كتب الكاتب ابراهيم سكيكي:
مقالات
كتب الكاتب ابراهيم سكيكي: "الحقد.. ولغة التسامح"
ابراهيم سكيكي
21 كانون الأول 2022 , 19:42 م


أمر مُحزن ومؤسف مقتلُ الجنديِّ الإيرلندي، وهو في مقتبل العمر، وأما سبب مقتله، فمتروك للأجهزة المعنية، ولإجراء المقتضى القانوني.

الشعب الإيرلندي الذي ينتمي له هذا الجندي، هو شعب طيب ومُتعاطف مع قضايا المستضعفين في العالم، وعلى هذا الأساس ينتخب نوابه وممثليه، ومن ميزة هذا الشعب الفريد في الغرب التعاطف دائماً مع الشعب الفلسطيني وقضاياه المحقة، وهذه الميزة جعلت الكتيبةَ الإيرلنديةَ مُتميزةً في العلاقة الدافئة التي يسودها الِاحترام المتبادل، في مناطق عملها مع الأهالي في جنوب لبنان وكم من الزيجات حصلت بسبب هذا!..

بسبب هذاالحادث صدرت تصريحاتٌ ناريةٌ، عن أناسٍ

يصطادون في الماء العكر،

وكلُّها كانت غير مُبررة وغير مسؤولة،ممّن يُفترض بهم التقيّد بميزان العدل الذي يحكم مهنتهم.

ثمّ هاجت تصريحاتهم تلك وماجت، وتتالت من كل حدبٍ وصوب، تصريحاتٌ مملوءةٌ بالحقد على من يقصدون، وليس هذاخافياً

على عاقل.

إنه منتهى الحقد والتخلف والتبعية العمياء، لأصحاب نفوسٍ مريضةٍ ورخيصة يبحثون عن أتفه الأمور لتقديم أوراق اعتماد دائمةٍ للأجنبي.

مَنْ يُمثلُ هؤلاء؟ هم طبعاًلا يُمثلون عنفوان الكرامة،ولا علاقة لهم بالقِيَم،ولا يُمثلون أي جزءٍ من الشعب اللبناني الشهم، الذي ضحّى وحرر أرضه بأغلى التضحيات، ومنع الإرهاب من الدخول إليها من خلال المعادلة الذهبية.

التّسرُّعُ في المطالبة بتحقيقٍ أُمميٍّ، على أمل أن يُلَبّي التحقيق رغباتِ هؤلاء وأهواءهم؟

الشعب الفلسطينيُّ يُقتَلُ كلَّ يومٍ، ولم نسمع من هؤلاء إدانةً، ولعل الكثير منهم أصبح مع القاتل وليس مع الضحية، وهذا هو عدم الإنصاف والحقد بعينه.

وأما السلاح المتفلت الذي تتحدثون عنه دائماً، وعن ضرورة سحبه، فإذا كان متفلِّتاً حقاً، فإنّ كل عاقل يُطالب بسحبه، لأنه يكون مصدر قلق للمواطنين،

أما سلاحُ المقاومة إن كنتم تقصدونها وسلاحها، فهو ليس متفلتًا، وإنّما هو مُشرّع من مجالس الوزراء ومن الطائف.

وأمام ضرورات المُحافظة على لبنان من المخاطر المحيطة به، لا يُمكن أن تُشكَّلَ في لبنان حكومةٌ،إلّا وهوفي بيانها الوزاري الذي تنال الثقةَ على أساسه،إذ لا بُدّ من حصول هذاالتشريع سواء أزعجكم أو أغضبكم.

اعقلوا يا جماعة، زمن أول تحوّل،القطاريسير فتعلّقوا به، ولا تكونوا في مقصورةٍ منفصلةٍ عنه، لا تعلمون إلى أين تأخذكم.

الشعب مُتشوّق لسماع لغة التسامح والمحبة، وتعميقِ الِانصهارِ الوطنيِّ، وقد سئمَ خلاف ذلك،سواء من منابر سياسية وإعلامية أو من المنابر الكنسية والمسجدية وغيرها،إذ بات همُّه المعيشيُّ من أولى أولوياته، في هذا الزمن الصعب.

19/ 12/ 2022