كتب الكاتب ابراهيم سكيكي
أيضاً كلامٌ بهدوء في ملف ساخن: مشكلة الكهرباء في لبنان من أكثر الملفّات كلفةً ووجعاً للشعب اللبناني، والمعاناة منها بحجم معاناتِهِ من الطبقة السياسيّة الحاكمة والمتحكمة برِقابِ العباد.
لقد عُرِضت على الحكومة اللبنانية عروضٌ كثيرةٌ، لحل هذه المشكلة، ولكن النكد السيّاسي والمصالح الذاتية للطبقة الحاكمة مُقدَّم
عندها على معاناةِ الشعب، ولا داعي لتفصيل العروض وحتّى "الهِبات" المقدَّمة من بلدانٍ عديدة.
معظم العروض بدون دفع مسبق، وبنظامBOT،آ خرها العرض الصيني المقدّم لرئيس الحكومة الحاليّ، في قمّة الرياض من قِبَلِ الرئيس الصيني، لمشاريع أخرى يحتاجها الشعب اللبناني.
العروض السابقة كانت تعطِّلها لعبةُ المصالح، والخوفُ من العقاب الأمريكي الوهمي.
لا بد من كلمة حق تقال، إن الإجتماع الذي حصل والتكريم للرئيس الصيني في السعودية بأن يهيأ له الإجتماع دفعة واحدة بقمة خليجية وشبه قمة عربية فهذا إنجاز كبير وتحدٍ لأمريكا، لأن الصين تُعتبرُالمنافس الأول عالميّاً، لأمريكا في الآقتصاد والنمو، وفي ساحةٍ تعتبرها أمريكا خالِصةً لها وضمن نفوذها.
في هذه المسألة والتعاون والعقود المبرمة لم نسمع تهديداًمن الإدارة الأمريكية بعقوباتٍ وويلٍ وثبور، بل خرِست وصمَّت آذانَها، لأنَّها بعد أن خسرت ولم تنتصر في حروبها التي خاضتها في المنطقة وصرفت عليها، حسب قولها:ثماني تريليونات دولار، وهذا ما يصرّح به مسؤولوها، ولم يبقَ لديها سوى العقوبات، السيف الذي تلوّح به؛ وعندما يتحداها أحدٌ بقوة، ومن موقع الصدق، تخضع كما حصل في موضوع الترسيم بين لبنان وفلسطين.
فهل تأخذ الحكومة اللبنانية قرارها بمثل هذه الجرأة، وتقبل بالعروض الصينية لمشاريعَ يُعتبرُ لبنانُ بأمسّ الحاجة إليها، أم أنّها ستبقى خائفةً من الوهم الأمريكيّ؟ وهل تلجأالحكومةاللبنانية إلى استفتاء الشعب لقبول العروض الصينية ويكون هذا حجة أمام العالم؟
فهل تستجيب يا نجيب؟ أم لا سامع ولا مُجيب؟..
إن وضع الشعب اللبناني في تأمين حاجاته الحياتية أصبح بحجم معاناته من إدارة الحكم اقبلوا وإلا ارحلوا ارحلوا..
إن مصلحة الشعب أولى وأمسّ حاجة من الخوف على مصالحكم.