كتب جورج حدادين
قبل الإجابة على سؤال النهج المطلوب للخروج من الأزمة، لا بد من تشخيص النهج القائم السائد، الذي أوصل الدولة والمجتمع إلى هذه الأزمة الخانقة المعاشة والممتدة، منذ تأسيس الإمارة إلى يومنا هذا.
باختصار يمكن تلخيص عناصر النهج المأزوم بما يلي:
1. تم، بقرار بريطاني ومن ثم امريكي، بناء دولة ريعية وظيفية تابعة غير منتجة، لتخدم مصالح استراتيجية للمركز الرأسمالي العالمي، في المنطقة.
2. تم بقرار بريطاني ، مستمر إلى يومنا هذا، اغلاق الطريق أمام امكانية اندماج مكونات الشعب الأردني ليشكل مجتمع متجانس تتمايز بداخله طبقات وشرائح وطنية منتجة، وتم الحفاظ على تشكيلة اجتماعية ما قبل الدولة الحديثة، مجاميع: قبلية عشائرية اثنية طائفية اقليمية مناطقية شللية التي تتميز بها المجتمعات الاقطاعية المفوتة ( مقولة كافة المنابت والأصول السائدة) بما يقطع الطريق أمام بناء الدولة الحديثة، وبما يقطع الطريق أمام بناء المجتمع الحديث.
3. فرض سياسة، حجز استثمار الثروات الطبيعية الهائلة المختزنة تحت سطح الأرض الأردنية، وحجز الإنتاج، وبالتالي منع قيام اقتصاد وطني منتج مستقل، ومنع تنمية قوى الإنتاج الوطني،
4. فرض معادلة الاستيراد الى التصدير 3:1 لضمان ديمومة عجز الميزانية وضمان مديونية متراكمة تخدم هدف مصادرة القرار الوطني المستقل.
5. فرض سياسة، إدارة شؤون الدولة والمجتمع بالاعتماد على المساعدات الخارجية والمنح والقروض الميسرة، لتبقى البلاد تحت سطوة المديونية المستدامة ( سياسة القاتل الاقتصادي).
6. فرض سياسة، الفساد والإفساد آلية حكم، ولا تقتصر هذه السياسة على السطو على المال العام بل تتعداه الى إفساد المجتمع ثقافياً وسلوكيا بهدف محو الهوية الوطنية وتزييف التاريخ الحضاري لهذا الشعب.
7. عزل الأردن عن محيطه العربي، وتوتير علاقاته العربية، ورميه في حضن الكيان الصهيوني عبر المشاريع الإقليمية المشتركة التي تخدم مصالح الكيان، ومنعه من أخذ أي دور لبناء دولة الأمة،
في المحصلة يمكن تلخيص النهج السائد بأنه نهج الاستهلاك الذي يمنع قيام دولة منتجة مستقلة ومجتمع مندمج منتمٍ
" كلكم للوطن والوطن لكم "
يتبع