كتب اِبراهيم سكيكي:
مقالات
كتب اِبراهيم سكيكي: "العجلةُ في طلبِ السلاح تَكْشِفُ التآمُرَ والعمالة"
ابراهيم سكيكي
24 نيسان 2025 , 20:17 م

بيروت: 25/4/2025

الحاصلُ اليومَ هو أنّ القوّاتِ المُسمّاةَ"لبنانية"، وقليلين معها استعجلوا، بِفَتْحِ سِجالٍ داخليٍّ أقلُّ ما يُقالُ فيه: إنّهُ تخريبٌ لِلسِّلمِ الأهليّ،في وقت فيه لبنانُ واللبنانيون، بأمسِّ الحاجَةِ إلى ترسيخِ وحدتِهم الوطنيةِ وتعايشِهِمُ الطبيعيِّ،بين طوائفه، والِانطلاقِ بعهدٍ جديد: الإصلاح وبناءِ بَلدِهم ومحاربة الفساد،

والفاسدين ومحاسبتِهم، وحلِّ مُعضِلَةِ أموالِ المُودِعين.

والّلافِتُ أنَّ هؤلاءِ استخدموا أوقحَ العِباراتِ الإستفزازيةِ للطائفةِ الإسلاميةِ الشيعيةِ وَمقاوِميها.

والأمر الأكثرُاستِفزازاً ذاكَ الوجهُ المألوفُ مِنهُم الذي يُقال له: دولةُ الرئيس، لصدفةٍ قَضَتْ أنْ يُعيَّنَ نائباً لرئيسِِ الحكومةِ والذي يُخفي خَلْفَ وَجْهِهِ نوايا إجراميةً، عَبَّرَ عنها بتمنِّيهِ مِنْ إسرائيلَ القضاءَ على المقاومة وبيئتها، في الجنوب، وتمَنِّيهِ مِن عِصاباتِ الجولاني في سورية، أن تقضيَ على المقاومةِ وبيئتِها من جهة الشرق. ما استدعى الرّدَّ عليهِم وكشفَ تاريخِهِمُ المليئُ بالمجازِرِ والِاعتداءاتِ على أغلب الطوائفِ اللبنانية، حتى المسيحية، ولم يسلم من شرهِم وإجرامهم أحد.

لِهذا سجن قائدهم أحَدَ عشرَ عاماً، وأُخرِجَ مِنَ السِّجنِ، بتدخُّلٍ أميرِكيٍّ أمّنَ لهُ عفوً عاماً، ولا تزالُ ملفاتُهم، وملفّاتُهُ موجودةً في القضاء، لا سيّما مَلَفُّ إغتيالِهِم لِلرَّئيسِ الشهيد رشيد كرامي.

وهنا يتساءلُ الْعُقَلاءُ، في لبنان: هل تريدُ القواتُ اللبنانيةُ بطرْحِ تسليمِ سلاحِ المقاومةِ، بِلا نقاشٍ وخلالَ أشْهُرٍ قليلة، ومنهم من حدّد شهرين لِذلك، حتى ولوْ أدّى الأمرُلِتَصادُمٍ معَ الجيشِ اللُّبناني، وبِلا إستراتيجيةٍدفاعيةٍ ولاتسليحِ الجيشِ اللُّبنانِيّ لِلدِّفاعِ عن لبنان ولعلهم لا يُريدُون ذلك كما يُفهَمُ من خطابهم فهل تحلم"القُوات" بالعودةِ إلى كانتونِها السابق من البربارة إلى المتحف ؟!!

هذاما نراهُ،من خلالِ مُمارساتِهِم وخطابِهم وأداءِنوّابِهِم ووُزرائهِم

وشاهدٌ آخرُ يُصدِّقُ ما نقوله، ألا وهو عندما كان الإرهابيونَ في عرسالَ، وقتلوا من قتلوا من عناصرِ الجيشِ اللُّبنانيّ والْقِوى الأمنيّةِ والعسكريةِ الرسمية، كان القُوّاتيُّونَ حلفاءَ لِلإرهابيين وهم لا يزالون.

إن مُمارساتِ القُوّاتِ "اللُبنانيّةِ" التخريبيةَالعُدوانيةَهذه،لن تُمْحا وستبقى عنوانَ سجلهِمُ الأسودِ، وعند حصولِ التسوياتِ الكُبْرى المحليةِ وغيرِ المحلية، سيكونُ المكانُ الأفضل لهُمُ هو السجن.

خاصّةًوأنّ مانشاهده في المُقابِلِ هو أجواءٌ مِنَ المحبَّةِ والتعاونِ والتناغُمِ، بينَ الجيشِ والمُقاومةِ وبيئَتِها،لأنَّ الجيشَ:مُعْظَمَ قادتِهِ وأفرادِهِ، يُقَدِّرونَ دَوْرَ المُقاومةِ، في التحريرِ والتَّصَدّي لِلْعُدوانِ الإسرائيلي، ورَدْعِهِ، مُنْذُ عشراتِ السنين.

وبتشخيصِ الجيشِ اللُّبنانيِّ الثّابِتِ أنَّ إسرائيلَ عَدُوٌّ معتدٍ لأنَّ هذِهِ المؤسسةَ وأفرادَها هم من بيئةِ هذا الشعبِ الَّذي قتلَ هذا العَدُوُّ أبناءَهُ وإخوانَه، ودَمّرَ قَراهُ وبيوتَه وأرزاقَه.. ودماؤه امتزجتْ بدماءِالمقاومينَ، باِستِشهادِعددٍ من أفرادِهِ وضُبّاطِهِ،بِأيدي عدوٍّ واحد.

خيراً فعلَ فخامةُرئيسِ البِلادِ، إذ حَصَرَ مُعالجةَ مَلَفِّ السِّلاحِ بِيَدِه، وإلى جانِبِهِ قائدٌ لِلْجَيْشِ واعٍ ومحترمٌ،من خِلالِ مَواقِفِهِ،وأدائِهِ بعيداً عنْ كل ما يُوحي بِحِقْدٍ أو كَراهِيَة،و بعيداً عنِ الولاءِ الأعمى للخارِجِ الّذي يُضحِّ بُكُلِّ الآخرين، لتحقيق مصالِحِه، ولا يُرِيدُ الخيرَ لنا ولالِبَلَدِنا، بل يُريدُهُ ضعيفاًبِلا أي مُقَوِّماتٍ دفاعيةٍ، في مُواجهةِ أعداءٍ طامِعينَ يَترَبَّصُونَ بوطننا شراً.

إنّ ما يقومُ بِهِ أعداءُ لبنانَ ليسَ مُجرّدَ انْتِقاصٍ لِلسِّيادَةِ فقط، ولا هوعُدوانٌ على مواطنين أبرِياءَفقط

إنّهُ اِستباحَةٌ لِلُبنانَ، وفتْحٌ لَهُ على مَصاريعه، أمامَ الذي يسوى والّذي لا يسوى، وليسَ بالصّمتِ تُصانُ البِلادُ والكرامات.

إنَّ الأبطالَ يصنعونَ المَجْدَ بالشّجاعة والتضحيات، والأنذالُ يمارسونَ الخِيَانَةَ والتآمُرَ، فتكونَ الْمَذَلَّةُ وَصْماً يُلازمُهُ في حياتهِ، وبعدَ الموت.

أين أنتم ياشعبَ لبنان العظيم ؟!

المصدر: موفع إضاءات الإخباري