كتب د. نبيل سرور:
مقالات
كتب د. نبيل سرور: "تأملات لبنانية"
2 تشرين الثاني 2022 , 19:40 م


في لبنان ، هذا البلد الصغير الجميل، الذي دمّرناه او كِدنـا، وأضَعنا مستقبل أجياله بخلافاتنا السياسية ..لايزال التجاذب السياسي في ظل الفراغَيْنِ الرئاسي والحكومي، وفي ظل الخطاب الانفعالي وفي الشارع الطائفي والحزبي، يحكم ساحة الصراع، تحت عناوين التخوين والتخوين المضاد، وفي ظل غياب الثقة بين المكونات اللبنانية، وفي اتهامات يطلقها فريق ضد فريق ..

والسؤال المطروح دوماً:

ما هي صورة المستقبل لهذا البلد

واين هي صورة لبنان الجديد السيّد الحُـرّ المستقـِل؟!

وهل يمثل الذين يحكمونه خشبة الإنقاذ؟

وهل يبحث القائمون على شؤون التغيير عن الذين عاثوا في البلد فساداً،ممن كان الناس يحملّـونهم مسؤولية الهدر والفساد، من المعارضةوالموالاة؟!!

..أمْ أنّ الصراخ السياسيَّ والعصبياتِ المستحكمةَ، والارتهانَ للخارج، تحجب صدى الأصوات الباحثة عن الحقيقة،عن المتسببين في خراب البلد، وفي سبب وصوله إلى ما وصل إليه!!؟..

برأيي: إنّ لبنان بحاجة إلى رجالات دولة حقيقيين... الى رؤية وطنية صادقة.. الى عقلٍ يدرس القضايا الكبرى والإشكالات الوطنية التي يختلف عليهااللبنانيون نحن بحاجةأكثرمن أيِّ وقتٍ مضى، إلى حوارٍجِدِّيٍّ وصريح، حول وجهات النظر من دون شروط،والى بَلْوَرَةِ الصورةِ الحقيقيةِ الواضحة، التي ينطلق بها هذا الفريق أو ذاك، في تقديم الحلول للمشاكل التي يتخبط فيها البلد، لاسيما وأن الناس الذين هم أصحابُ المصلحة في الوطن، لا يزالون يتخبطون ضمن توترات واصطفافات وعصبيات،وغبارٍكثيفٍ يمنحُ وضوحَ الرؤية ..

أحِبَّتي؛

إنّ التكاذُبَ والتخادُعَ لن ينقذاوطناً،ولن يصلابالناس الى نتيجةٍ حاسمة.

..هناك خطر حقيقي يحيط بالبلد من خلال التوتر السياسي، وقد يؤدي إلى توتر أمني، وحوادث في الداخل ، واضطرابا في حياة الناس، تضاف الى الانهيار الاقتصادي وقسوة ظروف المعيشةعلى الناس

وهنا أتوجه بنداءٍ إلى كل المسؤولين، كما هي مسؤولية كل الناس: أن لا تقفوا في موقع المعارضة أو الموالاة، لتسجيل النقاط على بعضكم ، في حين أنَّ سفينةَ الوطنِ تغرقُ وتهوي

..فَلْيُحَدِّقِ الجميعُ بالدولةِ وبالمواطنينَ، وبظروفهم الصعبة، وبمستقبل أجيالنا الصاعدة

..أنتم تقولون:إنكم تريدون مصلحةَ الناس و الوطن.

..لكن هناك فرق بين الذين يتاجرون باسمه،وبين الّذين يحملون القيـَم الإنسانية والاخلاقية، في العمل السياسي،ويطبقونها من خلال الممارسة والأداء السياسي ..

بصراحة : إنّ الكثيرين من الناس فقدوا ثقتهم بكل الطبقة السياسية، ويخافون من نتائج كل الذي يجري بين الأفرِقاء السياسيين في لعبة التدمير الذاتي والانقسام والتخوين وغياب الثقة...في حين أنَّ الشتاءَ القادمَ سيحملُ معه البردَ القارسَ وتحدياتٍ محليةً واقليمية...وفي ظل ارتفاعٍ جنونيٍّ لِأسعارِ المحروقات، وأقساط المدارس والجامعات.

وغلاءُ الأسعار يكوي جيوبَ الناس، وقلوبهم، ويتهدد مستقبلهم وحياتهم، هم وأولادهم..

إنَّ الناسَ تتنتظر من القيِّمين على الواقع، بعد ان حققنا انجازاًوطنياً كبيراً، من خلال استعادة ثروتنا البحرية، في لحظةٍ سياسيةٍ مؤاتية...

إنّ على المسؤولين أن يتحرّكوا بمسؤولية بما يحقق الأمنَ والاستقرارَ لِلْوَطَنِ ، وللشعبِ المتعبِ بانتظار تحقيق الآمال بالمستقبل الواعد، وأن نعيد ثقتهم بالوطن وبمسؤوليه، بالأفعال لا بالأقوال ..

هذا واجب الوطن والأجيال علينا، وإلّا فنحن قاب قوسينِ أو أدنى من اليومِ الذي سنندمُ فيه على كل تفريطٍ أو تمزيقٍ لساحتنا ووَحدتِنا الوطنية، ولاتَ حين مندم..

المصدر: موقع إضاءات الإخباري