تهنئه للجبهة الشعبية في ذكرى الانطلاقة المجيدة
مقالات
تهنئه للجبهة الشعبية في ذكرى الانطلاقة المجيدة
طارق ناصر ابو بسام
11 كانون الأول 2022 , 12:58 م


لم يكن يوم الحادي عشر من شهر كانون الأول عام 1967 يوما عاديا كبقية الأيام ،بل كان يوما مميزا في التاريخ الفلسطيني والعربي ولا ابالغ ان قلت الأممي وهو اليوم الذي بقي محفورا في ذاكرة الشعب الفلسطيني ،في هذا اليوم تم الإعلان عن تاسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وانطلاقتها المجيدة،هذه الانطلاقة التي لم تبدأ في هذا التاريخ وانما تعود جذورها إلى اكثر من 25 عاما سبقت عندما تكونت حركة القوميين العرب في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي،هذه الحركة التي ولدت الجبهة الشعبية من رحمها،وجاءت مكملا واستمرارا لمسيرتها النضالية ،نعم جاءت الانطلاقة عندما اعلن انبياء فلسطين الجدد

جورج حبش وديع حداد،ابوعلي مصطفي غسان كنفاني ابو ماهر اليماني،حمدي مطر ،ابوعيسى.صبحي التميمي ،الحاج فايز جابر وغيرهم من القادة المؤسسين ،بيانهم الأول،ايمانا منهم ان العدو الصهيوني لا يمكن التعايش معه وان صراعنا معه هو صراع وجود،وذلك انطلاقا من فهمهم لجذرية المشروع الصهيوني الذي لا يمكن مواجهته الا بمشروع وطني جذري ،مشروع يستند إلى الكفاح المسلح طريقا للتحرير،مشروع يؤمن بالفكر التقدمي والنظرية الثورية التي توجه البندقية... مشروع يؤكد على أهمية البعد الطبقي للثورة وعلى ارتباطها مع عمقها العربي والتحامها وتكاملها مع بعدها الأممي.

لقد جاءت انطلاقة الجبهة تعبيرا عن حاجة موضوعية وضرورة ملحة ،وشكلت اضافة نوعية ومميزة للعمل الوطني الفلسطيني.

واصبحت الجبهة الشعبية منذ ذلك الوقت بما مثلته من مواقف سياسية،وفكري تقدمي ،وممارسات ثورية.ركنا أساسيا من اركان الثورة وعمودا حاملا للبيت الفلسطيني ،ينهار اذا ما تصدع وسقط هذا العمود. ولا يمكن ان نتصور فلسطين يوما ما دون وجود الجبهة الشعبية ،كما لا يمكننا تصور الجبهة الشعبية دون فلسطين .

الجبهة الشعبية مسيرة طويلة معمدة بدماء الآلاف من الشهداء والجرحى و عذابات الأسرى وتضحيات الشعب .

الجبهة قاتلت وما زالت تقاتل وحملت البندقية ايمانا منها ان هذه هي طريق الانتصار والتحرير

الجبهة وقفت ضد التسويات وتقديم التنازلات، منذ مشروع روجرز وحتى اتفاقيات ابراهام. وتمسكت بالثوابت الوطنية ووحدة الشعب والأرض .

الجبهة الشعبية هي صمام الأمان للوحدة الوطنية وهي الحارس الأمين للقضية.

الجبهة كانت ولا زالت حصان الرهان الذي يراهن عليه شعبنا في سبيل الخروج من المازق الذي تمر به الثورة والمنظمة والفصائل.

الجبهة تزداد توهجا في كل يوم ..الجبهة هي الأمل والمصباح الذي ينير الطريق،تستمد نورها من النضال وزيتها من دماء الشهداء والجرحى.

الجبهة هي الصدق والوفاء والحقيقة كل الحقيقة للجماهير وهي المنظومة الاخلاقية الكاملة،دفاعا عن الديمقراطية والحقوق والقيم

نعم الجبهة الشعبية هي كل ذلك واكثر

الجبهة جسم حي يمارس العمل على الأرض ولا يكتفي بالتحليل والتنظير،تنظيم يخطئ ويصيب ،لكنه تنظيم يتوقف امام الخطأ يدرسه ويعالج اسبابه ولا يتورع ابدا عن الاعتراف به.

وفي يوم انطلاقتها

اتقدم بتحية الحب والوفاء ..تحية الاعتزاز والتقدير لهذا التنظيم تحية للرفيقات والرفاق . تحية للمقاومين تحية لكتائب الشهيد ابو علي مصطفي والرفاق المتمسكين ببنادقهم المتمترسين في خنادقهم .تحية للقائد احمد سعدات الامين العام للجبهة ورفاقه في السجون الصهيونية تحية له ورفاقه في المكتب السياسي واللجنة المركزية.

تحية لأمهات الشهداء واباؤهم و عائلاتهم

تحية لمن قالوا لا كبيرة لاتفاقيات اوسلو وابراهام

تحية لمن حملوا ولا زالوا يحملون آمال وهموم الشعب الفلسطيني و يقاتلون من اجل تحقيق اهدافه .

تحية لشعبنا الفلسطيني المقاوم في كافة الساحات و الميادين

وردة حمراء على ضريح كل شهيد

قبلة على وجنات كل رفيقة ورفيق

عهدا على مواصلة النضال عنه لا نحيد

نبارك لكم يوم عيدكم ونقول لكم نحن معكم نؤيد خطاكم ..معا وسويا على طريق التحرير والنصر

نحمل جبهتنا للنصر وتبقى رايتنا حمراء.

طارق ناصر ابو بسام

براغ...11/12/2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري