حكومة صهيونية قوية حكومة ضعيفة ماذا تعني\ محمود فنون
مقالات
حكومة صهيونية قوية حكومة ضعيفة ماذا تعني\ محمود فنون
2 تشرين الثاني 2022 , 22:27 م


هناك أزمة حكم في "إسرائيل" و تفكك أحزاب و تراجع أحزاب ارتباطاً بأزمة الوجود التي تعاني منها الحركة الصهيونية طوال الزمن. و كذلك بسبب الفساد المستشري و الذي يطال ما يطلق عليه الشرائح السياسية العليا و الاحزاب. و هذا يعكس نفسه على نتائج الانتخابات و على فرص تشكيل الحكومة. فتنشأ حكومات بدون غطاء برلماني كافي أو غطاء مقلقل. و بعده ينطلق علماء التحليل على الفضائيات:

يقولون حكومة اسرائيلية ضعيفة طبعاً مع شماتة و كأن لدينا حكومات جيدة.

طيب ما الذي لا تستطيع فعله حكومة هشة تعتمد على تأييد واحد و ستين صوتاً و فيها أصوات مقلقلة ؟

اولا: تستطيع قصف قطاع غزة براً و بحراً و جواً و كذلك الضفة الغربية و أي دولة عربية. ذلك أن هذه الحكومة ربما تضعف في الكنيست و ربما تعيد إجراء الانتخابات مرات عديدة متقاربة و لكن لها أنياب قوية لا تتعطل بفعل ضعفها في الكنيست.

ثانيا: تستطيع الاستيلاء على مزيد من اراضي و ممتلكات الشعب الفلسطيني و ضمها و بناء مستوطنات عليها و تستطيع استقبال مهاجرين جدد اليها.

ثالثا: تستطيع الاستمرار و دون تعطيل في قمع الشعب الفلسطيني و حصاره و اعتقال أي عدد تشاء و تملأ السجون.

رابعا: تستطيع الاستمرار في إخضاع مزيد من الدول العربية و جرها للتطبيع و تستطيع ارهاب الدول المطبعة و غير المطبعة و التقدم معها لتدفعها لمزيد من التخلي عن الشعب العربي الفلسطيني و قضيته.

خامسا: تستطيع إجبار دول عربية على دفع خاوات نقدية أو عينية و فتح أسواق التبادل التجاري و نهب ثروات عربية.

الأصل ان يكون السؤال للمحللين الذين يحللون أزمة الحكم في دولة الكيان الصهيوني بتشفي، بتشفي و استصغار و كأن إسرائيل بحكومة كهذه حكومة ضعيفة لدولة ضعيفة سيهاجمها المحللون الذين يتظاهرون بالتشفي بعصا غليظة و يلعنوا ابوها و ربما يفرضوا عليها أن تدفع لهم الخاوة. السؤال لهم: ما الذي لا تستطيع حكومة هشّة فعله لترسيخ بقاء الكيان و تطويره و تطوير هيمنته و مكانته في المنطقة ؟

جوابي عنهم: لا شيء لا تستطيع فعله.

فلو جمّع الليكود واحدا و ستين صوتا أو يزيد و شكل حكومة فإنه سينفذ جوهر السياسة الصهيونية و هو متطرف و معه متطرفون و أول تعبير عن تطرفهم أنهم يستوطنون معتدين في بلادنا و كذا كل سياسي منهم. و لو فشل و فشل منافسيه ستظل حكومة تصريف أعمال و انه سينفذ جوهر سياسة الصهيونية و يستطيع تنفيذ المهام الخمسة أعلاه و تلتزم الحكومات التالية بقرارات الحكومات الضعيفة و سياساتها .

و أما ما قاله الأرنب الصغير ميقاتي بأن نتنياهو سيلتزم باتفاق ترسيم الحدود لأن أمريكا ضامنة للاتفاق. فهو إنما يريد أن يقول أنه يعتمد على أمريكا مع أن من فرض الإتفاق هي تهديدات المقاومة.

و يريد أن يقول أن حكومة لابيد كانت كريمة مع الميقاتي ثم جاءت حكومة نتنياهو المتشددة و الله أعلم ما مصير الإتفاق سوى مزيدا من الركوع لأمريكا و نتنياهو سبع البرمبة.

إن إسرائيل ليست مخلدة و سوف تزول و لكن بفعل النضالات و الصدام الي سيؤدي لزوالها.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري