للسعودية أدوات إرهاب وهي أداة صهيمريكية, محاورات في الاقتصاد السياسي.\ عادل سماره
مقالات
للسعودية أدوات إرهاب وهي أداة صهيمريكية, محاورات في الاقتصاد السياسي.\ عادل سماره
9 تشرين الثاني 2022 , 15:53 م


إحذروا من هللوا للسعودية في تخفيض إنتاج النفط وتلاعبات بوتين ببن سلمان. بوتين كما الحاوي الماهر في مداعبته أردوغان وبن سلمان وهو يعلم أنهما أفاعي وتحقيره لبن حمد. امريكا لن تتضرر من تخفيض إنتاج النفط بل تربح لتبيع نفطها رديىء النوعية وعالي كلفة الاستخراج. وإذا كانت امريكا تربح من تبريد غرف النوم في أوروبا فلماذا لا تربح من تخفيض إنتاج النفط وقد تبيع لأوربا مزيدا من البطانيات.

صار من الوضوح بمكان أمرين:

الأول: أن المراقب الدقيق يعلم بأن من يحكم راس المال العالمي طغمة مالية/سياسية يسمونها أوليغارشية مالية ، قليلة العدد متعددة الأذرع تتحكم بالبنوك وكبريات الشركات المعولمة. ومن بين هذه "الطبقة" إن صح التعبير اوليغارشية أمريكا وأوروبا والتوابع في المحيط ومنها السعودية. وهذه الطبقة تنتعش بالحروب.

والثاني: إن الذين يعيبون على حكام أوروبا أنهم أغبياء او مجرد عملاء لأمريكا هم البسطاء لأن راس المال ليس وطنيا بل مصلحيا حتى المصلحة المتصاغرة إلى جيوب فرد فهذه الطبقة في أوروبا تربح من شعوبها وهي نفس الشعوب التي تربح وربحت من امتصاص دم المحيط. هذا إلى أن تتأزم الطبقات الشعبية هناك وتفعل شيئا ما حقيقي وقوي وقادر وتغييري. وهذا مرهون جدا بحراك ثوري عنيف في المحيط يقطع شرايين الدم الذي تمتصه بلدان المركز من المحيط.

نعود إلى السعودية، فحكامها جزء من أولغارشية معولمة. لذا ما المانع أن تربح من تخفيض إنتاج النفط؟ كانت في السابق تلعب دور المنتج المرجِّح اي الشاويش الممسك بصنبور انبوب النفط العالمي تأمرها أمريكا بزيادة ضخ النفط كي تبقى الأسعار منخفضة عالميا وكي تشتري بلدان المحيط منتجات أمريكا بفواتير نفط سهلة. وحين تأمرها أمريكا بزيادة الضخ تفعل ذلك.وبالطبع كان يقال حينها "تثاقلت الأسواق".

تغيرت امريكا اليوم، لم تعد الأقدر تصديرا في العالم ولا الوحيدة القادرة على التصنيع والتصدير، اي فقدت دورا إحتكاريا قاتلا للعالم. وكذلك بالمقابل اصبحت دولة نفطية بمخزون كبير يبحث عن أسواق، وهل هناك أمتع من اسواق أوروبا!

لذا، يجب ان تستخدم السعودية بشكل آخر جديد. إنها ومعذرة للآية الكريمة بمعنى "نفطكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم".

اليوم ارتفاع اسعار النفط تخدم امريكا والسعودية وحتى روسيا، لكنها تجلب المليارات لأمريكا اولاً. هذه صناعة الحروب في راس المال الذي يعشقه الفقراء وهو يذبحهم وأحيانا ينقده الأغنياء بخبث!

والأمر اسوا. فالسعودية بعد تخفيض الإنتاج النفطي تبرعت لأوكرانيا ب 400 مليار دولار، وهذا الرقم الإعلامي فمن يدري بالمخفي؟. فهل هذا تآخي الأديان؟ أو تقسيم إبراهيم الصهيوني المال بين أولاده؟ أم الأمر الأمريكي بمعنى قبضتم فادفعوا. فهل بهذا يشاكس بن سلمان سيده بايدن؟

السعودية تقوم بتسريب الإرهاب إلى إيران.

يا للهول، وهل هناك خدمة لأمريكا أكثر من هذا؟ وخاصة غذا ما تطور الأمر لحرب!!! بهذا تساهم السعودية في تتويج نتنياهو ، في حين تتمنى عودة ترامب، فإن هذا لا يوجع بايدن كما يعتقد البعض لأن أمريكا ليست بايدن ولا ترامب ولا نانسي بيلوسي ولا حتى "نانسي عجرم"، ، أمريكا هي الأوليغارشية والشركات وكلا الحزبين في امريكا شركاء في المجمعين الصناعيين العسكري والمدني.

إن أكبر خدمة لأمريكا هي مشاغلة إيران فكيف إذا كانت هناك فرصة لحرب أو إسقاط النظام! هل يخالط أحد الشك أن السعودية تمول أنظمة محيطة بإيران لتدريب وتمويل وتسليح الإرهابيين؟ بل وتسريب مجاهدات النكاح إلى هناك؟ كما فعلت معظم الأنظمة العربية ضد سوريا وليبيا واليمن والعراق.

قد يقول قائل بأن السعودية تدعم عربستان/الأهواز. كلا كل الأنظمة العربية قامعة لمن تحكمهم وتفرِّط بثرواتها وترابها وتلعب دور إمبريالية على وطنها نيابة عن الإمبرياليات الغربية، لذا ليست حريصة على الأهواز. وسيأتي يوم تُحل قضية الأهواز العربية وكل أرض عربية محتلة في حالة وجود وحدة عربية، دولة عربية مركزية. تُحل حتى دون حرب، فالقوي يأخذ حقه بلا حرب وبتفاهم ما. كما أن علاقات الأمم تأخذ بالاعتبار الأولويات زمانيا ومكانياً. لذا تتحالف بقوة في مكان وتتنافس بخفة في آخر.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري