غريب أمر هذا البَلَد! إذكُلُّ شيءٍ فيه عجيب!
فبَدَل أن يحاكِمَ القضاءُ الفاسدينَ واللصوص، انقلبتِ الآيَةُ فأصبحَ اللصوصُ هم أصحابَ القرارِ والكلمةِ الفصل.
فقد أعطوا الإشارة إلى القُضاةِ الفاسدينَ لملاحقةِ القُضاةِ الشرفاءِ الّذين يُلاحقونَ السياسيينَ الفاسدين.
مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون، ومنذ سنواتٍ، تُلاحقُ اللصوصَ والفاسدين،ولم تتمكن من تحقيقِ خَرْقٍ واحدٍ بمثول فاسدٍ، أو لِصٍّ أمامَها!
بينما تمكّنَ اللصوصُ من كَفِّ يَدِها عن بعض الملفات، والِادِّعاء عليها ومثَلَت أمام المحققين في التفتيش القضائي ومجلسِ القضاءِ الأعلى.
وليد جنبلاط يَدَّعي على القاضية عون ويطالب بكَف يدها عن ملفات جرميةٍ مخالفةٍ للقانون من وُجهَة نظرِهِ، من دون أن يشرح للشعبِ اللُّبنانيِّ بأيِّ حقٍّ، وبموجبِ أيِّ قانونٍ قامَ بفتح الدوائر العقاريةِ المغلقةِ بوجه المواطنين العاديينَ، منذُ شهور،ليُتِمَّ معاملاتِ نَقْلِ ملكيةِ أكثر من ثلاثمائة عقار، إلى اسم نجلهِ تيمور.
وبالأمس، كَفَّ وزيرُ العدلِ يدَ أحدِ القُضاةِ، وأوقفه عن العمل، و تمّ إيقاف مُرتّباتهِ، بموجب توصيةٍمن مجلسِ القضاءِ الأعلى بحجةِ التغريدِ على تويتر وانتقادِ القضاةِ المضربين.
رياض سلامة، اللصُّ المحترفُ الَّذي تدَّعِي عليهِ النياباتُ العامةُ في أوروبا، وحجزت على أمواله وعقاراتهِ، تَمَّ استدعاؤه للمثولِ أمامَ عون، وحتى الآن لم يمثُل ولم تعثُرْ عليهِ الضابطةُ العدلية، وكأنه سرابٌ في ليل حالك!
التدقيقُ الجنائيُّ ممنوعٌ، لأنَّهُ يطال رؤوساً كبيرةً أينعتْ وحانَ قِطافُها.
القضاءُ اللبنانيُّ اليومَ كُلُّ فريقِ يُغَنّي على ليلاه، والصراعُ مُحْتّدِمٌ بين فريقِ الحامي لمصالحِ اللصوصِ والحيتانِ،وبعضِ القُضاةِ الشرفاء، وسينتهي بِانتصار حُماةِ اللصوصِ،في وطنٍ لا عدالةَ فيه، والكلمةُ الفصلُ للأقوىَ، واللصوصُ هم أسيادُ البلاد؟!!
بيروت في..
23/12/2022



