كتب الأستاذ حليم خاتون: لبنان سنة عشرين، اثنين وسبعين!!
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: لبنان سنة عشرين، اثنين وسبعين!!
2 تشرين الثاني 2022 , 12:08 م

لبنان سنة ٢٠٧٢ سوف يظل موجوداً...

لن يختفي هذا الكيان بالتأكيد...

لكن ماذا سوف يكون شكل هذا الكيان... على اي شاكلة سوف يكون النظام السياسي...؟؟

أسئلة كثيرة يمكن أن تخطر على البال اليوم لن نعرف لها أجوبة...

لماذا سنة ٢٠٧٢؟

ببساطة، سوف يكون حصل أكثر من ويكيليكس... سوف يكون خرج أكثر من جوليان أسانج واحد، وأكثر من سنو واحد...

بالتأكيد سوف تفرج الإدارة الأميركية عن أسرار الدولة الأميركية، كما سوف تفعل الحكومات البريطانية والفرنسية وغيرها...

عندها يمكن القول إن الثلج سوف يذوب ويظهر الخ... الذي يحكم لبنان والعالم العربي والعالم كله بما في ذلك الشعوب الأوروبية التي تخضع هذه الأيام إلى عملية غسل دماغ لم تعرفها منذ الإعلام النازي الذي قام على مبدأ، إكذب، ثم إكذب، ثم إكذب حتى تصبح هذه الكذبة حقيقة...

هذا ما يمكن قوله بعد مشاهدة برنامج "الرئيس" الذي يقدمه الاستاذ سامي كليب على الجديد...

أمس تبارى الاستاذ سامي ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في لعبة القط والفأر...

كلما حاول الاستاذ كليب إيقاع الاستاذ جبران كنا نصل إلى سلة فارغة...

كان الاستاذ سامي كليب قد حضّر جيدا لهذه المقابلة حيث ظهر، ولأول مرة ربما، دون قفازات ودون قناع...

الاستاذ سامي الذي يتسلح دائما بمبدأ الموضوعية في الإعلام، خرج أمس وأكثر من مرة تلميحا، أو تلويحا عن مبدأ الموضوعية تلك...

لا ينكر أحد أن رئيس التيار الوطني الحر مكروه من كل القوى السياسية اللبنانية باستثناء ربما حزب الله وان هذا الأمر على ما بدا، يشارك به الاستاذ سامي أيضاً...

بصراحة، جسم جبران لبيس...

يستطيع سامي كليب، مع حفظ الألقاب، نفي هذا وكذلك تلفزيون الجديد، لكن التحدي قائم في المستقبل حين سوف يقدم الاستاذ سامي رئيس حزب القوات سمير جعجع لنرى إذا ما كان سوف يتم التطرق إلى تاريخ ذلك الرجل من المسلسلات السوداء بما في ذلك مسألة العمالة التي حاول الاستاذ كليب التلميح إليها في اتهام جبران باسيل أو الرئيس عون... أو حتى إذا كان الاستاذ سامي سوف يسأل جعجع عن الاغتيالات التي نفذها في حياته، أو عن المجازر التي قادها على أساس العرق والدين والمذهب وحتى عقيدة التقوقع حينا وعقيدة الطائف حينا آخر...

كل الطبقة السياسية دون استثناء قابلت الضابط الإسرائيلي عاموس هوكشتاين...

لماذا التركيز فقط على جبران...

في هذه المسألة الخيانة تركب الجميع دون استثناء...

لو كان من أحد شريف في هذه الجمهورية، لكان تم ارجع هوكشتاين الى اميركا على نفس الطائرة التي أتى على متنها، وإفهام الأميركيين إن الوسيط الإسرائيلي مرفوض حتى لو حمل جواز سفر أميركي...

لكن على من تقرا مزاميرك يا داوود...

الكل مستعد للمساومة من أجل دولارات كان من الأفضل إشعالها وإشعال المنطقة على أن نرى أنفسنا نفتح بابا لاميركا تنتصر من خلاله على روسيا اليوم، وتنتصر على الصين غداً، وعلى إيران بعد غد، وتستمر في التحكم بهذا العالم بعد الاستفراد بنا جميعا، واحدا تلو الآخر...

نركض جميعا كما القطيع الذي يهرب بالآلاف من وحش مفترس واحد، والكل يريد النجاة بنفسه بدل التكتل والالتفات ومهاجمة ذلك الوحش المفترس...

هل سوف يستضيف الاستاذ كليب ميشال معوض ويسأله عن مدى التبعية لأميركا، ويكشف لنا طرق تمويل هذا المرشح لرئاسة الجمهورية وكيفية صرف تلك الأموال؟

هل سوف يتجرأ الاستاذ سامي التحدث بنفس اللهجة مع اركان المنظومة التي تحكم البلد ويتحدى بالوثائق كل واحد فيهم كما فعل مع جبران باسيل...

هل سوف يستضيف الاستاذ سامي كل المرشحين وكل الرؤساء وكل النواب أو على الأقل، النافذين منهم؟

هل سوف يستضيف الاستاذ سامي القضاة، ويكشف لنا صلات كل واحد فيهم مع هذا الطرف أو ذاك من المنظومة...

هل سوف يستضيف القيادات الأمنية ويظهر مدى هزالتها أمام المنظومة...؟

لا يمكن لأي كان أن يدافع عن جبران باسيل، كما لا يجب على أي كان الدفاع عن أي ركن من أركان السلطة في لبنان والتي على الاستاذ كليب استضافة كل واحد منهم والخروج عن الموضوعية لأن المبدأ القانوني في لبنان يقول عن هؤلاء جميعا، دون استثناء،

إن أي واحد فيهم متهم، حتى تثبت براءته...

إثبات براءة أي من هؤلاء اصعب من إدخال ابليس إلى الجنة...

أما تلفزيون الجديد الذي تناول في الأيام الأخيرة قصة فيلا ميشال عون التي كلفت ستة ملايين من الدولارات؛ هل يستطيع كشف كم كلفت قلعة معراب، أو القصور شبه الرئاسية أو الملكية التي يملكها أركان السلطة الحاكمة في لبنان؟

هل يستطيع رياض قبيسي وهادي الأمين تخطي أن وفيق صفا هدد طارق البيطار وتفنيد خطوات هذا القاضي الذي يرى الكثير من اللبنانيين إنه غير جدير بتحقيق العدالة... وأنه تابع إلى جهات خارجية كما أظهرت بعض الصحف...

أما الإنهيار في لبنان...

نعم هناك نسبة أقل من ١٠٪ من اللبنانيين يعانون من الجوع، ونسبة أقل من ٢٠٪ من اللبنانيين يعانون من عدم التغطية الصحية...

لكن الباقين هم إما جزء من المنظومة أو جزء من غنم المنظومة...

هذا ما أثبتته مظاهرة التيار الأخيرة...

هذا ما تثبته كل يوم جماعات القوات وأمل والمستقبل وكل حزب أو منظمة أو حركة أو حتى جمعية في لبنان...

الكل إما جزء من المنظومة أو جزء من غنم هذه المنظومة...

بانتظار سنة ٢٠٧٢...

حليم خاتون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري