات هو صاحب النهج الدكتاتوري , ولم تكن مظاهر الديمقراطية في ما اصطلح على تسميته بديمقراطية غابة البنادق الا حاجة لحظية لاعطاء مظهر ديمقراطي لدكتاتورية عرفات , فالرجل يتحمل المسؤولية الاولى عن ما الت اليه الاوضاع في الساحة الفلسطينية في حياته وبعد مماته ...قلنا اوسلو كانت خيار عرفات الباحث عن تكريس زعامته بكرسي الرئيس فالرجل كان مهوسا بدخول التاريخ كاول رئيس لاول دولة فلسطينية في التاريخ حتى ولو كانت هذه الدولة لا تتعدى الخمسة امتار مربعة ...
دخل عرفات الى مستنقع اوسلو وهو يتوهم انه سيحقق حلمه هذا , ولكن للحق والحقيقة كان هناك حدا للتنازل الذي كان عرفات مستعدا لتقديمه , وهذا الحد يتعلق بالقدس وليس بحدود الدولة , فمع انه ذهب وفق قرار 242 الا انه كان مستعدا للتنازل عن الحدود التى جائت بهذا القرار ولهذا قبل بمبداء تبادل الاراضي , لكنه لم يكن يجروء على التنازل بموضوع القدس , على العكس من خليفته عباس الذي يملك استعداد فطري للتنازل عن اي شيء بما فيها القدس ( وثيقة عباس بيلين والقبول بعاصمة في ابو ديس ) ...في عام 99 وعندما انتهى اتفاق اوسلو المربوط بفترة زمنية مدتها 5 اعوام , واكتشف عرفات انه قد خدع وانه لن يحقق حتى الحد الادنى من احلامه في الرئاسة , ذهب الى خيار الانتفاضة الثانية من هنا كان اتصاله بالجش وعودة قمر الشهداء ابو على مصطفى , لكن عرفات لم يعمل على تغيير طاقم المحيطين به , الامر الذي ادى الى نهايته مسموما بتخطيط من الكيان وتنفيذ من المحيطين به والمجيء بعباس باوامر من الكيان والادارة الامريكية ...وباقي الحكاية لا حاجة لتكراره فالجميغ يعلم اين وصلنا بقيادة بطل التنسيق الامني عباس وزمرة الاربعين حرامي