كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "اليمن بين الهدوء الحذِر والحرب القادمة، وزمام الناقة بيَد أنصار الله."
د. إسماعيل النجار
14 كانون الأول 2022 , 04:34 ص


ما زالَ اليمن الحبيب يَنعمُ بالهدوء العسكري، منذ إعلان الهدنة الأولى، ورغم انتهاء مهلة الهدنة الأخيرة، ولم يتم تجديدها رسمياً، وذلك رغم الخروقات الكبيرة التي تحصل على عدة جبهات، وفي عِدَّة محافظات، ورغم الحصار الخانق الذي لا تزال قوَى العدوان تفرضه على الشعب اليمني، كنوعٍ آخرَ من الحروب الناعمة التي تفتك بالأطفال المرضىَ والعجائز.

الشيطان الأكبر ومَن معه لا يزالون يُصرُّون على إركاع الشعب اليمني، ويُمعِنون بِاستمرارِ فرض الحصار القاسي،على بعض مكونات البلاد، وهم جُل ما يتمنونهُ هو استمرار الهدنة، لتمرير مرحلة الصراع الكبير بين روسيا وأوكرانيا، ولكن بالنسبة لحكومة صنعاء الأمر لن يطول كثيراً، في حال لم تتجاوب دُوَلُ العدوان، وَترفعْ الحصارَ الجويَّ والبحريَّ عن البلاد.

روسيا الرافضةُ للعدوانِ على اليمن، لَم تُقَدِّم أي مساعدة قد تفي بالغرضِ، لليمنيين الأَشراف، والسعوديةُ المعتديَةُ ورأسُ حربة العدوان، استطاعت، بدهاء ابنِ تيميةَ، أن تُدَجِِّنَ روسيا لصالحها، من خلال إعلانها موقفاً محايداً في الصراع الدائر بين الأخيرة والناتو بوَجهِهِ الزيلينسكي،

هذا الِانفتاحُ السعوديُّ على روسيا والصين صعّب تحقُّقَ آمال حلفاء صنعاء، في الحصول على موقفٍ روسيٍ واضح يدين العدوان، وحرم اليمنيين من أي مساعدات لوجستيةوسياسية، لصالح الجيش واللجان.

بكل الأحوال فإن الجيش اليمني وحركة أنصار الله، أصبحَ لديهم إكتفاءٌ ذاتيٌّ، بالسلاح والمعدات يُمَكِّنُهُم من خوض أي حرب، مهما طالَ أمدها.

أميركا والسعودية اللَّتانِ تشعران بالراحة، نتيجةَ وقفِ إطلاقِ النار،تراهما سعيدتَيْنِ جداًبالأمر،بعدما عجزتا،وخلال سبع سنوات، من تحقيق أي نصر أوإنجازٍ عسكريٍّ أو سياسيٍّ يُذكَر، واعتبرتا أنّ كلَّ ما آلَت إليه الأمور الأمور في اليمن حتى اليوم، هو أمر واقع فرضه عليهم صمود هذا البلد، واستبسالُ رجالِهِ وتصميمُهم على صَدِّ العدوان.

على المقلب الجنوبي بدأت الإماراتُ بتعبيد طريق نجاتها، من المحاسبة الدولية، من خلال توقيع اتفاقيات منفصلةمع حكام الجنوب، قد تُشرعِنُ أفعالهم وجرائمهم بمفعولٍ رجعي، ولكنَّ صنعاءَ كانت أسرع منهم، وأعلنت رفضها لهكذا نوعٍ مِنَ الِاتفاقيات الثنائية، وعدم اعترافها بقانونيتها.

بكل الأحوال، إنَّ ما يجري في اليمن من هدوء ليست إلّا التقاطَ أنفاسٍ بالنسبةِ للسعوديةِ والإماراتِ وأمريكا لكنه لن يطول.

بيروت في..

13/12/2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري